تكلف OpenAI ملايين الدولارات.. كلمة “شكرا” تثير الجدل على ChatGPT

تكلف OpenAI ملايين الدولارات.. كلمة “شكرا” تثير الجدل على ChatGPT

رغم أن الذكاء الاصطناعي ليس كائنا حيا، فإن الطريقة التي نتعامل بها مع ChatGPT تثير جدلا متزايدا بين العلماء والمطورين والمستخدمين. اتخذ هذا الجدل منحى ماليا مؤخرًا، بعد أن طرح أحد مستخدمي منصة “إكس” تساؤلا طريفا: “كم أنفقت OpenAI على الكهرباء بسبب كلمات مثل من فضلك وشكرا؟” ليرد المدير التنفيذي للشركة، سام ألتمان، في اليوم التالي: “عشرات الملايين من الدولارات أنفقت في مكانها — لا أحد يعلم”.

 

كلمة “شكرا” تثير الجدل على ChatGPT

كل تفاعل مع روبوت محادثة مثل ChatGPT يستهلك طاقة، وكل كلمة إضافية ترفع من تكلفة هذا التفاعل، لأن السيرفرات تحتاج إلى معالجة المزيد من البيانات، تماما كما وصف أستاذ الفيزياء نيل جونسون: الكلمات الزائدة أشبه بورق تغليف إضافي يحيط بالمنتج، مما يجعل الوصول إلى المعلومة داخل الطلب يتطلب مجهودا أكبر.وفي وقت يعتمد فيه الذكاء الاصطناعي على الطاقة المنتجة غالبا من الوقود الأحفوري، فإن التهذيب مع روبوت ChatGPT يبدو مكلفا ماليا وبيئيا، لكن على الجانب الثقافي والاجتماعي، قد يكون له مبرر. فوفقا لدراسة أجراها مركز “بيو” عام 2019، فإن أكثر من نصف مستخدمي مكبرات الصوت الذكية مثل “أليكسا” و”جوجل هوم” أفادوا بأنهم يستخدمون عبارات مهذبة عند التحدث إليها.الجدل حول حقوق الذكاء الاصطناعي وأهليته الأخلاقية ليس جديدا، ففي مسلسل “ستار تريك”، تمحورت إحدى الحلقات حول منح الروبوت “داتا” حقوق الكائنات الواعية، واليوم، تعمل شركات مثل “أنثروبيك” على تعيين باحثين مختصين في “رفاهية” الذكاء الاصطناعي، لدراسة ما إذا كان من الواجب النظر إليه كمستحق لاعتبارات أخلاقية.وفي سلسلة صوتية جديدة للكاتب سكوت زي. بيرنز، يقول: “اللطف يجب أن يكون الوضع الافتراضي للجميع — إنسانا كان أم آلة”، محذرا من أن القسوة في التعامل مع الآلات قد تنعكس سلبا على علاقاتنا البشرية.الدكتورة شيري توركل من معهد MIT ترى أن الذكاء الاصطناعي ليس واعيا بل مجرد “خدعة بارعة”، لكنها تشير أيضا إلى التجارب السابقة التي تظهر تأثير العلاقات بين البشر والأشياء، مثل تأثير ألعاب “تاماوتشي” في التسعينيات على مشاعر الأطفال.وتضيف: “إذا كان الشيء حيا بما يكفي لأن نجري معه محادثات حميمة، فهو حي بما يكفي ليستحق أن نكون مهذبين معه”.الكاتبة المسرحية مادلين جورج تنظر للأمر من زاوية أخرى: استخدام كلمات مهذبة قد يساعد الذكاء الاصطناعي على “تعلم كيف يكون إنسانا”، لكن في المقابل، قد يعمق اعتمادنا العاطفي عليه.وفي خضم كل هذه الأسئلة الأخلاقية والنظرية، يبقى الواقع كما هو: الذكاء الاصطناعي لا يشعر، ولا يفرق بين من يحادثه بلطف أو بفظاظة، وكما قالت توركل: “إذا تجاهلته لتحضير العشاء أو لإنهاء حياتك… فبالنسبة له، النتيجة واحدة”.