إحياء تراث “مترجم الروائع” عبدالحميد الجمَّال

أعلنت دار نشر «فاصلة» المصرية إطلاق مشروع طموح لإعادة نشر الأعمال الكاملة للمترجم المصري الراحل عبدالحميد الجمَّال (1934 – 2009)، الذي يُعد أحد أبرز مترجمي الأدب العالمي إلى العربية خلال النصف الثاني من القرن العشرين.
عُرف عنه انتقاؤه الدقيق للأعمال التي يترجمها حيث كان يختار من بين أهم الأعمال الأدبية العالمية وأكثرها تأثيراً
تكريم اسم الجمَّال عبر إعادة طباعة أعماله الكاملة خطوة مهمة تأتي بعد ثماني سنوات من تجاهل اسمه في احتفالية المركز القومي للترجمة التابع لوزارة الثقافة عام 2017، التي كرَّمت عدداً من المترجمين المصريين، رغم أن الجمَّال بخلاف إنتاجه الغزيز ترجم العديد من الأعمال التي صدرت عن المركز نفسه.
من أعماله المترجمة
رواية ملحمية
عبدالحميد فهمي الجمَّال، الذي وُلِد في يناير 1934، وتخرَّج في قسم الفلسفة بكلية الآداب في جامعة القاهرة عام 1957، قدَّم للمكتبة العربية إرثاً مترجماً غنياً ومتنوعاً تجاوز 80 عملاً بين روايات ودراسات فكرية، بدأ مسيرته في الترجمة مبكراً، ولمع نجمه في هذا المجال مع صدور ترجمته للرواية الملحمية الشهيرة «جذور»، التي صدرت للكاتب الأميركي أليكس هيلي عام 1976، ونقلها الجمَّال إلى «العربية».
فظائع العبودية
وحققت «جذور» نجاحاً كبيراً في مصر والعالم العربي فور صدور ترجمتها العربية، بسبب قصتها المؤثرة، حيث تتبع مسيرة عائلة إفريقية عبر سبعة أجيال، بدءاً من كونتا كينتا الذي انتزع من قريته في غامبيا ليُباع عبداً في أميركا. وهذا العمل الضخم، الحائز جائزة بوليتزر، يُعد وثيقة أدبية مؤثرة تكشف فظائع العبودية، وتُجسد صمود الهوية الإفريقية في وجه محاولات الطمس.
من أعماله المترجمة
«اسم الوردة»
وتوالت أعمال «مترجم الروائع» التي نقل من خلالها أهم الروايات العالمية إلى العربية، ومن أبرزها: «الأتوبيس الجامح» لجون شتاينبك (1989، دار الهلال)، و«اللؤلؤة» لنفس الكاتب (1989، دار الهلال)، و«اسم الوردة» لأمبرتو إيكو (1998، دار مدبولي)، و«عام وفاة ريكاردو ريس» لخوسيه ساراماغو (1999، دار الهلال)، و«قصة الخادمة» لمارغريت أتوود (2006، المركز القومي للترجمة)، و«ربما كان قديساً» لآن تايلر (2003، المركز القومي للترجمة). كما ترجم أعمالاً أخرى مهمة مثل «جنرال الجيش الميت» لإسماعيل كاداريه (2001، دار الهلال)، و«محمد يا صقري» ليشار كمال (2004، دار الهلال).
أعمال فلسفية وتاريخية
ولم يقتصر إنتاج الجمَّال المترجم على الأدب الروائي فقط، بل امتد ليشمل ترجمة العديد من الأعمال الفكرية والفلسفية والتاريخية المهمة، مثل كتاب «تاريخ الطرق الصوفية في مصر في القرن التاسع عشر» لفريدريك دي يونغ (1995)، و«مغزى القرن العشرين ونقاط التحول العظمى» (1985)، و«ثورات أميركا الإسبانية» (2008)، و«دراسات في التاريخ الاجتماعي لمصر الحديثة» (1997). كما ترجم كتاب «الأصولية الإسلامية في العصر الحديث» لدليب هيرو (1997).
من أعماله المترجمة
عمل الجمَّال مدرساً للغة الإنكليزية في السعودية وقطاع غزة (حين كان تحت الإدارة المصرية) في بداية حياته المهنية، ثم شغل منصب المدير العام للسياحة بمحافظة مطروح الحدودية مع ليبيا، وحينها بدأ رحلته مع الترجمة.
الراحل كان حريصاً على نقل النص الأصلي بأمانة مع الحفاظ على روح العمل وجمالياته الأدبية
وتميزت ترجماته بدقة اللغة وجمال الأسلوب، حيث كان حريصاً على نقل النص الأصلي بأمانة مع الحفاظ على روح العمل وجمالياته الأدبية، كما عُرف عنه انتقاؤه الدقيق للأعمال التي يترجمها، حيث كان يختار من بين أهم الأعمال الأدبية العالمية وأكثرها تأثيراً.