غطاء جوي إسرائيلي لـ«أبو شباب» في مواجهته مع «حماس»

تدخل الطيران الحربي الإسرائيلي، منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، لتقديم دعم لعناصر ميليشيا يقودها شخص يدعى ياسر أبوشباب خلال اشتباك مسلح مع أفراد أمن من حركة حماس في جنوب قطاع غزة، في محاولة إسرائيلية لتأمين طرق توزيع المساعدات الإنسانية وزعزعة ما تبقى من حكم الحركة في القطاع.
وأرسل سلاح الجو الإسرائيلي طائرة مسيّرة لموقع الاشتباك بين «أبوشباب» و«حماس» حيث أفيد بمقتل 5 من عناصر الأخيرة، بالإضافة إلى سقوط قتلى في صفوف الميليشيا المحلية.
وصباح أمس، أعلنت الميليشيا عن أول هجوم لها ضد عناصر أمن «حماس» في خان يونس، بالقرب من مواقعها شرق رفح جنوب القطاع، في حين نشر غسان الدهيني، نائب ياسر أبوشباب، عبر «فيسبوك» قائمة بـ «أسماء مسلحي حماس الذين قُتلوا على أيديهم خلال الحرب».
وجاء أول تدخل جوي إسرائيلي لدعم الميليشيا التي أفيد بأن «الشاباك» جنّد عناصرها وسلّحهم، بهدف فرض «حكم محلي بديل» في القطاع، بعد نحو أسبوع من تحذير أوساط عبرية من أن «حماس» صادرت أسلحة نقلت بالفعل إلى تلك الجماعة التي يعتقد أنها تضم العشرات وبعضهم سجناء فارون وتجار مخدرات.
يأتي ذلك في حين تشير التقارير الى وجود فراغ كبير في قيادة «حماس»، خصوصا أن مقتل محمد النسوار أخيراً قضى عمليا على قادة الداخل، باستثناء قلة بينهم عزالدين الحداد الذي أصبح القائد الفعلي للحركة في غزة.
وبينما نقل موقع أكسيوس عن مصادر أميركية وإسرائيلية أن هناك تقدما في اقناع «حماس» بالمقترح الاميركي الأخير الذي قدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، أعرب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن تأييده لقيام «حماس» بإلقاء السلاح والتوقف عن حكم غزة كجزء من مسار لإقامة دولة فلسطينية مستقبلية، في رسالة وجّهها إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل مؤتمر الأمم المتحدة بشأن «حل الدولتين».
وقبل نحو أسبوع من انعقاد المؤتمر الذي تترأسه باريس إلى جانب الرياض في نيويورك، قال عباس في رسالته إنه «مستعد لدعوة قوات عربية ودولية للانتشار كون ذلك جزءاً من مهمة الاستقرار، والحماية بتفويض من مجلس الأمن».
وأضاف أن دولة فلسطينية مستقبلية «لن تكون لديها نية بأن تكون دولة عسكرية، وهي مستعدة للعمل نحو ترتيبات أمنية تعود بالنفع على جميع الأطراف، طالما أنها تستفيد من حماية دولية».
وكتب: «ما فعلته حماس في أكتوبر 2023 من قتل وأسر مدنيين أمر غير مقبول»، داعياً الحركة إلى «الإفراج الفوري عن جميع الرهائن».
وأكد عبّاس التزامه بمواصلة إصلاح السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أنه يريد تنظيم «انتخابات رئاسية وتشريعية تحت اشراف دولي خلال عام».
من جهته، رحب الإليزيه بـ «بالتزامات ملموسة وغير مسبوقة، تظهر رغبة حقيقية في التحرك نحو تنفيذ حل الدولتين».
ومع مُضي باريس في تحركها الدبلوماسي المحرج لحكومة بنيامين نتنياهو، ذكرت «التايمز» البريطانية أن بريطانيا تنضم إلى كندا وأستراليا ونيوزيلندا ودول أخرى في فرض عقوبات على الوزيرين الإسرائيليين اتماير بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، تشمل تجميد أصولهما وفرض حظر سفر عليهما بأثر فوري، بسبب دورهما في الانتهاكات ضد الفلسطينيين بغزة والضفة الغربية.
إلى ذلك، قال خبراء بالأمم المتحدة، في تقرير سيعرض على مجلس حقوق الإنسان بجنيف، إن إسرائيل ارتكبت جريمة ضد الإنسانية تنطوي على «إبادة» بقتلها مدنيين لجأوا إلى المدارس والأماكن الدينية بغزة في إطار «حملة منظمة لمحو الحياة الفلسطينية».
في هذه الأثناء، قُتل 20 فلسطينياً، بمجزرة جديدة ارتكبها الجيش الإسرائيلي، في أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات غذائية في نقطة توزيع تتبع مؤسسة «غزة الإنسانية» المدعومة من الولايات المتحدة وسلطات الاحتلال قرب محور نتساريم وسط القطاع.