عيد تحرير سيناء الـ43‏.. أهم محطات رحلة استعادة الأرض المحتلة

عيد تحرير سيناء الـ43‏.. أهم محطات رحلة استعادة الأرض المحتلة

تحتفل مصر بالذكري الـ43 لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي في عام 1982، ‏وهو اليوم الذي استردت فيه مصر أرض ‏الفيروز بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، ما ‏عدا مدينة طابا التي استردت لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989.‏وبدأت مفاوضات وقف إطلاق النار في الـ22 من أكتوبر عام 1973 بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم 338، والذى يقضى بوقف الأعمال العسكرية والقتال بين القوات المسلحة المصرية والقوات الإسرائيلية، ونفذت مصر القرار في حينها، إلا أن الجانب الإسرائيلي يلتزم به، الأمر الذي اضطر مجلس الأمن لإصدار قرار أخر في الـ23 من أكتوبر يطالب جميع الأطراف بالالتزام بوقف إطلاق النار، ووافقت حينها إسرائيل على الدخول في مباحثات عسكرية، وبعد وصول قوات طوارئ دولية إلى أرض سيناء‎.، توقفت عملية إطلاق النار في الـ 28 من أكتوبر 1973.مباحثات «الكيلو 101»، والتي مهدت لإقامة سلام في المنطقة بين مصر وإسرائيل‎، ففي الـ11 من نوفمبر 1973 تم توقع اتفاقية بين القوات المسلحة المصرية وإسرائيل يتضمن التزاما بوقف إطلاق النار ووصول الإمدادات اليومية إلى محافظة السويس، وتولت حينها قوات الطوارئ الدولية مراقبة الطرق، وتبادل الأسرى والجرحى.ووقعت مصر وإسرائيل الاتفاق الأول لفض الاشتباك في يناير عام 1977، وحدد الاتفاق الخط الذى تنسحب إليه إسرائيل على مساحة 30 كيلو مترا شرق القناة، بالإضافة إلى تحديد خطوط منطقة الفصل بين القوات، والتى سترابط فيها قوات الطوارئ الدولية لمراقبة تنقيذ بنود الإتفاق.وفي سبتمبر عام 1975 وقعت مصر وإسرائيل الاتفاق الثاني، واستردت مصر بموجبه 4500 كيلومتر من أرض سيناء، وأكدت بنود الاتفاق على أن الوسائل السلمية هي التي ستقضى على النزاع في منطقة الشرق الأوسط، وليست القوة العسكرية.

زيارة الرئيس أنور السادات إلى القدس

وأعلن الزعيم الراحل محمد أنور السادات في نوفمبر 1977‏، خلال خطابة الشهير بالبرلمان استعداده للذهاب إلى إسرائيل، وزيارة للقدس، وبالفعل زار السادات الكنيست وأعلن أن تحقيق أي سلام بين مصر وإسرائيل دون وجود حل عادل للقضية الفلسطينية، لن يحقق السلام العادل، الذى ينشده العالم كله، فيما اعتبرت بعض الدول العربية الأمر بأنه خيانة.وطرحت المبادرة التي أعلنها الزعيم الراحل أنور السادات خمسة أسس قام عليها السلام، وهى: إنهاء حالة الحرب القائمة في المنطقة، إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية التي احتلت عام1967، التزام كل دول المنطقة بإدارة العلاقات فيما بينها طبقا لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وبصفة خاصة عدم اللجوء إلى القوة وحل الخلافات بينهم بالوسائل السلمية، تحقيق الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير بما في ذلك حقه في إقامة دولته، حق كل دول المنطقة في العيش بسلام داخل حدودها الآمنة والمضمونة عن طريق إجراءات يتفق عليها تحقيق الأمن المناسب للحدود الدولية بالإضافة إلى الضمانات الدولية المناسبة.

توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل 

ووقعت اتفاقية كامب ديفيد في الـ18 من سبتمبر عام 1978 في البيت الأبيض، وتضمنت وثيقتين لتحقيق تسوية شاملة للنزاع العربي ـ الإسرائيلي، والتي مهدت إلى توقيع مصر وإسرائيل على معاهدة السلام في 26 مارس 1979، والتي نصت على إنهاء حالة الحرب بين الطرفين وإقامة السلام بينهما، وترتب على الاتفاقية انسحاب القوات العسكرية الإسرائيلية والمدنيين من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب، على أن تستأنف مصر سيادتها الكاملة على أرض سيناء.ومن ضمن نتائج معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وضع جدول زمنى محدد لانسحاب القوات الإسرائيلية والمدنيين من سيناء، وفى الـ26 من مايو 1979 تم رفع العلم المصري على مدينة العريش، وانسحبت إسرائيل من خط العريش / رأس محمد، ما ترتب عليه بدء تنفيذ اتفاقية السلام.

مراحل انسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء

وفي 26 يوليو 1979: المرحلة الثانية للانسحاب الإسرائيلي من سيناء (مساحة 6 آلاف كيلومتر مربع ) من أبوزنيبة حتى أبو خربة.وفي 19 نوفمبر 1979: تم تسليم وثيقة تولى محافظة جنوب سيناء سلطاتها من القوات المسلحة المصرية بعد أداء واجبها وتحرير الأرض وتحقيق السلام، والانسحاب الإسرائيلي من منطقة سانت كاترين ووادي الطور، واعتبار ذلك اليوم هو العيد القومي لمحافظة جنوب سيناء.وفي 25‏ إبريل‏ 1982‏، بعد أن استغرقت الجهود الدبلوماسية لاستعادة الأرض سبع سنوات، تم رفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء، واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من سيناء بعد احتلال دام 15 عاما، وإعلان هذا اليوم عيدا قوميا مصريا في ذكرى تحرير كل شبر من سيناء فيما عدا الجزء الأخير ممثلا في مشكلة طابا التي أوجدتها إسرائيل في آخر أيام انسحابها من سيناء.

الصراع بين مصر وإسرائيل حول طابا

وفى عام 1982، تفجر الصراع بين مصر وإسرائيل حول طابا، وعرضت مصر موقفها بوضوح وهو أنه لا تنازل ولا تفريط عن أرض طابا، وأي خلاف بين الحدود يجب أن يحل وفقا للمادة السابعة من معاهدة السلام المصرية ــ الإسرائيلية والتي تنص على أن «تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير هذه المعاهدة عن طريق المفاوضات، وإذا لم يتيسر حل هذه الخلافات عن طريق المفاوضات تحل بالتوفيق أو تحال إلى التحكيم».وكان الموقف المصري شديد الوضوح وهو اللجوء إلى التحكيم الدولي بينما ترى إسرائيل أن يتم حل الخلاف أولا بالتوافق، الأمر الذي رفضته القيادة السياسية.وفى 13 يناير 1986، أعلنت إسرائيل موافقتها على قبول التحكيم، وبدأت المباحثات بين الجانبين وانتهت إلى التوصل إلى «مشارطة تحكيم» وقعت في 11 سبتمبر 1986، والتي تحدد شروط التحكيم، ومهمة المحكمة في تحديد مواقع النقاط وعلامات الحدود محل الخلاف.وفى 30 سبتمبر 1988، أعلنت هيئة التحكيم الدولية في الجلسة التي عقدت في برلمان جنيف حكمها في قضية طابا، والتي حكمت بالإجماع أن طابا أرض مصرية، وفى 19 مارس 1989، رفع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك علم مصر على طابا المصرية معلنا نداء السلام من فوق أرض طابا.