«انتماء إلى الوطن» يكرم رحلة الهارون

أقامت مكتبة ذات السلاسل حفل توقيع لكتاب «اغتراب نحو الوطن… مذكرات السفير عبدالمحسن سالم الهارون»، بحضور نخبة من الشخصيات الدبلوماسية والاجتماعية والثقافية.
وشهد الحفل ندوة خاصة صاحبت التوقيع، شارك فيها كل من نجل السفير الراحل، د. يوسف الهارون، ونائب وزير الخارجية السابق، السفير مجدي الظفيري، فيما أدار الندوة الكاتب والروائي صالح الغازي.
وتناول المتحدثون في الندوة الجوانب الإنسانية والمهنية من مسيرة السفير الراحل، مؤكدين أهمية توثيق التجارب الدبلوماسية ونقلها للأجيال الجديدة كنماذج تحتذى في الوطنية والعطاء.
سيرة مهنية وإنسانية
من جانبه، أكد د. الهارون خلال الندوة أن هذا الإصدار يوثّق السيرة المهنية والإنسانية لوالده الراحل، الذي شغل مناصب دبلوماسية رفيعة، ومنها السفير في سلطنة عُمان، والمملكة المغربية، ومملكة البحرين، واليابان، قبل أن يختتم مشواره مساعدا لوزير الخارجية لشؤون آسيا في الكويت.
وأشار الهارون إلى أن والده الراحل شرع في كتابة مذكراته بنفسه، وبعد وفاته قامت الأسرة بجمعها وتوثيقها ودعمتها بالصور، في عمل استغرق إنجازه أكثر من 5 سنوات. وأوضح أن الكتاب يتميز بتسلسل دقيق في سرد الأحداث والمعلومات، مضيفا «استخلص الوالد من كل تلك التجارب دروسا قيّمة، جديرة بالقراءة والتدبّر، وبنى على أساس منها توقعاته للمستقبل، التي شهدت السنوات القلائل الماضية على صدقها ودقتها، حيث تحقق منها كثير».
عمق العلاقة
بدوره، أشاد السفير مجدي الظفيري بالالتفاتة الكريمة التي قدّمها أبناء السفير الراحل عبدالمحسن الهارون، من خلال توثيق مسيرته الدبلوماسية في كتاب، واصفًا هذه المبادرة بأنها تجسيدٌ جميل للوفاء، وتعبير صادق عن عمق العلاقة بين الأب وأبنائه. وقال الظفيري إنه تزامل مع الهارون، وتعامل معه عن قُرب، لافتا إلى أنه يفخر كثيرًا بهذه المبادرة التي تعبّر عن تقدير الأبناء لوالدهم، ورغم سنوات اغتراب عن الوطن والعيش في ثقافات مختلفة، فإن الراحل استطاع أن يجّسد في كل أبنائه «الابن البار» والشخصية الكويتية التي استطاع أن يحميها من أي اغتراب ثقافي أو ديني أو وطني، وهو ما يُحسب له.
بدوره، أشار السفير علي أحمد الظفيري إلى أهمية توثيق هذه المسيرة في كتاب «اغتراب نحو الوطن»، الذي تناول حياة وتجربة السفير الهارون، ويمثل مرجعا مهما يستفاد منه، سواء منهم كسفراء تزاملنا ولو في مراحل متأخرة جدا مع السفير الراحل، أو الأجيال الجديدة والناشئة في وزارة الخارجية. وأوضح الظفيري أن لكل تجربة دبلوماسية أبعادها وخصوصيتها، ومن المهم الاستفادة من كل تجارب سفراء الكويت في الخارج، لاسيما في الفترات المفصلية، مثل فترة الغزو العراقي الغاشم، حيث كان السفير الهارون آنذاك يمثّل الكويت سفيرا لدى المملكة المغربية، وقدّم تجربة ثرية مليئة بالتفاصيل والدروس المهمة.