وكيل معهد الأغذية: صوم الأضحية والتعبئة الكاملة هما مفتاح جودة اللحوم

وكيل معهد الأغذية: صوم الأضحية والتعبئة الكاملة هما مفتاح جودة اللحوم

أكد الدكتور عاطف سعد عبد المنعم عشيبة، أستاذ تكنولوجيا اللحوم والأسماك ووكيل معهد تكنولوجيا الأغذية، أن ذبح الأضاحي لا يُعد مجرد عملية تقليدية، بل هو شعيرة دينية عظيمة تحمل في طياتها معاني الطاعة والتقوى والتكافل، مشددًا على ضرورة الالتزام بالشروط الشرعية والصحية أثناء الذبح لضمان سلامة اللحوم وصحة المستهلكين.

وقال في تصريحات خاصة، لـ “البوصلة نيوز” إن الأضحية تُذبح في الأيام المحددة من شهر ذي الحجة، ابتداءً من صلاة عيد الأضحى (يوم النحر 10 ذو الحجة) وحتى غروب شمس اليوم الثالث عشر، ويُشترط أن تتم العملية وفق أحكام دقيقة تراعي الرحمة بالحيوان وتحقق مقاصد الشريعة في حفظ النفس والمال والدين.

وأضاف أن الذبح الإسلامي يتم بطريقة رحيمة وإنسانية، حيث تُذبح الأضحية وهي في كامل وعيها، مع ذكر اسم الله عليها، دون اللجوء إلى طرق فقدان الوعي أو الصعق، لأن ذلك يُفقد الذبيحة دمها بالكامل ويؤثر سلبًا على جودة اللحم. نقل الأضحية والتصويم يحسّنان جودة اللحوم.

ونوّه إلى أهمية منح الأضحية فترة راحة لا تقل عن 24 ساعة بعد نقلها وقبل الذبح، وذلك لتقليل الإجهاد وتحسين صفات الذبيحة، موضحًا أن تصويم الحيوان من الطعام لمدة تتراوح بين 8 إلى 12 ساعة قبل الذبح مع تقديم الماء فقط، يساهم في:

– تسهيل عملية السلخ.

– تفريغ الكرش والأمعاء، مما يقلل من فرص التلوث.

– تحسين طعم ومظهر اللحم. تقليل التوتر والانفعال لدى الحيوان قبل الذبح.

– ضرورة الذبح في المجازر وليس الشوارع.

وحذر وكيل معهد تكنولوجيا الأغذية من الذبح العشوائي في الشوارع والمنازل، مؤكدًا أن الذبح يجب أن يتم داخل المجازر المعتمدة لضمان الكشف البيطري قبل وبعد الذبح والتخلص من الأجزاء غير الصالحة بطرق صحية، ومنع تلوث البيئة بدماء ومخلفات قد تؤدي إلى انتشار الحشرات والروائح والأمراض.

وتابع: «يشترط أن يكون القائم بعملية الذبح مسلمًا بالغًا عاقلًا، وأن يذكر البسملة (بسم الله، الله أكبر) أثناء الذبح، ويستخدم سكينًا حادة، ويتم الذبح بقطع الودجين والقصبة الهوائية والمريء مع ترك الرأس متصلة بالجسم حتى سكون الحركة لضمان الإدماء الكامل، وهو ما يحافظ على جودة وسلامة اللحم».

وأكد على ضرورة أن يكون الذبّاح مدرّبًا على الذبح الشرعي ويتعامل مع الحيوان برحمة، ويرتدي ملابس واقية، ويخضع للفحص الطبي الدوري، خاصة في المجازر الرسمية. سلخ الذبيحة وتفريغ الأحشاء بطريقة صحية وأوضح أن عملية السلخ في حالة الخراف والماعز تبدأ بعد الذبح باستخدام مولدات هواء كهربائية أو يدوية بدلًا من النفخ بالفم، لتفادي التلوث. ثم يتم شق البطن واستخراج الأحشاء بدقة دون إتلافها، وسحب الكبد بعناية بعد فصل المرارة، يلي ذلك فتح القفص الصدري لاستخراج القلب والرئتين. تعتيق اللحوم ضروري قبل الطهي

واختتم بتوصية مهمة: “لا يُفضل تناول اللحم فور الذبح مباشرة، بل يجب تعتيقه أو إنضاجه لمدة لا تقل عن 6 إلى 12 ساعة في درجة تبريد (4 درجات مئوية)، لتجنّب ظاهرة التيبس الرمي التي تؤدي إلى قساوة اللحم وانخفاض جودته، ويكتسب بعدها اللحم طعمه المميز ورائحته المقبولة وتقل نسبة الفقد أثناء الطهي”.