في ذكرى ميلادها.. هالة فؤاد الحلم الذي أوجعه الحب وأطفأه المرض

في كل عام، وتحديدًا في 26 من أبريل، تتجدد الذكرى وتُفتح أبواب الحنين للفنانة الراحلة هالة فؤاد، الوجه السينمائي الذي خُلق من نور، ورحل قبل أن يُكمل نضوجه لم تكن هالة فؤاد مجرد نجمة شابة أحبها الجمهور، بل كانت حالة خاصة، تميّزت برقتها، وجمالها الهادئ، وموهبتها الطبيعية. ولكن وراء الكاميرا، عاشت هالة قصة حب استثنائية مع الفنان أحمد زكي، قصة لا تُشبه قصص الأفلام التي مثّلت فيها، بل كانت أكثر صدقًا، ووجعًا، وأثرًا في القلوب.
قصة حب بدأت بالكاميرا… وانتهت بالندم
جمعت الصدفة بين هالة فؤاد وأحمد زكي في كواليس مسلسل “الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين”، وكانت البداية لمشاعر متبادلة تطورت سريعًا، لينتهي بهما المطاف إلى الزواج عام 1983.أحمد زكي، فتى أحلام الشاشة، لم يكن غنيًا بالمال، لكنه كان غنيًا بالمشاعر، فصارح والدها، المخرج أحمد فؤاد، بأنه لا يملك سوى الحب الصادق لابنته، فوافق بشرط موافقتها هي. ووافقت هالة، وبدأت قصة كان من المفترض أن تُكلل بالاستقرار.رزق الزوجان بابنهما الوحيد هيثم أحمد زكي عام 1984، لكن سرعان ما بدأت الخلافات، خاصة بسبب غيرة أحمد زكي الشديدة، ورغبته في أن تترك هالة الفن وتتفرغ للبيت، وهو ما لم تتقبله بسهولة.

نهاية زواج… وبداية ندم
بعد عامين فقط، انتهى الزواج بالطلاق في سبتمبر 1985. ومع أنهما افترقا، إلا أن الحب لم يمت. ظل أحمد زكي يعتبر هالة فؤاد “حب العمر”، وصرّح لاحقًا بأنه ظلمها بعصبيته وغيرته، وقال في أحد لقاءاته القديمة:”أنا ماعرفتش أعيش قصة حب حقيقية غير معاها… هالة كانت نِعمة ماعرفتش أحافظ عليها.”
فنانة اختارت الروح على الشهرة
استمرت هالة فؤاد في التمثيل لفترة بعد طلاقها، وشاركت في عدد من الأفلام البارزة، لكنها لم تكن يومًا مهووسة بالنجومية. بعد زواجها الثاني من الخبير السياحي عز الدين بركات، أعلنت اعتزالها الفن وارتدت الحجاب، معلنة تفرغها الكامل لحياتها الروحية والعائلية.لكن القدر كان يخبئ لها صفحة حزينة، حيث شُخصت بإصابتها بسرطان الثدي، ورغم محاولاتها للعلاج، توفيت في العاشر من مايو عام 1993، عن عمر لم يتجاوز 35 عامًا.
