أزمة هجرة الأطباء على طاولة النواب: الحكومة تتحرك.. وخطة مرتقبة

أزمة هجرة الأطباء على طاولة النواب: الحكومة تتحرك.. وخطة مرتقبة

شهدت جلسات مجلس النواب مؤخرًا مناقشات موسعة حول أزمة هجرة الأطباء، والتي أصبحت تمثل نزيفًا مستمرًا للكفاءات الطبية المصرية، في ظل بحث الحكومة، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، عن حلول جادة لاحتواء الظاهرة التي تهدد المنظومة الصحية.وأكد عدد من النواب أن استمرار هجرة الأطباء، خاصةً أصحاب التخصصات الدقيقة، يعكس حجم التحديات التي يواجهها العاملون في القطاع الطبي داخل مصر، سواء من حيث تدني الرواتب، أو نقص الإمكانيات، أو غياب بيئة العمل الجاذبة.

أرقام مقلقة ودعوات للتدخل

وطالب النواب الحكومة بالكشف عن الأرقام الرسمية المتعلقة بعدد الأطباء المهاجرين سنويًا، وسط تقديرات تشير إلى مغادرة آلاف الأطباء سنويًا إلى الخارج بحثًا عن ظروف عمل أفضل.وأشاروا إلى أن بعض المستشفيات، خاصة في المحافظات، باتت تُعاني من نقص حاد في التخصصات الحيوية مثل التخدير والعناية المركزة والطوارئ، ما يؤثر سلبًا على جودة الخدمة الطبية المقدمة للمواطنين.

الحكومة تتحرك.. وخطة مرتقبة

من جانبه، أبدى وزير الصحة والسكان خلال جلسة البرلمان، تفهمه الكامل لحجم الأزمة، مؤكدًا أن الحكومة تُعد حاليًا خطة لتحسين بيئة العمل وزيادة الحوافز المالية والمعنوية للأطباء، بالتعاون مع وزارة المالية ومجلس الوزراء.كما تطرق الحديث إلى ضرورة تفعيل قانون المسؤولية الطبية لحماية الأطباء من المساءلة غير العادلة، إلى جانب المطالبة بتطوير برامج التدريب المستمر، وتوفير فرص أكبر للترقي والبحث العلمي.

الأسباب الخفية للأزمة

أوضح نقيب الأطباء، خلال تصريحات متلفزة، أن ظاهرة أزمة هجرة الأطباء تعود إلى عدة أسباب متراكمة، من أبرزها ضعف الرواتب وتدهور بيئة العمل داخل المستشفيات الحكومية، إلى جانب وجود مغريات مهنية ومادية قوية في الخارج، خاصة في دول مثل ألمانيا وإنجلترا، التي تقدم فرصًا أفضل للأطباء.وأوضح النقيب أنه «لا يمكنه أن يمنع طبيبًا من البحث عن فرصة أفضل خارج مصر»، مضيفًا أن في بعض الدول الأوروبية، مثل إنجلترا وألمانيا، التعليم الجامعي المجاني لا يُمنح إلا للطلاب المتفوقين، بينما يضطر باقي الطلاب للحصول على قروض تعليمية تُسدد بعد التخرج.
 

حلول مقترحة

زيادة الرواتب والحوافز بشكل تدريجي.تحسين بيئة العمل في المستشفيات الحكومية.تشجيع الأطباء على البقاء من خلال فرص التعليم والتدريب.إصدار تشريعات تحمي حقوق الأطباء وتعزز شعورهم بالأمان الوظيفي.
ويترقب الشارع الطبي خطوات ملموسة من الحكومة خلال الفترة المقبلة، لاحتواء أزمة هجرة الأطباء قبل أن تتفاقم، لا سيما مع تزايد الطلب العالمي على الكفاءات الطبية المصرية.