انخفاض العملات الرقمية بسبب الابتعاد عن الأصول العالية المخاطر

انخفاض العملات الرقمية بسبب الابتعاد عن الأصول العالية المخاطر

انخفضت العملات المشفرة خلال تعاملات اليوم، وسط ضعف إقبال المستثمرين على الأصول الخطيرة، بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

وتراجعت «بتكوين» بنسبة 0.85 بالمئة إلى 107844.95 دولاراً، وتستحوذ على نحو 63.1 بالمئة من إجمالي قيمة سوق العملات المشفرة.

فيما هبطت ثاني أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية الإيثيريوم بنسبة 2.1 بالمئة عند 2754.88 دولاراً، والريبل بنحو 2.35 بالمئة، لتتداول عند 2.2408 دولار.

وتبلغ القيمة السوقية للعملات المشفرة 3.39 تريليونات دولار، فيما بلغ إجمالي حجم التداولات خلال الـ 24 ساعة الماضية 135.92 مليار دولار، وفقاً لبيانات «كوين ماركت كاب».

وتوقع المحلل في أبحاث العملات المشفرة لدى «21 شيرز»، مات مينا، أن تُمهد بيانات التضخم التي صدرت اليوم، والتي جاءت أقل من التوقعات الطريق لتحقيق مكاسب متسارعة لـ «بتكوين» لتصل إلى 200 ألف دولار بنهاية العام الحالي، وفقاً لموقع كوين ديسك.

ورفض رئيس مجلس إدارة شركة «ستراتيجي»، مايكل سايلور، التحذيرات المتزايدة من عودة «شتاء العملات المشفرة»، مؤكداً أن المرحلة الأصعب قد ولّت، وأن «بتكوين» في طريقها إلى حاجز المليون دولار.

وفي مقابلة مع «بلومبرغ»، قال سايلور: «الشتاء لن يعود. لقد تجاوزنا تلك المرحلة. إذا لم تذهب بتكوين إلى الصفر، فهي ذاهبة إلى المليون»، وفقاً لما اطلعت عليه «العربية Business».

وأشار إلى أن المعروض اليومي من «بتكوين» لا يتجاوز 450 وحدة، أي ما يعادل نحو 50 مليون دولار بالسعر الحالي البالغ 109.859 دولاراً. وأضاف: «إذا تم شراء هذا المعروض بالكامل، فلا بُد أن يرتفع السعر»، مؤكداً أن شركات كبرى باتت تستهلك كامل المعروض الطبيعي من السوق.

وتملك «ستراتيجي» (مايكروستراتيجي سابقاً) 582 ألف عملة بتكوين، بقيمة تقارب 63.85 مليار دولار، وفقاً لموقع سايلور تراكر.

وأوضح سايلور أن «تحريك عجلة الاقتصاد الرقمي اليوم لا يتطلب أكثر من 50 مليون دولار»، مشيراً إلى أن مؤسسات مالية تقليدية بدأت فعلياً في تجهيز خدمات حفظ بتكوين، وسط دعم سياسي متزايد في واشنطن.

وذكر من بين الداعمين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، ورئيس هيئة الأوراق المالية بول أتكينز.

ورغم تفاؤله، لم يستبعد سايلور تقلبات حادة في حال وصول «بتكوين» إلى مستويات 500 ألف أو مليون دولار، قائلاً: «من الطبيعي أن نشهد تراجعاً بنحو 200 ألف دولار في تلك المستويات».

وتأتي تصريحات سايلور في وقت رفعت مؤسسات كبرى مثل «آرك إنفست» توقعاتها، حيث حدّثت سيناريوها المتفائل لسعر بتكوين من 1.5 مليون إلى 2.4 مليون دولار بحلول عام 2030.

شركات وصناديق تتسابق على الشراء

في المقابل، واصلت صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs)، مثل «بلاك روك» شراء «بتكوين» يومياً، بينما أعلنت دول مثل باكستان عن خطط لإنشاء احتياطي استراتيجي من العملة الرقمية.

ووفقاً لموقع BitcoinTreasuries.NET، أضافت 116 شركة مدرجة في البورصة «بتكوين» إلى ميزانياتها، من بينها «جيمستوب» وشركة H100 السويدية للتقنيات الصحية.

وتبقى «مايكروستراتيجي» أكبر مالك مؤسسي لـ «بتكوين»، تليها «ماراثون ديجيتال» و«تسلا»، وكلتاهما تملك أكثر من مليار دولار من العملة الرقمية.

ويشهد السوق حالياً موجة من الطروحات والاندماجات، مدفوعة بارتفاع «بتكوين» إلى مستوى قياسي بلغ 111.965 دولاراً الأسبوع الماضي، بزيادة تفوق 50 بالمئة منذ مطلع أبريل، وسط شهية استثمارية متزايدة.

من جانبه، لم يستبعد الوزير بيسنت أن تصل القيمة السوقية للعملات المستقرة المشفرة المرتبطة بالدولار إلى تريليوني دولار أو أكثر في السنوات المقبلة، مؤكداً أنها قد تعزز مكانة الدولار كعملة احتياطية عالمية.

وخلال جلسة استماع في لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ، شدد بيسنت على التزام الإدارة الأميركية بالحفاظ على مكانة الدولار العالمية، مشيراً إلى تشريع قيد الإعداد في «الكونغرس» سيُلزم العملات المستقرة بأن تكون مدعومة بأصول عالية الجودة مثل أذون الخزانة الأميركية.

وأشار إلى أن تقديرات أخرى، مثل تلك الصادرة عن «سيتي غروب»، تتوقع أن تتجاوز مشتريات العملات المستقرة من أدوات الدَّين الأميركية حاجز التريليون دولار بحلول 2030.