ترامب يعزز الخيار العسكري في لوس أنجلوس

ترامب يعزز الخيار العسكري في لوس أنجلوس

دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتجاه «حل عسكري» لأزمة التظاهرات والاحتجاجات التي تخللها أعمال شغب في لوس أنجلس في الأيام القليلة الماضية، رفضا لسياسات الهجرة المتشددة التي تتبعها إدارته، بما في ذلك ترحيل آلاف المهاجرين يومياً.

وأمر ترامب، أمس الأول، بنشر قوات من مشاة البحرية (المارينز) واستدعاء 2000 جندي احتياطي من الحرس الوطني إضافيين، مثيرا ردود فعل غاضبة، وصفتها بأنها غير متناسبة ومخالفة للقانون، فيما اعتبرها حاكم كاليفورنيا الديموقراطي خطوة استبدادية.

ميدانياً، بدا أن التوتر تراجع في كاليفورنيا، مساء أمس الأول، مع تسجيل حوادث محصورة في بعض المناطق. ففي سانتا آنا، على مسافة 50 كيلومترا جنوب غرب لوس أنجلس، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية باتجاه متظاهرين كانوا يهتفون بشعارات ضد وكالة الهجرة الفدرالية (ICE)، التي تنفذ أوامر اعتقال المهاجرين غير النظاميين وترحيلهم.

كما سُجل وقوع مواجهات في نيويورك وتكساس. ففي نيويورك، أوقفت الشرطة عددا من المتظاهرين في مانهاتن، وفقا لمراسل وكالة فرانس برس.

وفي أوستن، أفادت وسائل الإعلام بأن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع.

وقد أثار نشر قوات فدرالية في كاليفورنيا غضبا واستياء بين المتظاهرين، وكذلك بين العديد من القادة الديموقراطيين الذين اتهموا ترامب بصبّ الزيت على النار.

وقالت كيلي ديمر (47 عاما)، وكانت بين المتظاهرين، لوكالة فرانس برس «يفترض أن يحمونا، لكنهم أُرسلوا لمهاجمتنا».

وأضافت أن الولايات المتحدة «لم تعد دولة ديموقراطية».

ونُشر الحرس الوطني رغم معارضة حاكم الولاية الديموقراطي، غافين نيوسوم، الذي قال إن نشر قوات نظامية إنما تم لمجرّد إرضاء «الهوس الجنوني لرئيس دكتاتوري».

كما انتقد الحاكم إعلان نشر ألفي جندي احتياطي إضافيين، قائلا إن الدفعات الأولى منهم لم تتلقَّ لا الماء ولا الطعام.

وقال «هذا لا علاقة له بالسلامة العامة، إنما لمجرد إرضاء غرور رئيس خطير».

وقالت الأكاديمية والضابطة السابقة ريتشيل فانلاندينغهام لوكالة فرانس برس إن قرار نشر وحدة نخبوية، مثل مشاة البحرية «نادر جدا، وقد يؤدي إلى حوادث، لأن هؤلاء الجنود غير مدربين على إنفاذ القانون، وغير معتادين على العمل مع سلطات إنفاذ القانون المحلية».

وفي تشديد لموقفه، حذّر ترامب المتظاهرين الذين وصفهم بأنهم «مخربون ومتمردون» على منصته تروث سوشيال بقوله «إذا تحدّونا، سنرد بقوة، وأعدكم أننا سنضرب كما لم نفعل من قبل».

ونُشر أفراد من الحرس الوطني بزيّهم العسكري، وهم يحملون الهراوات ودروع مكافحة الشغب، أمس الأول، خارج مركز احتجاز فدرالي في المدينة.

وفي مواجهتهم تجمّع متظاهرون وراحوا يهتفون «أيها الخنازير، عودوا من حيث أتيتم».

واحتشد المتظاهرون بأعداد متزايدة في وسط لوس أنجلس، حيث فصلتهم الشرطة عن عناصر الشرطة الفدرالية.

ومازال حطام السيارات المحترقة منتشرا في الشوارع، بعد المواجهات التي أسفرت عن توقيف 56 شخصا خلال يومين.

ويوم الجمعة، حاول المتظاهرون منع إدارة الهجرة من توقيف مهاجرين بالقوة.

وأعلن المدعي العام لولاية كاليفورنيا، روب بونتا، أنه سيقاضي ترامب على أساس أن قراره بنشر الحرس الوطني من دون موافقة الحاكم يُخالف الدستور.

لكن ترامب قال إن لوس أنجلس كانت «ستُمحى من على الخريطة» لو لم يُرسل الجنود.

وقال المدعي العام لمقاطعة لوس أنجلس، ناثان هوتشمان، لمحطة نيوز نيشن «لم نشهد اضطرابات مدنية واسعة النطاق تستدعي نشر 2000 من أفراد الحرس الوطني و500 أو 700 جندي إضافي».

ويبدو أن غافن نيوسوم، المرشح المحتمل للبيت الأبيض عام 2028 يشكّل هدفا لترامب الذي قال إن اعتقاله سيكون «رائعا».

لكن توم هومان، رئيس برنامج الترحيل الجماعي، الملقّب بـ «قيصر الحدود» قال مساء الاثنين إن إدارة ترامب «لا تنوي» اعتقال حاكم كاليفورنيا، وإن تصريح ترامب أُخرج «من سياقه».

وعندما سأل أحد المراسلين في حديقة البيت الأبيض ترامب، عما إذا كان ينبغي على هومان إلقاء القبض على نيوسوم، أجاب الرئيس: «لو كنت مكان توم لفعلت ذلك».

ووصف نيوسوم الدعوة بأنها «خطوةٌ لا لبس فيها نحو الاستبداد»، مضيفا: «هذا يوم تمنيت ألا أراه أبدا في أميركا».