لبنان: خيبة أمل لـ «يونيفيل» وارتباك بشأن موقف إدارة الرئيس الأمريكي

بالتزامن مع الحديث عن توجه إسرائيلي – أميركي لإنهاء عمل مهمة «قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان» (يونيفيل)، تعرضت دوريتان لـ «يونيفيل» لاعتداءين، أمس، من قبل مجموعات مدنية موالية لحزب الله، في بلدتي دير قانون النهر والحلوسية التحتا، تضمن أحدهما اعتداء بالضرب على أحد الجنود، وهو ما استدعى إدانة من «الخارجية» اللبنانية وقوى سياسية محلية.
وفيما أعربت «يونيفيل» عن عدم رضاها عن استمرار استهداف جنودها، داعية السلطات اللبنانية الى اتخاذ التدابير اللازمة لضمان أداء قوات حفظ السلام مهامها، كما هو مبين في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 «من دون عوائق أو تهديد»، احتفى أنصار حزب الله بما جرى على وسائل التواصل، تحت عناوين مثل «كفّ جنوبي»، في إشارة إلى الصفعة التي وجهها أحد الشبان إلى جندي أممي ينتمي الى القوة الفنلندية.
ووسط حديث عن تململ أميركي من تنفيذ لبنان التزاماته بوقف إطلاق النار، جدد رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام، أمس، التزام بيروت بقرار مجلس الأمن 1701 واتفاق وقف النار، الصادر في نوفمبر 2024، لافتا إلى تفكيك «أكثر من 500 موقع عسكري ومستودع أسلحة جنوب نهر الليطاني».
وبينما نقلت تسريبات عن السفيرة الأميركة ليزا جونسون تشديدها على ضرورة إيجاد حل سريع لنزع سلاح حزب الله، برزت مواقف على لسان شخصيات في الحزب الجمهوري من أصل لبنان، لوّحت بأنه في حال فشل الدولة اللبنانية في الإقدام على ما هو مطلوب منها، والالتزام بكل الشروط المفروضة، فحينها قد تتجه واشنطن إلى التفاوض المباشر مع حزب الله، وعندها يتم تهميش دور الدولة. واكتفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقول إنه ناقش ملف لبنان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اتصالهما أمس الأول، مشيدا بما تحققه السلطات اللبنانية.
يأتي كل ذلك وسط غياب أي موقف واضح للإدارة الأميركية، وسط توقعات بزيارة قريبة يفترض أن يجريها المبعوث الأميركي لسورية، توم برّاك، برفقة مستشار الرئيس الأميركي، مسعد بولس، إلى بيروت للبحث في كل الملفات. وبحسب المعلومات، فإن الزيارة التي لم يحدد موعدها رسمياً حتى الآن «ستكون في غاية الوضوح لجهة الشروط الأميركية المفروضة لسحب سلاح حزب الله، والالتزام بجدول زمني لذلك تحت مخاطر التهديد بتوسيع الاعتداءات الإسرائيلية».
في هذه الظروف تتكون قناعة في لبنان بأن المساعدات أصبحت بعيدة قبل إيجاد حل لمعضلة السلاح وسط مخاوف من تجدد العمليات العسكرية الإسرائيلية، وفي ظل وضع مهلة زمنية تمتد حتى سبتمبر المقبل لإبلاغ المجتمع الدولي بآلية هذا الحل، وفي حال لم يتوفر، فإن التصعيد سيكون حتمياً.
في موازاة ذلك، جاءت زيارة المبعوث الفرنسي إلى لبنان، جان إيف لودريان، لبيروت، وسط معطيات تفيد بأن فرنسا التي تعتبر راعية لقوات يونيفيل مندفعة في إطلاق مسار إعادة الإعمار وعدم ربطه بملف السلاح، وهو ما تعترض عليه الولايات المتحدة. وتأتي زيارة لودريان فيما الوقت الذي تشهد العلاقات الفرنسية ـ الإسرائيلية توترا شديدا على خلفية دعم الرئيس إيمانويل ماكرون للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
إلى ذلك، ثمن رئيس الجمهورية جوزيف عون وقوف الأردن إلى جانبه ودعمه في أوقات الشدة، وذلك لدى وصوله الى مطار ماركا العسكري بالأردن، حيث كان في استقباله العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، مؤكدا أن زيارته لعمان «تأتي في ظل تعاظم الحاجة إلى توحيد الجهود العربية لمواجهة الأزمات المشتركة والتصدي لمخاطر الإرهاب والتطرف وصون الأمن والاستقرار في دولنا».