ارتفاع الفضة إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2012

ارتفاع الفضة إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2012

قفزت أسعار الفضة إلى أعلى مستوياتها في 13 عاماً، مدفوعةً باختراق مستوى تقني في ظل ارتفاع طلب المستثمرين على المعادن الثمينة الآمنة بخلاف الذهب.
 

سعر الفضة الفوري ارتفع بنسبة 4.2% فوق 35.90 دولاراً للأونصة، وهو أعلى مستوى منذ فبراير 2012. ورجح ألكسندر تسومفه، كبير المتداولين في شركة تكرير الذهب الألمانية “هيرايوس غروب” (Heraeus Group)، أن الارتفاع جاء نتيجة مزيج من الزخم التقني، وتحسن الأساسيات، وتزايد اهتمام المستثمرين، بحسب “بلومبرغ”.

 

طلب متجدد على الفضة
 

قال تسومفه: “بعد تخلفها عن الذهب لعدة أسابيع، بدأت الفضة الآن تلحق بالمعدن الأصفر”. مضيفاً أن ذلك يشير إلى “تجدد اهتمام المستثمرين المعتمدين على الزخم، والذين يتحولون الآن إلى الفضة”.

 

وغالباً ما يتحرك هذان المعدنان النفيسان جنباً إلى جنب، إذ تعزز الاضطرابات الجيوسياسية الطلب على الأصول التي تمثل ملاذات آمنية. فقد ارتفع الذهب بنسبة 44% خلال الأشهر الإثني عشر الماضية، مدعوماً باتساع الحرب الجمركية بقيادة الولايات المتحدة، مما عزز جاذبيته كملاذ آمن، إلى جانب استمرار شراء البنوك المركزية كميات كبيرة منه. أما الفضة، فقد ارتفعت بنحو 20%، لكنها بقيت متأخرة عنه.

 

الفضة تستفيد من تدفقات الصناديق
 

تلقت أسعار المعدن الأبيض دعماً أيضاً من تدفقات كبيرة إلى الصناديق المتداولة المدعومة بالفضة، إذ ارتفعت الحيازات بمقدار 2.2 مليون أونصة يوم الأربعاء، وفقاً لبيانات جمعتها “بلومبرغ”. كما عزز مديرو الأموال رهاناتهم الصعودية على عقود الفضة الآجلة في بورصة “كومكس” خلال الأسبوع المنتهي في 23 مايو.

 

تتمتع الفضة بطابع مزدوج، إذ تستخدم كأصل مالي ومدخل صناعي في تقنيات مثل الطاقة النظيفة. وتُعدُّ عنصراً أساسياً في الألواح الشمسية، التي تشكل مصدراً متزايداً للطلب على المعدن. وفي ظل هذا المشهد، يتجه السوق إلى تسجيل عجز للعام الخامس على التوالي بين العرض والطلب، وفق معهد “سيلفر انستيتيوت” (Silver Institute).

 

احتمال خفض الفائدة تدعم الذهب والفضة
 

في غضون ذلك، أظهرت تقارير صدرت يوم الأربعاء انكماشاً في نشاط قطاع الخدمات في الولايات المتحدة وتباطؤاً في وتيرة التوظيف. وتراجعت عوائد سندات الخزانة بعد صدور البيانات، فيما سعّر متداولو عقود المبادلة خفضين في أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي في شهري أكتوبر وديسمبر. وغالباً ما تقدم أسعار الفائدة المنخفضة دعماً للذهب والفضة، نظراً لكونهما لا يدرّان عائداً.

 

قفزت الفضة الفورية بنسبة 4% إلى 35.89 دولاراً للأونصة في منتصف تداولات اليوم في لندن. فيما لم يسجل مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري تغيراً يُذكر. وارتفع الذهب بنسبة 0.8%، بينما صعد البلاتين والبلاديوم بأكثر من 2%.