في ذكرى رحيل جمال حمدان.. هل هناك علاقة بين الموساد ووفاته؟

في ذكرى رحيل جمال حمدان.. هل هناك علاقة بين الموساد ووفاته؟

ولد الدكتور جمال محمود صالح حمدان فى 4 فبراير 1928  في محافظة القليوبية، وحصل على الشهادة الابتدائية بمدرسة شبرا 1939، وحفظ القرآن الكريم على يد والده الأزهرى، وتخرج من كلية الآداب قسم الجغرافيا بجامعة القاهرة 1948، ثم سافر فى منحة إلى بريطانيا وحصل على الدكتوراه في فلسفة الجغرافيا من جامعة ريدنج 1953.فهو أحد أهم أعلام الجغرافيا المصريين والعرب، وكتب حمدان 29 كتابًا باللغة العربية والإنجليزية، و79 بحث ومقابلة.ويعد كتاب “شخصية مصر دراسة في عبقرية المكان” المكون من أربعة اجزاء من أشهر كتبه والذى استغرق عشرة سنوات فى كتابته.وكان لحمدان رؤية مستقبليه ثاقبة، حيث تنبا بتفكك الاتحاد السوفيتى عام 1968 بينما كان الاتحاد السوفيتي في أوج مجده أى قبل 21 عاما من تفككه.كما فضح أكذوبة أن اليهود الحاليين هم أحفاد بني إسرائيل الذين خرجوا من فلسطين قبل الميلاد ، وأثبت ذلك بالأدلة العملية في كتابه ” اليهود أنثروبولوجيا ” الصادر عام 1967 فقال إنما ينتمي هؤلاء إلى إمبراطورية “الخزر التترية” وهو ما أكده بعد ذلك بعشر سنوات “آرثر كوستلر” مؤلف كتاب القبيلة الثالثة عشرة الذي صدر عام 1976.كما وصف إسرائيل في كتابه «إستراتيجية الاستعمار والتحرير» بأنها دولة دينية تقوم على تجميع اليهود
فقط وان أساسها التعصب الدينى، كما أدرك حمدان مبكرا من خلال تحليل متعمق للظروف التي أحاطت بقيام المشروع الصهيوني أن “الأمن” يمثل المشكلة المحورية لهذا الكيان، واعتبر ان وجود إسرائيل رهن بالقوة العسكرية وبكونها ترسانة وقاعدة وثكنة مسلحة، مشيرا إلى أنها قامت ولن تبقى إلا بالدم والحديد والنار. ولذا فهي دولة عسكرية في صميم تنظيمها وحياتها، ولذا أصبح جيشها هو سكانها وسكانها هم جيشها. 
وحدد جمال حمدان الوظيفة التي من أجلها أوجد الاستعمار الأجنبي هذا الكيان بالاشتراك مع الصهيونية العالمية، وهي ان تصبح قاعدة متكاملة آمنة عسكرياً، ووكيل عام اقتصادياً، أو عميل خاص احتكارياً، يمزق اتصال المنطقة العربية ويخرب تجانسها ويمنع وحدتها وإسفنجة غير قابلة للتشبع تمتص كل طاقاتها ونزيفاً مزمناً في مواردها “.كما تنبأ بانهيار التحالف التاريخي بين الولايات المتحدة وأوروبا الغربية فذكر فى صفحات كتابه ” جمال حمدان.. صفحات من أوراقه الخاصة” إلى انه
” بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وزواله، بدأ البحث عن عدو جديد، قيل: إنه الإسلام، نؤكد أن الإسلام خارج المعركة والحلبة، هو فقط كبش فداء مؤقت، أما العدو الحقيقي الفعال فسيظهر من بين صفوف المعسكر المنتصر بالغرب، وسيكون الصراع الرهيب بين أمريكا وأوروبا الغربية أو اليابان”. 
ويضيف في موضع آخر من الكتاب  ” لقد بدأت الحـرب البـاردة بالفعل بين شـاطئ الأطلسي، بين أوروبا وأمريكا، لقد انتقلت الحرب الباردة من الشرق إلى الغرب، وداخل الرأسماليين القدامى خاصة بين فرنسا وألمانيا في جبهة، بريطانيا وأمريكا في الجبهة المضادة”توفي في17 أبريل 1993 وعثر على نصف جثته السفلى محروقات فى شقته ً، وأثبت الأطباء في التقرير الشرعى ان حمدان لم يمت مختنقاً بالغاز، وأن الحروق ليست سبباً في وفاته.وقال اشقائه عبد العظيم حمدان وفوزية حمدان ان الحادث بفعل فاعل خاصة بعد اختفاء مسودات الكتب
التي قرب على الانتهاء من تأليفها.اولهما مسودة كتابة عن “اليهودية الصهيونية” 
التى تتكون من ألف صفحة، والكتاب الثاني “العالم الإسلامي المعاصر” والكتاب الثالث عن علم الجغرافيا.كما ذكر اشقائه ان النار التي اندلعت في الشقة
ولم تصل لكتب وأوراق حمدان، كما أن الطباخ الخاص به قدمه انكسرت قبل الحادث وذهب لقريته واختفى بعد ذلك.وأكد جيرانه وجود رجلاً وامرأة أجانب سكنوا فوق شقته لمده شهرين قبل اغتياله ثم اختفيا بعد الحادث.كما صرح الأستاذ أمين هويدي أن لديه ما يثبت ضلوع الموساد فى قتل حمدان.كرمت مصر الدكتور جمال حمدان فحصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1986، كما حصل ايضا على جائزة الدول التشجيعية في العلوم الاجتماعية عام 1959، ووسام العلوم من الطبقة الأولى عن كتاب «شخصية مصر» عام 1988.و اخيرا جائزة شخصية المعرض ضمن جوائز
معرض القاهرة الدولي للكتاب 51 لعام 2020.