الذكاء الاصطناعي يُثير صراعات الصور والفيديوهات في مناطق الصراع

تحوّلت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة معركة موازية، حيث تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتزييف صور وفيديوهات الحروب بشكل دقيق يصعب تمييزه عن الواقع، ما يثير قلقاً واسعاً من التأثير المتزايد لهذه الظاهرة على الرأي العام، يأتي هذا في في ظل تصاعد التوترات العسكرية بين إيران وإسرائيل.
تضليل الجمهور بشأن رهائن إسرائيليين
وباتت أدوات مثل Midjourney وStable Diffusion تُستخدم لتوليد مشاهد مزيفة لأحداث لم تقع، من بينها صور لأطفال جرحى أو مشاهد قتل مفبركة، ما يؤثر على السرد الإعلامي ويغذي خطاب الكراهية.
وقد أشارت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية إلى تداول فيديوهات مزيفة نُسبت زوراً إلى غزة، وأخرى استُخدمت لتضليل الجمهور بشأن رهائن إسرائيليين.ويؤكد خبراء أن التطور السريع لتقنيات “التزييف العميق” Deepfakes بات يهدد مصداقية التغطيات الصحفية، خاصة أن بإمكان أي مستخدم عادي توليد محتوى مضلل بسهولة عبر تطبيقات مجانية.ورغم محاولات شركات كبرى مثل “أدوبي” و”مايكروسوفت” تطوير أدوات لكشف التزييف مثل Content Credentials وTruepic، لا تزال هذه الأدوات محدودة الانتشار، في حين تتسارع قدرة المزيّفين على تجاوزها.

ويحذر مراقبون من تداعيات خطيرة لهذه الظاهرة، تتراوح بين إرباك التوثيق الصحفي في مناطق النزاع، وتقويض الثقة في المؤسسات الإعلامية، وتعطيل جهود المحاسبة الدولية على الانتهاكات.وفيما تتجه حكومات ومؤسسات لصياغة قوانين تُلزم المنصات الرقمية بالكشف عن المحتوى المُولَّد بالذكاء الاصطناعي، تبقى فعالية هذه الجهود رهناً بسرعة تطبيقها ومدى وعي الجمهور بخطورة التزييف البصري.