مدير معهد الأمصال واللقاحات البيطرية: إنتاجنا يلبي 85% من احتياجات السوق المحلي ونسعى لزيادة الصادرات وتقليل الواردات.

71 لقاحًا لحماية الثروة الحيوانية والداجنة وتوسيع خطوط الإنتاج بـ22 لقاحًا جديدًا
اعتمادات دولية للمعهد تؤكد جودة الإنتاج ومطابقته للمعايير العالمية
تنسيق كامل مع “الخدمات البيطرية” لتطوير برامج التحصين وفقًا للعترات المنتشرة محليًا
رقابة صارمة تضمن مأمونية اللقاحات ووصولها للمربين عبر منافذ رسمية
مصر لاعب إقليمى فى سوق الأمصال البيطرية والتصدير لدول عربية وأفريقية
لا توجد أزمة فى اللقاحات.. والأسعار تخضع لتقييم دورى يراعى المربين
تعد اللقاحات البيطرية من الركائز الأساسية التي تسهم في حماية الثروة الحيوانية والداجنة في مصر، مما يساعد في الحفاظ على صحة الإنسان وتعزيز الأمن الغذائي.
ويعد معهد الأمصال واللقاحات البيطرية التابع لمركز البحوث الزراعية، أحد أبرز المؤسسات التي تلعب دورًا محوريًا في إنتاج وتطوير هذه اللقاحات، لذلك، التقت مجلة “البوصلة الاقتصادية” مع الدكتور محمد سعد، مدير معهد الأمصال واللقاحات البيطرية بمركز البحوث الزراعية، للتعرف على أبرز الإنجازات في هذا المجال، وإلى نص الحوار.. بداية..
*ما هو الدور الأساسي الذي يقوم به المعهد في منظومة حماية الثروة الحيوانية بمصر؟
**يعد المعهد جهة بحثية وإنتاجية معنية بإجراء بحوث تطبيقية تستهدف تطوير الأمصال واللقاحات البيطرية لحماية الثروة الحيوانية والداجنة، ويتمتع المعهد بعدد من شهادات الاعتماد الدولية، من بينها شهادة الجودة ISO 9001، وشهادة ممارسة التصنيع الجيد (GMP)، وشهادة كفاءة المعامل ISO/IEC 17025، إلى جانب شهادة السلامة والصحة المهنيةISO 45001، وشهادة الإدارة البيئية ISO 14001، وينتج المعهد نحو 71 لقاحًا بيطريًا تغطي ما يقرب من 85% من احتياجات الثروة الحيوانية والداجنة في مصر، فيما يتم تغطية حوالي 30% من احتياجات قطاع الدواجن بالشراكة مع شركات القطاع الخاص العاملة في إنتاج اللقاحات.
*كم يبلغ حجم إنتاج الأمصال واللقاحات بالمعهد؟
**ينتج المعهد 71 لقاحًا مخصصًا لحماية الثروة الحيوانية والداجنة، من بينها لقاحات تستهدف الأمراض المشتركة التي قد تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، مثل السعار، وحمى الوادي المتصدع، والبروسيلا، وإنفلونزا الطيور، وهو ما يجعل حماية الحيوان إحدى الركائز الأساسية في منظومة الصحة العامة، كما يعمل المعهد على إنتاج مواد مشخصة تستخدم في الكشف المبكر عن أمراض خطيرة مثل السل والبروسيلا، والتي تعد من الأمراض الوبائية ذات البعد المشترك بين الإنسان والحيوان، وشهدت الفترة الأخيرة إنتاج ما يقرب من 22 لقاحًا جديدًا لم تكن ضمن خطوط الإنتاج سابقًا، وذلك في إطار التوسع لمواكبة التحديات الصحية المستجدة في قطاع الثروة الحيوانية.
*كيف يتم التنسيق بين المعهد والهيئة العامة للخدمات البيطرية في برامج التحصين القومية؟
**يشهد التنسيق بين معهد الأمصال واللقاحات البيطرية والهيئة العامة للخدمات البيطرية تعاونًا وثيقًا، إلى جانب شراكة فنية مع عدد من الجهات البحثية التابعة لوزارة الزراعة، من بينها معهد بحوث صحة الحيوان، والمعمل المركزي للرقابة على المستحضرات الحيوية البيطرية، ومعهد بحوث التناسليات، ويستهدف هذا التعاون متابعة التغيرات الجينية في العترات “السلالات الفيروسية” المسببة للأمراض، لتطوير اللقاحات وفقًا لأحدث السلالات المنتشرة محليًا، ويتم تحديث إنتاج اللقاحات بصفة مستمرة بناءًا على توجيهات وزارة الزراعة، مع التركيز على تصنيع لقاحات مركبة تتيح حماية أوسع للحيوان ضد الأمراض الوبائية، بما يسهم في تقليل الضغط المناعي عليه، كما يراعى إنتاج هذه اللقاحات بأسعار اقتصادية في متناول المربين، دعمًا لاستدامة قطاع الإنتاج الحيواني والداجني.
