رسائل مشفّرة وهجمات مرتقبة.. هكذا تسللت أسرار البنتاجون إلى خارج الجدران؟

رسائل مشفّرة وهجمات مرتقبة.. هكذا تسللت أسرار البنتاجون إلى خارج الجدران؟

رغم المناخ الأمني المشدد داخل أروقة وزارة الدفاع الأمريكية، لم يتردد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث في اتخاذ خطوة مثيرة للجدل بتثبيت تطبيق المراسلة المشفر “سيغنال” على جهاز كمبيوتر داخل مكتبه في البنتاجون.وفتح ذلك أبواب الانتقادات والتحقيقات، وأعاد الوزير إلى واجهة الأحداث، ليس بسبب السياسات أو القرارات العسكرية، بل بسبب أدوات الاتصال التي يستخدمها.

بين الضرورة الأمنية والخرق المحتمل

بحسب ما أوردته صحيفة “نيويورك تايمز” نقلًا عن مصدرين مطّلعين، فإن هيجسيث أقدم على تثبيت التطبيق لتجاوز القيود المفروضة داخل البنتاجون على استخدام الهواتف الشخصية، ولتعويض ضعف تغطية شبكة الهواتف المحمولة. إلا أن ما بدأ كحل عملي تحوّل إلى أزمة سياسية وأمنية.وفي التفاصيل، امتلك هيغسيث جهازين في مكتبه: أحدهما حكومي والآخر خاص، واستخدم الأخير لتشغيل تطبيق “سيجنال”، بعد أن قام بتركيب كابلات خاصة داخل المكتب في مارس الماضي. كما أتيحت نفس الإمكانية لمساعده العسكري العقيد ريكي بوريا ومساعده السري.

مشاركة خطط عسكرية عبر تطبيق مشفر

ما أثار القلق فعليًا، ليس مجرد تثبيت التطبيق، بل استخدامه لمشاركة معلومات بالغة الحساسية.  وكشفت “نيويورك تايمز” أن الوزير شارك عبر “سيجال” خطط هجوم دقيقة ضد الحوثيين في اليمن، قبل ساعات من تنفيذها يوم 15 مارس.والمثير أن هذه الخطط تم إرسالها في مجموعة دردشة خاصة ضمت زوجته وشقيقه ومحاميه، وليس ذلك فحسب، بل تبين لاحقًا أن الوزير أرسل نفس المعلومات في مجموعة أخرى على “سيجنال” ضمت كبار مسؤولي الأمن القومي، ولكن أُضيف إليها عن طريق الخطأ الصحفي جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك”. 

 

إدارة ترامب تدافع والكونجرس يتحرك

في مواجهة موجة الانتقادات، سارع مسؤولون في إدارة ترامب للدفاع عن الوزير، حيث صرح المتحدث باسم البنتاجون شون بارنيل بأن الاتصالات التي يجريها الوزير تخضع لاعتبارات السرية، مشددًا في الوقت ذاته على أن هيغسيث لم يستخدم التطبيق على الجهاز الحكومي.وفي المقابل، دعت أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي إلى فتح تحقيق عاجل لمعرفة ما إذا كان الوزير قد قام فعلًا بمشاركة معلومات سرية أو مصنفة عبر قناة غير رسمية. بدأ القائم بأعمال المفتش العام للبنتاغون بالفعل مراجعة أولية لهذه التصريحات.من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن “سيجنال” تطبيق معتمد للاستخدام الحكومي، ولكن الاستخدام الذي قام به الوزير خارج الإطار الرسمي، يثير أسئلة حول ضوابط الأمن السيبراني داخل واحدة من أكثر المؤسسات العسكرية حساسية في العالم.

معلومات استخباراتية عبر قنوات شخصية؟

بحسب مصدر مطلع، فإن تفاصيل الهجمات التي جرى تداولها عبر التطبيق المشفر، تم الحصول عليها في الأصل من القيادة المركزية الأمريكية عبر نظام حكومي مشفّر ومصمم خصيصًا لنقل المعلومات السرية. وهو ما يجعل نقلها لاحقًا إلى تطبيق خارجي، حتى لو مشفّر، بمثابة خرق محتمل لبروتوكولات الأمن القومي.