الملابسات الشاملة لاعتداء الجيش الإسرائيلي على إيران

الملابسات الشاملة لاعتداء الجيش الإسرائيلي على إيران

في تطور بالغ الخطورة، أعلنت إسرائيل صباح الجمعة 13 يونيو، انطلاق عملية عسكرية مفاجئة تحت اسم “الأسد الصاعد”، استهدفت فيها عشرات المواقع النووية والعسكرية الحساسة داخل الأراضي الإيرانية، في هجوم يوصف بأنه الأكبر منذ عقود ضد بنية إيران التحتية النووية.وبحسب ما أكدته وسائل إعلام غربية على رأسها شبكة بلومبرغ ووكالة أكسيوس الأمريكية، فقد طالت الضربات الإسرائيلية أكثر من 20 هدفًا استراتيجيًا في طهران، أصفهان، نطنز، وكرمان، من بينها منشآت تخصيب يورانيوم وعناصر رئيسية في المشروع النووي الإيراني. كما استهدفت الضربات مواقع يُعتقد أنها تؤوي قيادات بالحرس الثوري، بل وتحدثت مصادر عن محاولة لاغتيال رئيس أركان الجيش الإيراني.

 إسرائيل تُعلن الطوارئ وتغلق مجالها الجوي

في أعقاب الضربات، أعلنت الحكومة الإسرائيلية حالة طوارئ شاملة، مع إغلاق المجال الجوي وتحذير المواطنين من مغادرة الملاجئ، وسط ترقّب لهجمات انتقامية إيرانية قد تشمل صواريخ باليستية أو طائرات مسيّرة.

 التلفزيون الإيراني يعترف بالضربة

لأول مرة منذ سنوات، اعترف الإعلام الرسمي الإيراني بتعرض مواقع داخل البلاد لضربات جوية، دون تقديم تفاصيل دقيقة عن حجم الخسائر. إلا أن مصادر صحفية معارضة تحدثت عن انهيار ثلاث عمارات سكنية في أحد أحياء طهران التي تُقيم فيها شخصيات بارزة في الحرس الثوري.

 وزير الدفاع الإسرائيلي: “ضربنا مشروعًا كان سينتج 15 قنبلة نووية

وفي أول تصريح رسمي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن “الضربة جاءت لمنع إيران من إنتاج 15 قنبلة نووية خلال الشهور المقبلة”، مشيرًا إلى أن طهران تمتلك آلاف الصواريخ الباليستية، وتقوم بتوزيعها بالفعل على حلفائها في لبنان واليمن والعراق.وأكد كاتس أن العملية “لا تهدف إلى إسقاط النظام الإيراني، بل إلى شل المشروع النووي والصاروخي الذي يهدد أمن إسرائيل والمنطقة بأسرها”، مشددًا على أن الضربات “قد تستمر في الأيام المقبلة حسب مقتضيات الميدان”.

 إيران تستعد للرد

في المقابل، أفادت وكالة أكسيوس أن إيران بدأت تجهيز صواريخها الباليستية وأطلقت طائرات مقاتلة في السماء، مما يزيد من احتمال اندلاع مواجهة شاملة خلال الساعات القادمة. وتشير التحليلات إلى أن طهران قد تلجأ إلى الرد المباشر على إسرائيل، أو ضرب قواعد أمريكية في العراق وسوريا، أو حتى تحريك أذرعها العسكرية في المنطقة مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن. وفي المقابل كشفت مصادر مطلعة داخل الإدارة الأمريكية أن واشنطن كانت على علم مسبق بموعد العملية، لكنها لم تشارك فيها بشكل مباشر، في محاولة لتفادي تحمل تبعات الرد الإيراني. ويُذكر أن الولايات المتحدة بدأت مساء الأربعاء سحب موظفيها وأفراد عائلاتهم من قواعدها في العراق والبحرين والكويت، في خطوة وُصفت بأنها “احترازية” قبل الهجوم.

تداعيات اقتصادية فورية

عقب الضربة مباشرة، قفزت أسعار النفط بأكثر من 5%، وسط مخاوف من تعطل الإمدادات في منطقة الخليج. كما سجلت العملات الرقمية تراجعًا حادًا، حيث انخفض سعر “بيتكوين” بأكثر من 3% ليصل إلى أقل من 104 آلاف دولار، في حين تراجع “إيثيريوم” بنسبة 5% مسجلًا 2500 دولار. ويترقّب المستثمرون قفزة محتملة في أسعار الذهب بمجرد فتح الأسواق العالمية.في ظل هذا التصعيد غير المسبوق، تبدو الساعات القادمة حاسمة في رسم ملامح المرحلة المقبلة. فإما أن تنجح الجهود الدولية في كبح التصعيد، أو تنزلق المنطقة إلى دوامة عنف شاملة تهدد الأمن الإقليمي والدولي معًا.