عيد تحرير سيناء.. الذكرى الـ 48 لعودة «أرض الفيروز» لحضن الوطن

عيد تحرير سيناء.. الذكرى الـ 48 لعودة «أرض الفيروز» لحضن الوطن

مهدت حرب السادس من أكتوبر 1973 الطريق لاسترداد مصر كامل أراضيها عبر معركة تفاوضية شاقة، ففي يوم 25 أبريل، استردت مصر كامل أراضي شبه جزيرة سيناء، عدا مدينة طابا ‏التي دخلت التحكيم الدولي بشأنها، واستردت لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989، وتم رفع العلم المصري على الحدود الشرقية ومدينة شرم الشيخ في عام 1982.نجحت معركة التفاوض الشاقة التي شاركت بها جميع جهات الدولة، وانطلقت العملية التنموية عقب استرداد «أرض الفيروز»، لكن ووصف الخبراء أن العملية التنموية الحالية التي شهدتها شبة جزية سيناء منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، بـ«الغير مسبوقة».استردت مصر أرض سيناء عقب انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفقا لتنفيذ بنود معاهدة كامب ديفيد التي أبرمها الرئيس الراحل أنور السادات، واكتمل التحرير عندما رفع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك علم مصر على طابا، حيث كانت قد وقعت في يد المحتل الإسرائيلي بعد هزيمة يونيو 1967، ولكن بعد أيام معدودة من الهزيمة، بدأت مصر معركة استعادة الأرض، حيث شهدت جبهة القتال معارك شرسة كانت نتائجها بمثابة صدمة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، التي عرفت بحرب الاستنزاف واستمرت حتى السادس من أكتوبر 1973.بدأت المواجهة على جبهة القتال ابتداء من سبتمبر 1968 وحتى السادس من أكتوبر 1973، حيث انطلقت القوات المصرية معلنة بدء حرب العبور والتي خاضتها مصر في مواجهة إسرائيل، واقتحمت قناة السويس وخط بارليف كان من أهم نتائجها استرداد السيادة الكاملة على اهم ممر ملاحي «قناة السويس»، واسترداد جزء من الأراضي في شبه جزيرة سيناء وعودة الملاحة في القناة في يونيو 1975.وكان النصر المجيد في أكتوبر 1973، الطريق الذي مهد لعقد اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل والتي عُقدت في سبتمبر 1978، على إثر مبادرة الرئيس أنور السادات التاريخية في نوفمبر 1977، حينما أعلن زيارته للقدس.وانطلقت المرحلة الثانية لاستكمال تحرير الأرض، بعد اليوم السادس عشر من بدء الحرب عن طريق المفاوضات السياسية، حيث تم إصدار القرار رقم 338 والذى يقضى بوقف جميع الأعمال العسكرية بدءا من ‏22 أكتوبر 1973، بعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن، وهو ما قبلته مصر ونفذته مساء يوم صدور القرار.ولكن القوات الإسرائيلية لم تلتزم وخرقت القرار، ما أدى إلى تدخل مجلس الأمن مره ثانية وأصدر حينها قرارا آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار، وهنا التزمت إسرائيل ووافقت علي القرار، ودخلت في مباحثات عسكرية للفصل بين القوات، الأمر الذى أدى إلى توقف المعارك في 28 أكتوبر 1973 بوصول قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال على أرض سيناء.وأدت معاهدة السلام إلى انسحاب إسرائيلي كامل من شبه جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها، وتم تحديد جدول زمنى للانسحاب المرحلي من سيناء.وخلال الانسحاب الإسرائيلي تفجر الصراع حول طابا وعرضت مصر موقفها بوضوح، واستغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة الغالية 7 سنوات من الجهد الدبلوماسي المكثف.