“خبير”: السويد تتصدر حركة عالمية للصحة لمكافحة التدخين من خلال استراتيجيات تقليل المخاطر

“خبير”: السويد تتصدر حركة عالمية للصحة لمكافحة التدخين من خلال استراتيجيات تقليل المخاطر

في خطوة تُعد دليلًا على فعالية سياسات تقليل مخاطر التبغ، أعلنت السويد في 13 نوفمبر 2024، أنها أصبحت رسميًا أول دولة أوروبية خالية من التدخين، بعد أن نجحت في خفض نسبة المدخنين إلى 4.5% فقط من البالغين المولودين في البلاد.

ويأتي هذا الإنجاز قبل 16 عامًا من الموعد المستهدف من قِبل الاتحاد الأوروبي، ليضع السويد في طليعة الدول التي تمكّنت من تحقيق نتائج ملموسة في خفض التدخين، دون اللجوء إلى الحظر، بل من خلال نهج علمي يعتمد على تقليل الضرر، وهو ما يجعل من تجربتها نموذجًا يُحتذى به، خاصة في دول مثل نيجيريا التي لا تزال تواجه تحديات صحية كبيرة بسبب التدخين.

وفي هذا السياق، شدد الدكتور أكينواندي بوديكومب، الخبير النيجيري في الصحة العامة، على أهمية الاستفادة من النموذج السويدي، مشيرًا إلى أن السويد تمكّنت من تقليص نسب التدخين بعدما كانت النسبة تتجاوز نصف الرجال، وذلك بفضل إتاحة بدائل أقل ضررًا مثل السنوس، أكياس النيكوتين الفموية، والسجائر الإلكترونية، إلى جانب فرض ضرائب تناسبية تجعل هذه البدائل أقل تكلفة من السجائر التقليدية، مع التركيز على التوعية وتمكين المستهلك من اتخاذ قرار مستنير.

وأضاف الدكتور بوديكومب أن نهج السويد القائم على تقليل المخاطر، بدلاً من الحظر التام، مكّنها من تحقيق أقل معدلات الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتبغ، وعلى رأسها السرطان، على مستوى الاتحاد الأوروبي. وفي المقابل، أوضح أن نيجيريا لا تزال تواجه تحديًا كبيرًا، إذ تبلغ نسبة مستهلكي التبغ نحو 8% من السكان، ما يؤدي إلى انتشار أمراض يمكن الوقاية منها كأمراض القلب والجهاز التنفسي والسرطان، في وقت لم تنجح فيه الحملات التوعوية والسياسات الصارمة في تحقيق تقدم يُذكر، نتيجة غياب نهج بديل يراعي الواقع المجتمعي ويوفر خيارات انتقال آمنة للمدخنين.

ودعا بوديكومب صناع القرار في نيجيريا إلى تحديث استراتيجيتهم الوطنية لمكافحة التبغ، بحيث تتضمن تنظيم وتقنين المنتجات البديلة، وتوفيرها بأسعار مناسبة، إلى جانب التوعية بالمخاطر النسبية للمنتجات المختلفة، وتطبيق معايير صارمة للجودة والسلامة، مؤكدًا أن هذه الخطوات يمكن أن تخفّض معدلات التدخين، وتقلّل من العبء الصحي والاقتصادي الناتج عن الأمراض المرتبطة به.

وأشار إلى أن هذا النهج الواقعي سيساعد في تحسين الصحة العامة، وزيادة الإنتاجية الوطنية، وتخفيف الضغط على نظام الرعاية الصحية، بل وسيمنح نيجيريا الفرصة لتصبح ثاني نموذج عالمي بعد السويد في الحد من التدخين من خلال استراتيجيات مبنية على الأدلة العلمية لا على الحظر.

واختتم الدكتور بوديكومب تصريحه بالتأكيد على أن النيكوتين في المنتجات البديلة قد يسبب الإدمان، لكنها رغم ذلك أقل ضررًا من التدخين التقليدي، وهو ما يجعل اعتماد سياسة تقليل المخاطر خطوة في الاتجاه الصحيح نحو مستقبل خالٍ من التدخين في نيجيريا، يتمتع فيه المواطن بصحة أفضل، والنظام الصحي بقدرة أعلى على الاستجابة للتحديات.