“ترامب”: الرئيس الصيني يعيق التوصل إلى اتفاق تجاري

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء، إن التوصل إلى اتفاق مع نظيره الصيني شي جين بينغ أمر «صعب للغاية»، وذلك في وقت توحي فيه تصريحات البيت الأبيض بأن الزعيمين قد يجريان محادثة هذا الأسبوع وسط تصاعد التوترات التجارية.
وكان وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، قد صرّح الخميس أن المحادثات التجارية بين البلدين «تشهد بعض التعثر»، مضيفاً أن تدخل الزعيمين سيكون على الأرجح ضرورياً لإحراز تقدم. وأفاد مسؤول رفيع في البيت الأبيض، يوم الإثنين، لقناة CNBC بأن من المرجح أن يتحدث ترامب وشي خلال هذا الأسبوع.
ولم يتضح حتى الآن ما إذا تم تحديد موعد لتلك المكالمة.
وكتب ترامب على منصة «تروث سوشيال»: «أنا أحب الرئيس شي، دائماً أحببته وسأظل كذلك، لكنه شخص شديد الصلابة، ومن الصعب جداً التوصل إلى اتفاق معه!!!».
تعليق الرسوم الجمركية
وكانت واشنطن وبكين قد تبادلتا الاتهامات بانتهاك اتفاق تجاري تم التوصل إليه في سويسرا بتاريخ 12 مايو أيار، ويتضمن تعليقاً لمدة 90 يوماً لمعظم الرسوم الجمركية، فضلاً عن إلغاء واسع النطاق للإجراءات التجارية المضادة التي فرضتها الصين منذ مطلع أبريل نيسان.
غير أن الصين لم تقم بتخفيف القيود المفروضة على صادرات المعادن النادرة بالشكل الذي كانت تتوقعه واشنطن، فيما وجهت بكين انتقادات لاذعة للولايات المتحدة لمضيّها قُدماً في جهودها للحد من وصول الصين إلى التكنولوجيا المتقدمة. وكانت إدارة ترامب قد أعلنت الأسبوع الماضي عن بدء سحب التأشيرات الممنوحة للطلبة الصينيين.
من جانبه، قال وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، خلال لقائه الأول مع السفير الأمريكي الجديد في بكين، ديفيد بيرديو، يوم الثلاثاء، إن سلسلة الإجراءات «السلبية» الأخيرة التي اتخذتها إدارة ترامب «تستند إلى ذرائع لا أساس لها»، مشيراً إلى أنها تقوّض الحقوق والمصالح المشروعة للصين، وفقاً لما جاء في البيان الرسمي الصيني.
في البيان الرسمي، أفادت السلطات الصينية أن السفير الأمريكي ديفيد بيرديو نقل أن الرئيس دونالد ترامب «يكن احتراماً كبيراً» للرئيس الصيني شي جين بينغ، ودعا الولايات المتحدة إلى «الالتقاء مع الصين في منتصف الطريق» والعمل معاً من أجل إعادة العلاقات الثنائية إلى «المسار الصحيح».
وقال نيو وانغ، كبير الاقتصاديين والمحللين الإستراتيجيين لشؤون الصين في مؤسسة Evercore ISI، إن هذا الموقف يعكس على ما يبدو محاولة من بكين لإعطاء الانطباع بأن ترامب هو من يسعى للحوار. وأضاف: «قيام بكين بالإعلان عن ذلك علناً يشير إلى أن الاتصال الهاتفي بات قريباً».
وأوضح وانغ أن اللقاء الذي جمع بين بيرديو وأرفع دبلوماسي صيني كان مخططاً له ليُسهم في بناء الثقة اللازمة لدى بكين «حتى لا يتعرض شي للإحراج من ترامب بعد الاتصال، سواء بالكلام أو بالفعل».
وكانت آخر مكالمة جرت بين ترامب وشي في يناير كانون الثاني، قبيل تنصيب الرئيس الأمريكي لولايته الثانية. وعلى الرغم من أن ترامب أعرب خلال الأسابيع الماضية عن رغبته في التحدث مع نظيره الصيني، فإن محللين يرون أن بكين لن توافق على إجراء المكالمة ما لم تتأكد من أن واشنطن لن تقدم على مفاجآت خلال المحادثة.
وفي منشور له عبر منصة «إكس» مساء الثلاثاء، قال السفير الأمريكي إنّه شدد خلال لقائه مع وانغ على أولويات الولايات المتحدة في ملفات التجارة ومكافحة الفنتانيل والهجرة غير الشرعية، إلى جانب أهمية الحفاظ على قنوات التواصل الثنائي بين البلدين.