تخلى عن ثروته من أجل الفقراء.. من هو البابا فرانسيس بابا الفاتيكان؟

تخلى عن ثروته من أجل الفقراء.. من هو البابا فرانسيس بابا الفاتيكان؟

في السابعة والنصف من صباح اليوم الإثنين رحل عن عالمنا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، أول بابا من أمريكا اللاتينية، عن عمر ناهز 88 عاماً، مما سبب صدمة كبيرة لمحبيه، فرغم مرضه وكبر سنه، إلا أنه أصر أن يلقي كلمه له أمس في عشية عيد الفصح، لتكون الوصية الأخيرة، التي ودع بها الإنسانية، وكان دائمًا ينحاز للفقراء والمهمشين.دخل السلك الكهنوتي بعد تجربة روحية عميقة، وصعد درجات الخدمة حتى أصبح كاردينالا، في مارس 2013، انتُخب بابا، ليكسر تقاليد القارة الأوروبية، ويضخ روحًا لاتينية جنوبية في قلب الكنيسةلُقب بابا الفقراء والعالم، حيث كان البابا فرنسيس، مختلفًا منذ لحظة ظهوره الأول، حين رفض الإقامة الفاخرة المخصصة للباباوات، مفضّلًا غرفة بسيطة في دار القديسة مرثا.تخلى عن الأبهة، واختار لغة الشعب، فصار “بابا الفقراء”، وواجه الأزمات بصراحة، وانتقد بشجاعة النظام العالمي، وأدان الفساد، وسار على نهج الإصلاح الداخلي للكنيسة.وفى أيامه الأخيرة ورغم تقدمه في العمر ومروره بأزمات صحية حادة ، أبرزها الالتهاب الرئوي الذي أدخله المستشفى، ظل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان حاضرًا بجسده الهزيل وروحه القوية.وفي عيد الفصح الأخير، ظهر رغم آلامه ليلقي بركة “أوربي إت أوربي”، بينما يقرأ أحد مساعديه كلماته، كان مشهده من الشرفة، صوته المتعب وابتسامته الهادئة، أشبه بوداعٍ علني لرجل يعرف أن النهاية تقترب.ووجه بابا الفاتيكان في رسائله الأخيرة نداء لغزة معلنًا رفض جدار ترامب، ولم تكن أيام البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الأخيرة هادئة، فقد دعا إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الأسرى، وتوفير الغذاء للمدنيين الجائعين.والتقى نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس في اجتماع طغت عليه توترات سياسية بشأن سياسات الهجرة، مؤكدًا أن المسيحية لا تُبنى على الجدران، بل على الأذرع المفتوحة.واليوم، يصمت جرس الفاتيكان في وداع البابا فرنسيس الذي أعاد للكنيسة وجهها الإنساني، وترك للعالم دروسًا في التواضع والرحمة.سيُدفن فرنسيس في رحاب القديس بطرس، لكنه سيبقى حيًا في ضمائر ملايين أحبوه دون أن يروه، وآمنوا برسالته: أن الإيمان لا يُقاس بالطقوس وحدها، بل بالفعل، والرحمة، والعدلالبابا فرنسيس، ولد باسم خورخي ماريو بيرجوليو، هو بابا الكنيسة الكاثوليكية بالترتيب السادس والستون بعد المائتين، بدءًا من 13 مارس 2013، وبحكم كونه البابا، فهو خليفة بطرس، وأسقف روما، ويشغل عدة مناصب أخرى منها سيّد دولة الفاتيكان، وانتخب البابا فرنسيس في أعقاب مجمع انتخابي هو الأقصر في تاريخ المجامع المغلقة.