جنيف… مدينة تتنفس الروعة وتشرق بألوان السحر

جنيف… مدينة تتنفس الروعة وتشرق بألوان السحر

ما يُدهش الزائر في جنيف أن كل شيء قريب، فعلياً، من فندقك. يمكنك أن تمشي بخفة وسط المدينة، تمرّ على المقاهي الأنيقة، وتُلقي التحية على البحيرة التي تلمع كمرآة من زجاج، وتشعر بأن كل ركن من المدينة يروي لك حكاية. لا حاجة إلى سيارة، لا حاجة حتى إلى التفكير في وسائل النقل، فالمدينة مصممة لتُعاش سيراً على الأقدام، ليكن معك فقط قلب مستعد للدهشة.

في كل زاوية مقعد، في كل شارع نافورة صغيرة، وفي كل ممر لوحة طبيعية مفتوحة: حديقة هنا، نهر هناك، أشجار كثيفة تلوّن المشهد، وطيور تحلّق بلا اضطراب. أطفالك يمكنهم الركض بأمان، وأنت يمكنك أن تتنفس بعمق، وكأن جنيف تمنحك حق التملّك المؤقت لسكينة الحياة.

إنها مدينة صغيرة بحجمها، لكنها تفيض جمالاً وسكينةً وتنوعاً. وجهة مثالية لكل من يبحث عن الراحة والدهشة في آنٍ واحد، سواء كان يسافر وحيداً، أو برفقة من يحب، أو مع عائلته الصغيرة. جنيف ليست محطة… بل بداية قصة.

في حضن البحيرة

ليس أجمل من أن تبدأ نهارك برحلة بحرية في بحيرة جنيف، تصعد على متن أحد القوارب، وتجلس بهدوء على السطح، لتشاهد المدينة تنسحب ببطء نحو الخلف، وتكشف لك عن وجهها الآخر. الأبراج القديمة تنعكس على صفحة الماء، والجبال البعيدة ترسم خلفية لا يقدر على رسمها إلا الخيال. إنه مشهد يأسر الحواس، يجمّد اللحظة ويحولها إلى لوحة متحركة.

الرحلة في البحيرة ليست مجرّد ترف، بل تجربة شاعرية تُعلّمك كيف تنظر إلى الأشياء من زاوية أخرى، وكيف أن الماء قد يحملك إلى العمق وأنت لا تزال على السطح.

التوك توك

ومن البحيرة إلى البر، لن تجد أكثر مرحاً من تجربة التوك توك الكهربائي في جنيف. وسيلة صغيرة، نظيفة، وصامتة كنسيم الصباح، تقودك في أزقة المدينة، تمر بك على المتاحف، والكنائس، والساحات، والمحال الفاخرة. إنها تجربة سياحية من نوع خاص، مريحة للكبار، ومبهجة للصغار، وأشبه بجولة خفيفة داخل كتاب تاريخي حيّ.

في التوك توك، لن تتسرع. المدينة تمرّ أمامك ببطء مدروس، وأنت تتعرف إليها كما تتعرف إلى صديق جديد: خطوة بخطوة، وضحكة بعد أخرى.

مطبخ العالم

ما إن يحين وقت الغداء، حتى تبدأ نوافذ المذاق بالانفتاح واحدة تلو الأخرى. فهنا في جنيف، لا توجد نكهة واحدة، بل أكثر من 160 نوعاً من المطابخ العالمية ومطاعم تراعي الخيارات الحلال. المطاعم تنتشر في المدينة كما تنتشر الألوان في لوحة فنية: مطبخ فرنسي هنا، وآسيوي هناك، ومن خلف الزاوية تفوح روائح الكاري والتندوري، بينما في الطرف الآخر تتصاعد نكهات الشرق الأوسط الغنية بالبهارات والحنين… باختصار يمكنك القول: جنيف تطبخ للعالم.

ولأن المدينة تُدرك تنوّع زوارها، فإنها ترحّب بالجميع. ولسوف تجد مطاعم حلالاً، تقدم الأطباق باحتراف وشفافية، وتحرص على أن تكون التجربة مناسبة للعائلات المسلمة، دون قلق أو تساؤل.