*ما هي الآليات المتبعة لضمان جودة وأمان اللقاحات البيطرية المتداولة في السوق المصرية؟
**تخضع اللقاحات البيطرية المتداولة في السوق المصرية لنظام حوكمة ورقابة صارم، تشرف عليه الهيئة العامة للخدمات البيطرية والمعمل المركزي للرقابة على المستحضرات الحيوية البيطرية، الذي يملك الحق الحصري في معايرة وفحص جميع اللقاحات، سواء المنتجة محليًا أو المستوردة، ويعد المعهد جهة معتمدة دوليًا من قبل منظمة الصحة الحيوانية (WOAH)، مما يمنحه صلاحية التأكد من مأمونية وفعالية اللقاحات وفقًا للمعايير العالمية، وتبدأ منظومة الرقابة من تسجيل اللقاح، مرورًا بمراحل المعايرة الدقيقة، لضمان توافقها مع الشروط الفنية التي وضعتها الدولة، ويمتلك المعهد منفذًا رئيسيًا للتوزيع، إلى جانب ما يقرب من 20 منفذًا موزعة على مختلف المحافظات، بما يضمن وصول اللقاحات المعتمدة للمربين في جميع أنحاء الجمهورية ضمن إطار منظم وآمن.
*ما هو حجم إنتاج مصر من اللقاحات والأمصال البيطرية، وما دور المعهد في تلبية احتياجات السوق المحلية والتصدير للخارج؟
**تعد مصر لاعبًا رئيسيًا في سوق اللقاحات والأمصال البيطرية على مستوى المنطقة، حيث تسهم بشكل كبير في تلبية احتياجات العديد من الدول العربية مثل الإمارات، والكويت، والسودان، وبعض الدول الإفريقية، ويعزز ذلك وجود عدة مصانع محلية تنتج هذه اللقاحات والأمصال، على رأسها معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية، بالإضافة إلى 3 مصانع خاصة أخرى، كما يشهد قطاع إنتاج اللقاحات تطورًا مستمرًا، حيث توجد مصانع قيد الإنشاء وأخرى تدخل حيز الإنتاج في الفترة المقبلة، بهدف زيادة حجم الإنتاج المحلي وتقليص الاعتماد على الاستيراد.
وفيما يتعلق بتلبية احتياجات السوق المحلية، يغطي المعهد من 85% إلى 90% من احتياجات مصر من اللقاحات والأمصال الخاصة بالثروة الحيوانية، بينما يغطي في قطاع الثروة الداجنة ما يقرب من 30% من احتياجات السوق، مع الاعتماد على الاستيراد لتغطية باقي الاحتياجات.
*كيف يتم تحديد أسعار اللقاحات والأمصال البيطرية في مصر، وهل هناك أزمة في توفيرها للمربين؟
**تتأثر أسعار اللقاحات والأمصال البيطرية في مصر بالتحولات الحاصلة في السوق العالمية، حيث يتم تعديل الأسعار بشكل دوري بناءًا على التغيرات في الساحة الدولية، وتحدد الأسعار من قبل الهيئة العامة للخدمات البيطرية، بما يضمن أن تظل في متناول المربين بمختلف مستوياتهم، كما أنه لا توجد أي أزمة في توفير اللقاحات والأمصال، مع استمرار جهود توفيرها بشكل مستمر وداعم لقطاع الإنتاج الحيواني والداجني.
*ما هي الخطط المستقبلية لتقليل الاستيراد في قطاع الثروة الحيوانية والدواجن في مصر؟
**تسعى مصر لتحقيق هدف استراتيجي يتمثل في تقليل الاعتماد على الاستيراد في قطاع الثروة الحيوانية والداجنة، حيث يعتبر الوضع الحالي في قطاع الثروة الحيوانية آمنًا، وفيما يخص قطاع الدواجن، من المتوقع حدوث طفرة كبيرة في الفترة المقبلة، تهدف إلى تقليص الفجوة الاستيرادية وتحقيق الاكتفاء الذاتي، بما يعزز قدرة القطاع على تلبية احتياجات السوق المحلي بشكل مستدام.