ويعتبر الحبر الأعظم، أول بابا من العالم الجديد و‌أمريكا الجنوبية و‌الأرجنتين، كما أنه أول بابا من خارج أوروبا منذ عهد البابا غريغوري الثالث (731 – 741)، يعتبر البابا راهب، ليكون أول بابا راهب منذ غريغوري السادس عشر، وهو عضو في الرهبنة اليسوعية، ليكون بذلك أول بابا يسوعي، التي تعتبر من أكبر منظمات الكنيسة الكاثوليكية وأكثرها تأثيرًا وفاعلية، ويحسب البابا على الجناح الإصلاحي، في الكنيسة، وقد شغل منصب رئيس أساقفة بيونس آيرس قبل انتخابه بابا، وكان يوحنا بولس الثاني قد منحه الرتبة الكاردينالية عام 2001.اختار البابا اسم فرنسيس تأسيًا بالقديس فرنسيس الأسيزي، أحد معلمي الكنيسة الجامعة، «والمدافع عن الفقراء، والبساطة، والسلام»، وكان البابا يتقن اللغات الإسبانية، و‌اللاتينية و‌الإيطالية، و‌الألمانية، و‌الفرنسية، و‌الأوكرانية، بالإضافة إلى الإنجليزية.تم تنصيب البابا بشكل رسمي في ساحة القديس بطرس يوم 19 مارس 2013، في عيد القديس يوسف في قداس احتفالي؛ وعرف عنه على الصعيد الشخصي وكذلك كقائد ديني، التواضع ودعم الحركات الإنسانية والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية وتشجيع الحوار والتواصل بين مختلف الخلفيات والثقافات، بعد انتخابه حبرًا أعظم، ألغى الكثير من التشريعات المتعلقة بالبابوية على سبيل المثال أقام في بيت القديسة مرثا وليس في المقر الرسمي في القصر الرسولي، ووصف بكونه «البابا القادر على إحداث تغييرات».ولد خورخي ماريو بيرجوليو، ولد في بوينس آيرس لماريو خوسيه بيرجوليو وريجينا سيفوري ماريا في عائلة مكونة من خمسة أطفال، وهو أكبر أشقائه الأربعة، كان والده مهاجرًا من إيطاليا، وأما والدته فهي ولدت في الأرجنتين غير أنها من أصول إيطالية جنوية أيضًا، حسب تصريح لشقيقة البابا، فإن السبب الرئيسي للهجرة من إيطاليا إلى الأرجنتين كان الهروب من النظام الفاشي الذي كان متحكمًا في إيطاليا؛ شقيقة البابا وتدعى ماريا إيلينا هي الوحيدة من أسرة البابا المتبقية على قيد الحياة.عمل والده في السكك الحديدية أما والدته فكانت ربة منزل، خلال مراهقته المبكرة أصيب البابا بالتهاب رئوي حاد بنتيجة العدوى، وهو ما آثر على صحته لاحقًا وأدي لإستئصال رئته اليمنى حين كان كاهنًا، منذ طفولته وشبابه، عرف عن البابا شغفه بالأفلام، والموسيقى الشعبية في الأرجنتين والأوروغواي، ورقص التانجو، ومتابعته كرة القدم، وحبه تشجيعها، بشكل خاص نادي برشلونة.تلقى البابا تعليمه الابتدائي في مدرسة للآباء الساليزيان في إحدى ضواحي بيونس آيرس، أما مدرسته الإعدادية فكانت متخصصة في التقنيات الكيميائية، وتابع دراسته الجامعية محصلاً درجة الماجستير في الكيمياء في جامعة بوينس آيرس، وعمل لثلاث سنوات سنوات ضمن مجال اختصاصه في أحد المخابر في العاصمة الأرجنتينية.وتشير بعض المصادر إلى حصوله على شهادات دراسة عليا في الكيمياء في وقت لاحق من جامعة بوينس آيرس، غير أنه في سجل حياته الرسمي الذي نشره الفاتيكان لم تذكر جامعة بوينس آيرس.منذ شبابه اختلط البابا بالطقوس الشرقية، من خلال صداقه جمعته مع أحد الكهنة المتبعين للطقس البيزنطيبا فرنسيس.