رمز الانتقام الإيراني: معاني رفع الراية الحمراء بعد عملية “الأسد الصاعد”

رمز الانتقام الإيراني: معاني رفع الراية الحمراء بعد عملية “الأسد الصاعد”

بشكل كان متوقعا لدى العديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي ضربة عسكرية أطلقت عليها “الأسد الصاعد”، ضد أهداف داخل العمق الإيراني، دون تحركات دفاعية إيرانية واضحة، ما أدى إلى مقتل عدد من القادة في الجيش والحرس الثوري الإيراني، من بينهم قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، ورئيس الأركان الإيراني محمد باقري، وقائد أحد أهم الأجنحة العسكرية في الجيش الإيراني غلام علي رشيد، إلى جانب قادة آخرون، وعلماء وصفوا بأنهم أباء البرنامج النووي الإيراني.عقب تلك العمليات بساعات قليلة، ظهرت عبر وسائل الإعلام الإيرانية المختلفة، “الراية الحمراء”، التي رفعت فوق مسجد جمكران في منطقة قم الإيرانية، التي تعتبر بالنسبة لإيران راية الرد والانتقام، والتي اعتاد الناس رؤيتها على مدار الخمس سنوات الماضية، مع احتدام الأعمال العسكرية التي كانت إيران جزءًا أصيلاً منها.

الراية الحمراء كإشارة انتقام

وبالنظر إلى الخلفية التاريخية لاستخدام الراية الحمراء في إيران، فإنه لم يذكر تاريخ أو شخص معين استخدمت فيها تلك الراية، إلا أنه وعلى المدى القريب والمعاصر، يشير اللون الأحمر، إلى دماء الذين قتلوا في سبيل إسقاط النظام الإيراني السابق مع سقوط محمد رضا بهلوي آخر ملوك الدولة الإيرانية الملكية، وقيام النظام الإسلامي بقيادة المرشد السابق لإيران المعروف باسم روح الله الخميني.ولكن لا تعد الدلالة سياسية فحسب بل إن لها دلالة دينية لدى الشيعة الصفويين، تعود بالتحديد للقرن الـ 14، حيث كانت ترفع الرايات الحمراء فوق منازل أهل المقتول، من دون كتابات عليها، ما يعني أن هذا المنزل له ثأر يسعى له، ولا تنزل الراية من فوق المنزل إلا بعد أن يثأر أصحاب المنزل من قاتلي ذويهم.

دلالة مسجد جمكران لدى الإيرانيين

ولا تقتصر الدلالة الرمزية للراية الحمراء على لون أو شكل أو ما هو مكتوب على الراية فحسب، بل إن موقع رفع الراية له دلالة كبيرة لدى أفراد الشعب الإيراني.فيعد مسجد جمكران الواقع في مدينة قم الإيرانية من المساجد التي تحظى بمكانة دينية خاصة ومقدسة لدى الشيعة الاثني عشري، وترفع الراية من هناك لتلك المكانة.ويعتبر الإيرانيين خاصة الشيعة الإثني عشري، أن مسجد جمكران الذي افتتح عام 1745 من المساجد المقدسة، حيث يرون أن المسجد له صلة بظهور المهدي وفقًا للمنهج الشيعي في هذا الصدد.

أبرز مرات رفع الرايات الحمراء

ورفعت الراية الحمراء عام 2020، بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني على يد غارة قوات القيادة المركزية الأمريكية بالقرب من مطار بغداد.ولم تنزل الراية إلا بعد تنفيذ عملية إيرانية ضد أهداف أمريكية موجودة في العراق، وبالتحديد في منطقة أربيل، كرد على اغتيال قاسم سليماني.وبذكر قائد فيلق القدس الذي يعد من أهم الفرق داخل الحرس الثوري الإيراني فإن الاستهداف الإسرائيلي الأخير، الذي وقع فجر الجمعة أدى إلى مقتل قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني.أيضًا، مع اغتيال رئيس المكتب السياسي الأسبق لحركة حماس، إسماعيل هنية رفعت الراية، لكن لم يذكر أن إيران نفذت ردًا على تلك العملية التي استهدفت هنية في وسط العاصمة طهران داخل إحدى مقرات الحرس الثوري.وهذه المرة رفعت الراية، بعد هجمات إسرائيلية، كشفت عن حالة اختراق قوية في الداخل الإيراني، وأدت إلى خلق تهديد صريح لمؤسسات ومسؤولي الصف الأول الإيراني خاصة الحساسة منها.