مدينة المرح والاكتشاف

إن كنت تسافر برفقة أطفالك، فاطمئن: جنيف تعرف كيف تُدهش الصغار كما تُدهش الكبار. في كل حديقة هناك ألعاب، وفي كل متحف توجد مساحات تفاعلية مصممة خصوصاً لعيون الأطفال الفضوليّة. متحف العلوم مثلاً، ليس فقط للعرض، بل للّمس والتجربة. أما البحيرة، فهي فصل مفتوح من اللعب والمغامرة، خاصة حين تراقب الطيور أو تطعم الأسماك، أو تقفز فوق أحجار الشاطئ الصغير.

صديقة الذاكرة

جنيف ليست مدينة تُستكشف في عجلة، بل مدينة تُعاش كما تُعاش الحياة الجميلة: على مهل، وبأعين منفتحة، وبقلب مستعد للدهشة. إنها المكان الذي يمنحك ما تحتاج إليه دون أن تطلب، ويعرض عليك أن تكون جزءاً منه دون أن تطرق بابه.

من يسافر إلى جنيف، لا يعود فقط بالصور، بل بذكريات ناعمة، وأصوات هادئة، وروائح عالقة في الذاكرة، وألوان لا تُمحى. هي وجهة تشبه الحلم، لكنها حقيقية أكثر مما نتوقع.

جنيف العائلية

إذا كانت العائلة تبحث عن مدينة أوروبية تحتضن الجميع… الكبار بأحلامهم، والصغار بفضولهم، فإن جنيف تُعد الخيار الذهبي. إنها مدينة آمنة، نظيفة، ودافئة رغم أجوائها. كل زاوية فيها تقترح نزهة، وكل شارع يروي حكاية. وهنا، نأخذكم في جولة عبر أبرز المناطق السياحية العائلية في جنيف، حيث يتجسد الجمال في تفاصيل بسيطة ومدهشة:

1ـ حديقة «بارك دو لا غرانج»

في قلب المدينة، وبين أشجار باسقة وحدائق ورد لا نهاية لها، تقع هذه الحديقة التي تُعد بمنزلة الرئة الخضراء لجنيف. فيها مساحات شاسعة للركض واللعب، مسرح صيفي مكشوف يقدم عروضاً موسيقية، وحديقة ورود تعتبر من أجمل الحدائق في سويسرا. مساحة آمنة ومثالية للأطفال، ومكان مثالي للأهل ليستريحوا تحت ظل شجرة عملاقة، بينما يركض الصغار في براءة الصيف.

2ـ المدينة القديمة

جولة في المدينة القديمة كفيلة بأن تأخذ العائلة في رحلة إلى القرون الوسطى. الشوارع المرصوفة بالحجارة، البيوت الحجرية، المحلات الصغيرة التي تبيع الحلوى والساعات والهدايا، تمنح الأطفال دهشة لا تنتهي، وتمنح الكبار شعوراً بالسفر عبر الزمن.

3ـ بحيرة جنيف

أشهر معالم المدينة، وأجملها على الإطلاق. البحيرة ليست فقط لوحة مائية هادئة، بل مركز للأنشطة: جولات بحرية، تأجير قوارب، إطعام الطيور، التنزه على الكورنيش، واللعب في الحدائق المحيطة بها. الأطفال سيعشقون النافورة الشهيرة Jet d’Eau التي تقذف المياه على ارتفاع 140 متراً، بينما يستمتع الكبار بجمال الطبيعة والتقاط الصور التذكارية.

4 ـ متحف العلوم

رحلة تعليمية فريدة للأطفال الذين يحبون الاكتشاف. في متحف CERN يتعرف الزوار على أحد أعقد المختبرات العلمية في العالم، لكن بأسلوب مبسط وتفاعلي يناسب الصغار. أما «Microcosm»، فهو عالم صغير يُظهر كيف يعمل الكون من داخله. إنها تجربة تدهش الأطفال وتفتح عقولهم للعلم بطريقة محببة.

5 ـ متحف التاريخ الطبيعي

وجهة مثالية لعشاق الديناصورات والحيوانات. المتحف يحتوي على مجسمات حقيقية وتفصيلية لحيوانات من كل القارات، بعضها مُتحرك، مما يجعل التجربة شبيهة بالسفر حول العالم. كما يضم أنشطة تفاعلية، ومعارض تناسب الأطفال واليافعين.

