ترامب يتعهد بـ “تحرير” لوس أنجلوس في ظل “ثورة المهاجرين”

شهدت مدينة لوس أنجلس ليلة الأحد – الاثنين مواجهات عنيفة بين قوات إنفاذ القانون، بما في ذلك الحرس الوطني، ومحتجين غاضبين من سياسة الهجرة التي يتبعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ورغم إعلان الشرطة «وسط المدينة» منطقة محظورة على التجمعات، استمرت التظاهرات لليلة ثالثة على التوالي، وسط تصاعد التوتر.
وفي منشور على منصته تروث سوشيال، كتب ترامب: «يبدو أن الأمور ستزداد سوءاً في لوس أنجلس. أرسلوا القوات!»، مؤكداً أنه وجّه وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، والمدعية العامة بام بوندي، إلى اتخاذ «جميع الإجراءات اللازمة» لإنهاء ما وصفه بـ «غزو المهاجرين» و«أعمال الشغب الخارجة عن القانون». وهدد بطرد المقيمين غير الشرعيين، وبإرسال جنود إلى مدن أخرى إذا لزم الأمر.
وأكد ترامب أن «عصابات عنيفة ومتمردة» تهاجم العملاء الفدراليين، في محاولة لعرقلة جهود ترحيل المهاجرين، متجنباً حتى الآن تفعيل قانون التمرد لعام 1807، مشيراً إلى أنه يعتمد على ما إذا كان هناك «تمرّد فعلي».
وبثّت وسائل الإعلام لقطات جوية تُظهر مواكب الشرطة في شوارع المدينة الخالية، وتمركزها عند تقاطعات حساسة، بينما دارت مواجهات متفرقة مع مجموعات من المتظاهرين. وفي مشهد لافت، أغلق عشرات المحتجين طريقاً سريعاً في المدينة لأكثر من ساعة، مما دفع الشرطة لاستخدام الغاز المسيل للدموع واعتقال عدد منهم، من بينهم صحافيون. وأُصيبت صحافية أسترالية برصاصة مطاطية أطلقتها الشرطة.
في سياق متصل، أُحرقت 3 سيارات وتعرّضت اثنتان للتخريب في مناطق محظورة وسط المدينة، فيما أعلنت شرطة سان فرانسيسكو اعتقال نحو 60 شخصاً خلال مواجهات مشابهة. وأكدت شرطة لوس أنجلس توقيف 56 شخصاً خلال يومين، وإصابة 3 من عناصرها بجروح طفيفة.
في المقابل، أمر ترامب بنشر 2000 عنصر من الحرس الوطني، متّهماً سلطات كاليفورنيا الديموقراطية بـ «عدم الكفاءة».
وردّ حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، على اتهامات ترامب بدعوة المتظاهرين إلى عدم الوقوع في «فخ الرئيس»، الذي يسعى، حسب تعبيره، إلى «استغلال الأزمة سياسياً». وقال: «لا تمنحوه العذر الذي يبحث عنه»، مؤكداً أن أي اعتداء على الأمن أو تخريب للممتلكات سيُقابل بالتوقيف. كما هاجم نيوسوم قرار نشر الحرس الوطني ووصفه بـ «غير القانوني»، معلناً عزمه مقاضاة الإدارة الأميركية، بسبب ما اعتبره «انتهاكاً لسيادة الولاية».
من جهتها، أدانت الرئيسة المكسيكية، كلاوديا شينباوم، توقيف مواطنين مكسيكيين، مطالبة السلطات الأميركية بمعاملتهم بكرامة. وقالت: «المكسيكيون الذين يعيشون في أميركا ليسوا مجرمين، إنما أناس نزيهون سعوا لحياة أفضل».
ومن جانبها، حذّرت الصين مواطنيها في لوس أنجلس من التواجد في مناطق الخطر، وسط تنامي الاضطرابات. وقال وزير الدفاع الأميركي هيغسيث إن «البنتاغون» «جاهزة لتعبئة قوات في الخدمة الفعلية» إذا استمر العنف، مشيراً إلى جاهزية مشاة البحرية في قاعدة كامب بندلتون القريبة، في حين أعلنت القيادة الشمالية الأميركية أن 500 عنصر من المارينز في حالة استعداد تام.
وتزامنت هذه التطورات مع بدء تنفيذ قرار ترامب بمنع دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة، بينها أفغانستان، واليمن، وليبيا، وإيران، والسودان، والصومال، بذريعة «حماية الأمن القومي من الإرهابيين».
وأوضحت الإدارة أن الدول المعنية تعاني ضعفا في الأنظمة الحكومية التي تسمح بتدقيق المسافرين، أو لأن رعاياها يميلون للبقاء في أميركا بعد انتهاء تأشيراتهم. كما فُرضت قيود إضافية على تأشيرات دخول مواطني 7 دول أخرى، منها كوبا وفنزويلا ولاوس وتوغو.
وفي تطوّر تاريخي، قال الناشط الحقوقي كينيث روس إن نشر الحرس الوطني دون طلب رسمي من حاكم الولاية «لم يحدث منذ عام 1965»، مما يعكس خطورة المسار الذي تتخذه الأزمة الحالية.