تحذير من الفضاء.. هل تكون صواريخ “بروميثيوس” جواز استقلال أوروبا عن أمريكا؟

تحذير من الفضاء.. هل تكون صواريخ “بروميثيوس” جواز استقلال أوروبا عن أمريكا؟

في ظل متغيرات دولية متسارعة وعودة الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة، تصاعدت الدعوات داخل أوروبا لتعزيز استقلالها الفضائي.وعلى إثر ذلك، حذر مدير وكالة الفضاء الأوروبية، يوزف أشباخر، من اعتماد القارة على شركاء خارجيين، مشددًا على أن الأمن العلمي والتكنولوجي بات ضرورة استراتيجية وليست خيارًا.

مدير وكالة الفضاء الأوروبية: نحن عند مفترق طرق

وقال أشباخر إن أوروبا تقف أمام “نقطة تحول”، تستدعي مراجعة جادة لعلاقتها بالفضاء والتكنولوجيا، وذلك خلال مقابلة مع صحيفة الجارديان البريطانية.وأوضح مدير وكالة الفضاء الأوروبية أن التحديات الجيوسياسية – خصوصًا مع التغيّرات في الإدارة الأمريكية – تفرض على أوروبا التحرك لتأمين مصالحها الحيوية.وفي السياق ذاته، أكد أشباخر أن الواقع المتقلب اليوم أظهر بوضوح أن الاعتماد على الآخرين في قطاع حساس كالفضاء لم يعد مقبولًا، مضيفًا: “نحتاج إلى استثمارات حقيقية تتماشى مع طموحات أوروبا”.

 

مخاوف من تراجع الشراكة مع الولايات المتحدة

ويأتي هذا التحذير وسط قلق أوروبي من احتمال خفض تمويل وكالة “ناسا” تحت إدارة ترامب، ما قد يؤثر على مشاريع تعاون ضخمة مثل برنامج “أرتميس” للعودة إلى القمر وتلسكوب “جيمس ويب”.ورغم تأكيد أشباخر أن التعاون سيستمر على المدى القريب، إلا أنه أشار إلى استعداد الوكالة “لخطة بديلة” تشمل تعزيز الشراكات مع دول مثل الهند، أستراليا، والإمارات.

 

أزمة الإطلاق… واللجوء إلى “سبيس إكس”

وعلى صعيد آخر، بعد توقف صواريخ “أريان 5” وتعليق استخدام “فيغا C”، اضطرت وكالة الفضاء الأوروبية إلى إطلاق بعض أقمار منظومة الملاحة “غاليليو” عبر صواريخ شركة “سبيس إكس” الأمريكية.وأثارت هذه الخطوة، رغم ضرورتها، نقاشًا واسعًا داخل الأوساط الأوروبية حول مخاطر الاعتماد على مشغلين من خارج القارة.وردًا على ذلك، تعمل الوكالة على تسريع تطوير محركات جديدة مثل “بروميثيوس”، وتحديث منظومات الإطلاق الأوروبية، في إطار سعيها لبناء بنية تحتية فضائية مستقلة.رغم الطابع المدني لوكالة الفضاء الأوروبية، أشار أشباخر إلى أن التطبيقات الفضائية باتت جزءًا أساسيًا من الأمن الأوروبي، خصوصًا في مجالات المراقبة والاتصالات والملاحة.