أستاذ علوم سياسبة: مصر قدمت رؤية متكاملة لإعادة إعمار غزة ولا يمكن نزع سلاح حماس

أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن مفاوضات الهدنة في غزة لا تزال في مرحلتها الأولى، مشيرًا إلى أن مصر تقدمت برؤية كاملة لإعادة إعمار القطاع، في مقابل “مشروع أمريكي وهمي” يفتقر للواقعية والجدية، موضحا أن جميع المسارات التفاوضية الحالية منبثقة من المقترح المصري.وشدد خلال لقائه بالإعلامي أسامة كمال، في برنامج “مساء dmc” المذاع عبر شاشة dmc، اليوم الثلاثاء، على أن حركة حماس تربط تحقيق الهدنة بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، في الوقت الذي تتمسك فيه إسرائيل بشرط نزع سلاح الحركة، معتبرًا أن هذا “لن يحدث” في ظل غياب ترسانة عسكرية ثقيلة لدى حماس، ما يجعل مسألة نزع السلاح غير واقعية.وأشار إلى أن إسرائيل قد تبدي استعدادًا للتعامل مع السلطة الفلسطينية إذا ما لمست تجاوبًا منها، ما يستدعي – بحسب تعبيره – إعادة تأهيل السلطة وإيجاد عناصر فاعلة لها داخل غزة، كما لفت إلى أن القاهرة تسعى لتأهيل الشرطة الفلسطينية بهدف ضمان الأمن والتواجد الرسمي في القطاع.وحذر من أن إعادة إعمار غزة تحتاج إلى أكثر من 50 مليار دولار، وهو ما يتطلب مشاركة فاعلة من الجهات المانحة. وأضاف أن العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل غزة تتسم بالسرعة، فيما تواصل إسرائيل إغلاق معبر رفح الفلسطيني والسيطرة على مواقع استراتيجية لتعزيز موقفها التفاوضي.وقال إن إسرائيل فشلت طوال سنوات في نزع سلاح حزب الله، وبالتالي من غير المنطقي أن تتمكن من تحقيق الهدف ذاته مع حماس. وأضاف: “لا أحد يستطيع إقصاء حماس من المشهد الفلسطيني، ودورها لن ينتهي”.وكشف فهمي عن أن التواجد الإسرائيلي الحالي في غزة لا يتجاوز 40%، ولا يمكنه أن يتحول إلى احتلال شامل، في وقت يشهد فيه المجتمع الإسرائيلي حالة تأزم داخلي عميق تفرض ضغطًا متزايدًا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.وتوقع أستاذ العلوم السياسية التوصل إلى اتفاق هدنة قبل المؤتمر المرتقب الذي سيحضره الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في السعودية، معتبرًا أن حماس تمارس ضغوطًا نفسية على الجمهور الإسرائيلي لحشد الغضب ضد نتنياهو، وتسعى في الوقت ذاته لانتزاع اعتراف دولي بها داخل غزة.واختتم فهمي حديثه بالتأكيد على أن الهدف الرئيسي من المفاوضات هو “إنقاذ الشعب الفلسطيني من الإجرام الإسرائيلي”، محذرًا من أن إسرائيل تتبنى “مخططًا شيطانيًا” لإضعاف موقف حماس خلال جولات التفاوض.