«توقف مؤقت غير مستقر» في النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين

أكدت الصين، اليوم، ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه تم التوصل إلى اتفاق تجاري بين البلدين، وقالت إن على الجانبين الالتزام به، وإن بكين تحترم دائما تعهداتها.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن بكين ستحترم دائما التزاماتها، وذلك بعد أن قال الرئيس ترامب إن الاتفاق التجاري مع بكين «تم».
ويوفر الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بعد اتصال هاتفي بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، الأسبوع الماضي، هدنة هشّة للغاية في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وفق «رويترز».
وقال لين جيان المتحدث باسم «الخارجية» الصينية في مؤتمر صحافي دوري «لطالما أوفت الصين بالتزامها وحققت نتائج… الآن وقد تم التوصل إلى توافق في الآراء، يجب على الجانبين الالتزام به».
وأنهى الاتصال الهاتفي بين الرئيسين أزمة اندلعت بعد أسابيع فقط من التوصل إلى اتفاق مبدئي في جنيف. وسرعان ما أعقب الاتصال المزيد من المحادثات في لندن، قالت واشنطن إنها أكملت اتفاق جنيف لتخفيف الرسوم الجمركية المتبادلة.
وذكر جيان أن الوزارة تأمل في أن تعمل الولايات المتحدة مع الصين لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين رئيسَي البلدين.
وكان اتفاق جنيف قد تعثّر بسبب استمرار الصين في فرض قيود على صادرات المعادن، وهو ما دفع إدارة ترامب إلى الرد بفرض قيود على الصادرات.
ولم تتضح بعد تفاصيل الاتفاق الأحدث وكيفية تنفيذه.
توريد المعادن النادرة لأميركا
وقال ترامب إنه سيكون على استعداد لتمديد مهلة تنتهي في 8 يوليو لاستكمال المحادثات التجارية مع الدول، قبل سريان رسوم جمركية أميركية أعلى، لكنه لا يعتقد أن ذلك سيكون ضرورياً.
وذكر للصحافيين، أمس، أن المفاوضات التجارية تتواصل مع نحو 15 دولة من بينها كوريا الجنوبية واليابان، إلى جانب الاتحاد الأوروبي.
وقال إن الولايات المتحدة سترسل خطابات في غضون أسبوع أو أسبوعين تحدد فيها شروط الصفقات التجارية إلى عشرات الدول الأخرى، والتي يمكنها أن تقبلها أو ترفضها.
وكان ترامب قد صرح بأن الصين ستورّد العناصر الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة مقدمًا، وذلك في إطار اتفاق تجاري بين البلدين.
ووصف، في منشور على منصة تروث سوشيال، العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم بأنها «ممتازة»، مضيفا: «سنحصل على رسوم جمركية إجمالية بنسبة 55 بالمئة، بينما ستحصل الصين على 10 بالمئة فقط».
وأشار إلى أن الصين ستورّد المعادن النادرة و»أي من العناصر الأرضية النادرة الضرورية» مقدمًا، في حين ستقدم الولايات المتحدة تنازلات معيّنة، من بينها السماح للطلاب الصينيين بالدراسة في الجامعات والكليات الأميركية.
وأوضح الرئيس الأميركي أن الاتفاق لا يزال خاضعًا للموافقة النهائية بينه وبين نظيره الصيني، مؤكداً نيته العمل بشكل وثيق مع شي لفتح السوق الصينية أمام التجارة الأميركية، وواصفًا الأمر بأنه «فوز كبير للبلدين!».
وكان ممثلون من الجانبين قد أعلنوا، الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق تجاري، بعد يومين من المحادثات رفيعة المستوى في لندن.
وقال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك للصحافيين: «لقد توصلنا إلى إطار عمل لتنفيذ توافق جنيف والمكالمة بين الرئيسين».
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الصين قررت فرض مهلة زمنية مدتها 6 أشهر على تراخيص تصدير المعادن النادرة إلى شركات صناعة السيارات والمصنعين في الولايات المتحدة، مما يمنح بكين ورقة ضغط في حال تجددت التوترات التجارية.
يأتي ذلك ضمن التفاهم الذي تم التوصل إليه في المحادثات التجارية بلندن، حيث وافقت الصين على تخفيف القيود مؤقتاً مقابل قيام واشنطن بتخفيف بعض القيود على تصدير محركات الطائرات وقطع الغيار والإيثان إلى الصين.
وذكرت شركات غربية أن الصين تطالب ببيانات حساسة عن أعمالها التجارية من أجل تزويدها بالمعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات، مما يثير مخاوف حول إساءة استخدام تلك البيانات وتعريض الأسرار التجارية للخطر.
وحسبما نقلت «فاينانشال تايمز» عن عدة شركات ومسؤولين، فإن وزارة التجارة الصينية تطلب بيانات عن تفاصيل الإنتاج وقوائم العملاء كجزء من شروط الموافقة على تصدير المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات.
وتستخدم تلك المعادن والمغناطيسات في صناعة الإلكترونيات ومحركات السيارات الكهربائية وطواحين الهواء، وغيرها، وفي أوائل أبريل قيدت السلطات الصينية ضوابط تصدير 7 معادن منها كجزء من حربها التجارية مع الولايات المتحدة.
ويرى المحلل بشبكة سي إن بي سي، جيم كريمر، ضرورة تفاوض الولايات المتحدة مع دول أخرى غير الصين بشأن المعادن الأرضية النادرة، قائلاً: علينا إبرام صفقات بشأن تلك المعادن، حينها فقط سنتحرر حقًا.
وأوضح كريمر: يتعين على الولايات المتحدة التواصل مع دول مثل البرازيل وفيتنام وأستراليا التي تمتلك المواد الخام اللازمة للمعادن الأرضية والمغناطيس، موضحًا أنه يجب التوصل إلى اتفاق مع هذه الدول على الفور، وربما إلغاء التعريفات الجمركية المرتفعة التي فرضها البيت الأبيض على وارداتها.
وتساءل: فيم كنا نفكر عندما بدأنا حربًا تجارية دون أن يكون هناك حل جاهز لمشكلة المعادن الأرضية النادرة؟
وذلك مع هيمنة الصين على السوق العالمية لهذه المعادن الأساسية، حيث تنتج حوالي 60 بالمئة منها، وتعالج نحو 90 بالمئة من تلك المواد التي تستخدم في صناعة معظم الإلكترونيات.