«البدرشين» تحتفل بموسم البطاطس: عرق الأرض.. وحكايات الحصاد

مع قدوم شهر أبريل تدب الحياة في حقول مركز البدرشين، حيث ينطلق المزارعون مع الفجر في رحلة شاقة، لكنها مفعمة بالأمل تتعالى أصوات الفؤوس وهي تخترق الأرض ويصاحبها هدير المحاريث البلدية، في مشهد ريفي بديع يفيض بالكدّ والفرح.منذ الساعات الأولى للصباح يحتشد الرجال والنساء، كل منهم يحمل فأسه أو أداة عمله، تتناثر الضحكات وسط الحقول، وتتبادل الأيدي التشجيع والكلمات الدافئة في لوحة يومية تختلط فيها رائحة التراب بندى الفجر.يبدأ العمل في هذا الموسم بحرث الأرض لاستخراج البطاطس من باطنها، باستخدام المحراث البلدي الذي لا يزال رغم بساطته يحتفظ بمكانته كأداة لا غنى عنها فرغم تطور الآلات الحديثة، يظل المحراث القديم حامي الأرض وصديق الفلاح الأمين.على مدار ساعات طويلة تحت الشمس تتوزع المهام بين من ينقّب عن الثمار، ومن يجمعها في أكوام صغيرة استعدادًا لنقلها إلى المخازن والأسواق كل مرحلة تتطلب جهدًا متواصلاً، ولا يوقفهم عن العمل إلا وهج الظهيرة، حين تصبح أشعة الشمس خطرًا على المحصول.في موسم الحصاد بالبدرشين، لا تُجمع البطاطس فحسب، بل تُكتب حكايات من العزيمة والإصرار هنا، كل فأس يغوص في التراب يحمل معه أمنية، وكل ثمرة تخرج إلى النور هي انتصار جديد على مشقة الحياة.