مديرة “دعم السياسات”: تقلبات سلاسل الإمداد العالمية تبرز مصر كوجهة للمستثمرين الدوليين.

مديرة “دعم السياسات”: تقلبات سلاسل الإمداد العالمية تبرز مصر كوجهة للمستثمرين الدوليين.

قالت الدكتورة شيرين طه، مديرة وحدة دعم السياسات في جمعية المصدرين المصريين، إن التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، ثم التراجع المؤقت عنها، تعكس استراتيجيته المعروفة بـ”الرسوم التبادلية” الهادفة إلى تقليص العجز التجاري وتصحيح ما يعتبره ممارسات تجارية غير عادلة.

وأضافت “طه” في تصريحات خاصة لـ”البوصلة نيوز”، أن هذه التحركات المفاجئة تثير حالة من القلق لدى المستثمرين وتؤدي إلى تقلبات حادة في الأسواق المالية، كما حدث سابقاً في النزاع التجاري بين واشنطن وبكين، مشيرًة إلى أن الأسواق الناشئة تحتاج إلى ثلاثة عناصر للاستقرار وتحقيق الأداء القوي: ضعف الدولار، وتجارة عالمية مستقرة، وبيئة مواتية للسلع الأساسية، وهي عوامل باتت مهددة في ظل التصعيد التجاري الأمريكي.

وأوضحت أن تأثير الرسوم الجمركية لا يقتصر على التجارة فقط، بل يمتد إلى سلاسل الإمداد العالمية وحركة رؤوس الأموال، حيث يتجه المستثمرون عادة إلى الأصول الآمنة مثل السندات الأمريكية، ما يؤدي إلى هروب رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة وتراجع عملاتها المحلية وارتفاع كلفة التمويل الخارجي.

وأكدت “طه” أن مصر، مثل بقية الدول النامية، قد تتأثر سلباً بهذه التقلبات، لكنها في الوقت ذاته تملك فرصة للاستفادة من الوضع، خاصة إذا فقدت المنتجات الأوروبية قدرتها التنافسية في السوق الأمريكي، ففي تلك الحالة، يمكن لمصر أن تتوسع في تصدير منتجات مثل النسيج والأغذية المصنعة، أو أن تصبح مركزاً صناعياً لإعادة التصدير إلى الولايات المتحدة.

وأشارت مديرة وحدة دعم السياسات إلى أن الشركات الأوروبية التي ستواجه رسوماً أمريكية مرتفعة قد تتجه إلى دول منخفضة التكلفة وذات موقع استراتيجي مثل مصر، لإعادة توطين استثماراتها، ما يفتح الباب أمام فرص استثمارية وتجارية واعدة.

كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد فرض رسومًا جمركية باهظة على مستوى عالمي، لكنه سارع لاحقًا إلى تأجيلها بعد أن تسببت في اهتزاز سوق السندات الأميركية، وواصل ترامب نهجه التصعيدي، مهددًا بفرض رسوم بنسبة 50% على جميع الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي، قبل أن يعلن تعليق تطبيق تلك الرسوم حتى 9 يوليو المقبل.