مسلسل «طهران»: دراما تجسس إسرائيلية تتأرجح بين أحداث مثيرة ونزاعات إقليمية.. ما هي التفاصيل؟

مسلسل «طهران»: دراما تجسس إسرائيلية تتأرجح بين أحداث مثيرة ونزاعات إقليمية.. ما هي التفاصيل؟

دائمًا ما تركز الدراما الإسرائيلية على عرض السيناريوهات التي من الممكن أن تحدث في المستقبل وتستخدم هذه الطريقة كأداة نفسية تأهيلية لما سيحدث في الأحداث الهامة أو أحداث بالفعل حدثت.وتفتقر هذه للتلميع الإعلامي أو لإضفاء صبغة دينية أو لتبرير الإغتيالات والاعتقالات مثل المسلسل الإسرائيلي “فوضي” الذي كتبه ليئور راو وآفي إيسخاروف، يتناول التكتيكات والأساليب المستخدمة في عمليات الإغتيالات والإعتقالات لأعضاء حركات التحرير وإعتبارهم إرهابين مع إبراز دور جنود الاحتلال واعتبارهم أبطال، كذلك مسلسل «طهران» الإسرائيلي الذي تنبأ بنشوب حرب بين إسرائيل وإيران وسرد أحداث المواجهة العسكرية المستمرة بين دولة الإحتلال وإيران حالياً.

إسرائيل تتبني سيناريو مسلسل طهران

في ظل المواجهة العسكرية المستمرة بين إسرائيل وإيران في الشرق الأوسط خلال الفترة الأخيرة، يري محللين ونقاد ان مسلسل “طهران” الإسرائيلي كعمل درامي فني كان بمثابة جرس إنذار مبكر لحرب استخباراتية وميدانية اتسعت رقعتها في الواقع، فهل كانت أحداث المسلسل مجرّد خيال، أم أن الدراما سبقت الأحداث وتوقعت سيناريوهات الصراع؟

مسلسل «طهران» دراما تخترق جدران المخابرات

تم عرض أول مواسم مسلسل «طهران» في عام 2020، هو من تأليف موشي زوندر وعمري شرهان ومن إخراج دانيل سيركن ومن إنتاج قناة “كان 11” العبرية بالتعاون مع Apple TV+. وتدور قصته حول تمار رابينان، عميلة للموساد الإسرائيلي، تتسلل إلى العاصمة الإيرانية بهدف تعطيل منظومة الدفاع الجوي الإيرانية لتسهيل ضربة جوية إسرائيلية ضد مفاعل نووي.

الاختلافات بين الواقع والدراما

شهدت الايام الماضية  ضربات إسرائيلية استهدفت منشآت نووية وعسكرية في إيران، بدا أن السيناريو الذي رسمه مسلسل «طهران» لم يكن بعيدًا عن الحقيقة. بحسب وسائل الإعلام، فإن الهجوم الإسرائيلي على إيران فجر الجمعة الماضية استند إلى عمليات سيبرانية واختراقات استخباراتية معقدة، تمامًا كما صُوِّر في المسلسل.هناك تشابه كبير بين الواقع والخيال خلال مسلسل طهران، فالمكان المستهدف في المسلسل طهران هو”منشآت نووية”، بينما في الواقع استهدفت اسرائيل بالفعل مفاعل نطنز بالإضافة إلى استهداف العاصمة طهران ومدينة أصفهان وبعض المدن الأخرى.

طريقة الهجوم

في المسلسل، اختراق إلكتروني ودعم جوّي وهجمات إلكترونية، اما في الواقع كان هجوم جوي ومسيّرات وصواريخ.

الهدف والجهة المنفذة

الهدف واحد وهو تعطيل الدفاعات الجوية وشلّ مراكز القيادة النووية والعسكرية، أما الجهة المنفذة فهو الموساد (درامياً) والموساد ووحدات سيبرانية فعليًا. 

الرأي العام والدوائر السياسية تحلل المسلسل

رأى بعض المراقبون والخبراء أن مسلسل «طهران» لم يكن مجرّد عمل ترفيهي، بل أداة ناعمة ساهمت في تهيئة الرأي العام الإسرائيلي والدولي لتقبل فكرة التدخل العسكري في إيران. بل إن بعض المحللين، مثل “أليكس فايس” من مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية، صرّح بأن المسلسل قد يكون أحد أدوات الحرب النفسية الطويلة الأمد التي تشنّها إسرائيل عبر الإعلام.مع تزايد القصف المتبادل بين إسرائيل وإيران واشتداد المعارك الإقليمية، يمكن القول إن مسلسل “طهران” لم يكن مجرد تنبؤ، بل وثيقة درامية مهدت لسكان دولة الإحتلال واقعهم اليوم.