أحمد عامر: تاريخ مصر العسكري ونزاعاتها منذ العصور القديمة عبر الحروب البحرية والنهرية باستخدام السفن الحربية.

ناقشت مجلة البوصلة الاقتصادية الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، حول الحروب التي قامت بها مصر خلال العصور القديمة.
وأوضح أن مصر خلال تلك الحقبة الزمنية، اهتمت بتدريب الجند منذ العصر الاهناسى، وزاد الاهتمام بالفرق الخاصة بحماية الملك، وإلى نص الحوار..
متى عرفت مصر العسكرية وشؤون القتال؟
عرفت مصر العسكرية وشؤون القتال منذ فجر التاريخ، وعرفت كذلك الحروب البحرية والنيلية على متن المراكب منذ عصر ما قبل الأسرات، ونجد أنه قد ظهر في عصر الدولة القديمة، حاميات خاصة للقلاع وبدأ استقرار كبير في تنظيمات الجند نلحظه في عهد الملك “زوسر”.
ما هي أشهر حملات الدولة القديمة؟
حملات “وني” التي خرجت في الأسرة السادسة لتأديب بدو سيناء وجنوبي فلسطين، وقد تكونت من آلاف الجند برئاسة “وني”، وقد تكون جيش “وني” من قواسة وحاملي مقامع، ويساعدنا على تصور المعارك الحربية في الدولة القديمة منظر من مقبرة “دشاشة” يصور الهجوم على حصن آسيوي وهو مهشم إلي حد كبير.
متى ظهر تدريب الجند وتنظيم شئونهم؟
تمت الإشارة للاهتمام بتدريب الجنود وتنظيم شئونهم منذ العصر الإهناسي، حيث جاءت لنا أقدم إشارات تفيد أن العسكريين أصبحوا طائفة مستقلة تتقلي رواتبهم من عطايا الدولة، وفي عصر الدولة الوسطى استقرت أحوال العسكرية المصرية، وزاد الاهتمام بالفرق الخاصة التي تحمي الملك والعاصمة، وأصبحت تعرف باسم أتباع الحاكم وكانت تتكون من ضباط وجنود غاية في الكفاءة.
هل ظهرت أسلحة جديدة في عهد الدولة الوسطي؟
بالفعل ظهر سلاحاً جديداً في الدولة الوسطي، وكان يظهر مع الملوك فقط وهو سلاح يجمع بين شكل الهراوة الحجرية القديمة وشكل الفأس من النحاس ويبدو أنه كان أساس السيف ذي شكل المنجل، ومروراً بعصر الانتقال الثاني فقد تكونت وحدات عسكرية يقوم على قيادتها كبار الكهان والموظفين المحليين وحكام الأقاليم أنفسهم.
ماذا عن تسليح الجيش في عصر الدولة الحديثة؟
تسليح الجيش في عصر الدولة الحديثة تنوع بين نوع للوقاية، لم يكن موجوداً من قبل وهو الدرع وكان يسمي قميص الحرب أو سريون، كما ظهرت الخوذة في عهد “تحتمس الثالث”، وفي عهد “رمسيس الثاني” كان الجنود المشاة يسلحون بالحراب والخناجر والسيوف، أما السلاح الشائع في الدولة الحديثة هو العجلات والمركبات الحربية.
ما هي مكافأة الضباط والجنود في عهد المصريين القدماء؟
كانت مكافأة الضباط والجنود هي الأراضي المعفاة من الضرائب، والتي كانت توزع كمنح من الدولة، بينما يبدو أنه لم يكن للجنود العاديين أجور ثابته، وكانت مكافأة الضباط الشجعان أن يوهبوا الأوسمة المعروفة بذهب الشجاعة بشكل ذبابات ذهبية رمزاً للعناد والإلحاح والكر والفر أو أسداً رمزاً للجرأة، كما كانوا يمنحون بعض أسرى الحرب ليكونوا عبيداً لهم.
هل احتلت مصر في عهد المصريين القدماء؟
بالفعل احتلت مصر قديما في عهد المصريين القدماء، حيث هُوجمت من “الهكسوس” الذين احتلوا جزءاً من الدولة المصرية، وقد أقاموا دولتهم التي امتدت شرق الدلتا ثم مصر الوسطي حتي أسيوط، ودولة “الهكسوس” تشمل عصر الأسرات الخامسة عشر والسادسة عشر ثم السابعة عشر في الشمال.
ما دور الملك لدى الجيش في عهد المصريين القدماء؟
الملك كان هو القائد الأعلى للجيش، بينما القادة يقومون بالقيادة نيابة عنه، وهم من حملوا لقب أمير الجيش ومن بين ألقاب قادة الجيش هناك لقب “قائد الجيش”، و”قائد الصدام”، و”قائد الجنود الجدد”، كما كان الملك يكلف ولي العهد بالنيابة عنه أحيانا، وكان الوزير يتولى مهمة وزير الحرب.
ما هو دور الوزير لدى الجيش في عهد المصريين القدماء؟
كان الوزير يتولى مهمة وزير الحرب، وكان هناك وظيفة “كاتب الجيش” وقت الحرب، وهو من يقوم بأعمال التجنيد والإمداد، وحفظ سجلات المعارك الحربية، وكان عددهم كثير ومختلفة الرتب، وكان يرأس مجموعة الكتبة “رئيس كتاب الجيش”، و”الكاتب الملكي”، بالإضافة إلى لقب “كاتم أسرار الملك”، ويكون حامل هذا اللقب على دراية بمجريات الأمور في القصر والجيش.