6 ـ حديقة النباتات

عالم من الألوان والنباتات النادرة، حيث يمكن للعائلة أن تتجوّل بين آلاف الأنواع من النباتات والأشجار من حول العالم. هناك صوب زجاجية، وبرك مائية فيها بط وسلاحف، ومساحات خضراء للجلوس أو اللعب. التجربة هنا شاعرية وتعليمية في آنٍ واحد.

7 ـ متحف السكك الحديدية

يبعد قليلاً عن جنيف، ويُقترح في الرحلات اليومية، فإذا كنتم على استعداد لرحلة قصيرة خارج المدينة، فوجهوا أنظاركم نحو هذا المتحف المفتوح، الذي يُعد جنة للأطفال. يمكنهم ركوب القطارات المصغرة التي تسير وسط مناظر طبيعية مصغّرة، والتعرف على كيفية عمل القطارات بطريقة ممتعة وتفاعلية.

8 ـ متحف الفن والتاريخ

للعائلات التي تحب الفن والثقافة، يُقدّم هذا المتحف تجربة غنية، مع قاعات مخصصة للأطفال تشمل ورشات تفاعلية، وألعاباً تعليمية، ومعارض مؤقتة موجهة للصغار على وجه الخصوص. يمكن للأطفال أن يتفاعلوا مع الأعمال الفنية ويُنشئوا أعمالهم الخاصة داخل قاعات إبداعية آمنة.

9 ـ منتزه بان دي باكي

ليس فقط مكاناً للسباحة، بل هو مركز عائلي متكامل يضم شاطئاً على البحيرة، أماكن شواء، حمامات بخار، مطاعم مريحة، ومساحة للأطفال للعب بالرمل. المكان ينبض بالحياة في الصيف، ويمنح العائلة ساعات طويلة من الترفيه.

10 ـ جولات بالدراجة والسكوتر الكهربائي

تتوافر في جنيف مسارات آمنة وسلسة للتنقل بالدراجة، ويمكن استئجار دراجات أو سكوترات كهربائية مناسبة للأطفال واليافعين، ما يجعل من الجولة نفسها نشاطاً ممتعاً للعائلة بالكامل.

وجهة… تُكتب في الذاكرة العائلية

كل منطقة في جنيف تحمل روحاً مختلفة، ولكنها تتفق جميعاً على هدف واحد: أن تجعل كل لحظة فيها ذكرى تستحق أن تُحكى. جنيف مدينة تحتفي بالعائلة، وتمنح كل فرد فيها تجربة تناسب شخصيته. إنها المدينة التي تجتمع فيها الثقافة، والمرح، والجمال، في صورة واحدة اسمها السفر كما يجب أن يكون.

نوفوتيل سنتر… متعة الراحة بقلب المدينة!

في قلب مدينة جنيف وعلى بُعد خطوات من بحيرة ليمان ومحطة القطار، يقع فندق نوفوتيل سنتر المصنّف 4 نجوم لكن موقعه 5 نجوم، فهو نافذتك إلى البحيرة، كما أنه يجمع بين الراحة العصرية والموقع الحيوي.

يوفر الفندق غرفاً أنيقة وعازلة للصوت، مزودة بأحدث وسائل الراحة، إلى جانب مطعم عالمي، ومركز لياقة بدنية، وساونا.

كما يوفّر خدمات ممتازة للعائلات ورجال الأعمال، ويُعد نقطة انطلاق مثالية لاكتشاف المدينة القديمة والمحال الراقية.

باختصار يمكن أن نقول لكل مسافر أنيق: نوفوتيل جنيف يفتح لك أبواب المدينة من قلبها.

رومانيت… احترافية عالية وتقدير مستحق

من يزر جنيف هذه الأيام، يظهر له جلياً مدى ما يقوم به مسؤول هيئة السياحة السويسرية في جنيف، فرانك رومانيت، من جهود بارزة وعمل دؤوب يؤكدان دوره الفعال في إبراز صورة إيجابية ومشرقة لجنيف، مما جعلها وجهة متميزة تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم.

ونظراً لاحترافيته العالية وتفانيه في خدمة المدينة وزوارها، يستحق فرانك كل التقدير بما يجسده من نموذج للالتزام والإخلاص، ومساهمته في ترسيخ مكانة جنيف كوجهة سياحية رائدة عالمياً تجمع بين الجمال والحضارة وحفاوة الاستقبال.