بين التكنولوجيا واليقظة: طرق لحماية نفسك من الجرائم الإلكترونية

يعاني الكثير من المواطنين من انتشار جرائم الاستيلاء على البطاقات الائتمانية، حيث تتزايد حالات الاحتيال الإلكتروني مع ازدياد الاعتماد على الدفع الإلكتروني والشراء عبر الإنترنت، ويواجه العملاء العديد من الأخطاء التي تجعل بطاقاتهم عرضة للسرقة، مثل ترك البطاقة في أماكن غير آمنة، أو اختيار أرقام تعريف شخصية سهلة مثل تاريخ الميلاد، أو تدوين هذه الأرقام في أماكن يمكن أن يطلع عليها الآخرون، بالإضافة إلى عدم الإبلاغ الفوري عن فقدان البطاقة أو تجاهل التحقق من كشف الحساب بشكل منتظم.
تتنوع أساليب الاحتيال الإلكتروني بين التصيد الذي يعتمد على رسائل مزيفة تطلب بيانات مالية وشخصية، والبرمجيات الخبيثة التي تخترق أجهزة المستخدمين، وأجهزة نسخ البطاقات التي تُركب على ماكينات الصراف الآلي بهدف سرقة بيانات البطاقة، فضلاً عن مكالمات الاحتيال التي تحاول الحصول على معلومات البطاقة مباشرة من العملاء، كما أن الانسياق وراء رسائل البريد الإلكتروني المزورة أو الصفحات المقلدة للبنك يُعد من أكثر أسباب الوقوع في فخ الاحتيال.
في مواجهة هذه التحديات، تبذل البنوك المصرية جهودًا ملحوظة لتوفير حلول أمنية مبتكرة، منها تفعيل أنظمة التحقق بخطوتين (OTP أو 3D Secure) التي ترسل رموز تحقق مؤقتة إلى الهاتف المحمول لإتمام عمليات الشراء عبر الإنترنت، إضافة إلى إنشاء مراكز مراقبة أمن سيبراني ترصد وتحلل العمليات المشبوهة على مدار الساعة، كذلك تقدم بعض البنوك بطاقات افتراضية مخصصة للشراء الإلكتروني، مما يقلل من مخاطر تعرض بيانات البطاقة الحقيقية للسرقة.
تختلف مستويات الحماية بين البنوك، حيث حصلت بنوك كبرى مثل البنك الأهلي المصري والمصرف المتحد على شهادات أمان دولية معتمدة مثل PCI DSS وISO 27001، ما يعكس التزامها بأعلى معايير الحماية، كما تمنح بعض البنوك عملاءها أدوات تحكم كاملة عبر التطبيقات الذكية، تمكنهم من إيقاف البطاقة مؤقتًا أو تحديد سقف الإنفاق أو تعطيل عمليات الشراء عبر الإنترنت حسب الحاجة، مما يزيد من قدرة العميل على حماية نفسه.
ينصح الخبراء بأهمية عدم مشاركة بيانات البطاقة مع أي جهة غير موثوقة، وتفعيل التنبيهات الفورية عبر الهاتف لكل عملية مالية، واستخدام البطاقات الافتراضية عند الشراء الإلكتروني، مع مراقبة كشف الحساب البنكي بانتظام لاكتشاف أي نشاط غير معتاد، كما يُشدد على ضرورة تحديث أنظمة التشغيل وبرامج الحماية على الأجهزة، وتجنب استخدام الشبكات العامة غير الآمنة أثناء تنفيذ العمليات المالية.
ويبقى أمن بطاقات الائتمان مسؤولية مشتركة بين البنوك والعملاء، فبينما توفر المؤسسات المالية أحدث التقنيات الأمنية، يجب على المستخدمين الالتزام بالاحتياطات والحذر لضمان سلامة معاملاتهم المالية، وتقليل مخاطر التعرض لجرائم السرقة الإلكترونية التي قد تضر بسلامتهم المالية والشخصية.