في ذكرى رحيل مدفعجي الشواكيش.. حسن الشاذلي هدّاف تاريخي لا يُنسى

يحل اليوم الأحد 20 أبريل، الذكرى العاشرة لوفاة أسطورة كرة القدم المصرية حسن الشاذلي، مسيرة ذهبية بدأت من الشارع وانتهت في قلوب الملايين، النجم الملقب بـ “مدفعجي الكرة المصرية” والهدّاف الذي لا يُنسى. الشاذلي يعد أحد أبرز من أنجبتهم الملاعب المصرية، والهداف التاريخي للدوري المصري الممتاز، حيث تمر عشر سنوات على رحيل “مدفعجي الترسانة” دون أن تنطفئ ذكراه في قلوب جماهير الكرة، الذين لا يزالون يرددون اسمه بإعجاب وتقدير لما قدمه من عطاء داخل وخارج المستطيل الأخضر.
من هو حسن الشاذلي؟
وُلد حسن الشاذلي في حي روض الفرج الشعبي بالقاهرة، وبدأ رحلته مع الساحرة المستديرة من الملاعب الترابية وأندية الأحياء، حيث انضم في سن مبكرة إلى نادي المستقبل الشعبي قبل أن يُكمل عامه الرابع عشر. وبموهبته اللافتة، انتقل إلى نادي الترسانة عام 1957، ليبدأ مسيرة استثنائية رافقه فيها زملاء كبار مثل مصطفى رياض وحرب الدهشوري.ومنذ بدايته مع فريق الناشئين، أظهر الشاذلي حس تهديفي نادر، تحول معه إلى أسطورة حقيقية داخل أروقة نادي الترسانة، وامتدت بصمته لتشمل تاريخ الكرة المصرية بأكمله.
أرقام تاريخية وإنجازات شاهدة على عبقريته
ما حققه حسن الشاذلي خلال مشواره الكروي يصعب تكراره، حيث يُعد حتى يومنا هذا الهداف التاريخي للدوري المصري برصيد 176 هدفًا، كما توج بلقب هداف الدوري أربع مرات أعوام: 1963، 1965، 1967، و1975 وفي موسم 1974-1975، سجل 34 هدف وهو الرقم الأعلى في موسم واحد بالدوري حتى الآن، وأحرز 10 ثلاثيات “هاتريك” كأكثر لاعب في تاريخ البطولة.وعلى الصعيد الدولي، تألق الشاذلي مع منتخب مصر في بطولات كأس الأمم الأفريقية، حيث سجل 13 هدف خلال مشاركاته في نسخ 1962، 1963، و1970، وكان هداف البطولة عام 1963 في غانا، ليظل أحد أبرز الهدافين في تاريخ البطولة حتى يومنا هذا، والهداف الأول لمصر في الكان حتى عام 2010.كما قاد الشاذلي الترسانة لتحقيق لقب الدوري المصري مرة واحدة، وكأس مصر مرتين، رغم المنافسة الشرسة في عصر شهد وجود عمالقة مثل الأهلي والزمالك.

مدرب ومحلل.. وبصمة مستمرة بعد الاعتزال
لم يتوقف عطاؤه عند حدود المستطيل الأخضر، فبعد اعتزاله اللعب، عمل الشاذلي كمدير فني لفريق الترسانة، ونجح في إعادة الفريق إلى الدوري الممتاز بعد غياب أربع سنوات كما عُرف بتحليله الفني الدقيق كمحلل رياضي في قناة النيل للرياضة، حيث شارك بخبراته ومعرفته العميقة بخبايا اللعبة.ونال الشاذلي تكريم الدولة، حيث حصل على وسامين للرياضة تقديرًا لعطائه وتميزه، ليبقى اسمه محفور في ذاكرة الرياضة المصرية، ليس فقط كلاعب، بل كرمز وقدوة.

وداع هادئ ورحيل محفور في الذاكرة
في مثل هذا اليوم من عام 2015، صادف أول أيام شهر رجب، وكان الشاذلي صائمًا، كما اعتاد دائمًا وقضى يومه في نادي الترسانة، حيث تابع مباراة بين فريقه ومصر للتأمين، والتي انتهت بالتعادل السلبي، برفقة رفيق عمره مصطفى رياض.وطلب الشاذلي الإذن بالعودة إلى منزله ليستريح قليلاً قبل الإفطار، ونام على وعد بلقاء جديد، لكن القدر قرر أن تكون تلك الراحة الأخيرة، إذ اكتشفت أسرته وفاته أثناء محاولتهم إيقاظه للإفطار.

رحل في هدوء كما عاش ببساطة، وترك خلفه تاريخ مشرف وإنجازات يصعب أن تتكرر، ليبقى حسن الشاذلي حاضرًا في قلوب محبيه، وذكرى خالدة في أرشيف الكرة المصرية.