علي جمعة: تعظيم حب النبي يكون بثلاث طرق واستحضار القلب بالخشوع في الصلاة

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، أن مدخل حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم يؤدي إلى تعظيمه والارتباط الروحي به. وأوضح أن المسلم إذا أحب النبي حقًا فإنه يعظمه ويقف عند حدوده ويكون متصلاً به اتصالًا عميقًا. وأضاف أن هناك ثلاث وسائل رئيسية لغرس هذا الحب والتعظيم في القلوب: قراءة السيرة النبوية، الإكثار من الصلاة على النبي، وتتبّع ما ورد عنه في القرآن الكريم.وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن قراءة السيرة النبوية تعزز حب النبي، وأن المسلمين إذا قرأوا السيرة بشكل مستمر، فإنهم سيشعرون بشوق كبير للتأسي به، حيث يتمثل في النبي صلى الله عليه وسلم الإنسان الكامل الذي تحول إلى نور، كما ورد في القرآن الكريم. وذكر أن السيرة كانت تُقرأ يوميًا في الأزهر الشريف بعد صلاة الفجر، وهو الوقت الذي يتسم بالنشاط والصفاء الذهني.
صيغ الصلاة علي النبي
وفيما يتعلق بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، أشار إلى أن المسلمين قد تفننوا في صيغ الصلاة عليه، فهناك حوالي 43 صيغة واردة في الحديث، وقد تجاوز عدد مخطوطات “دلائل الخيرات” 2 مليون نسخة حول العالم، مما يبرز أهميتها وعظم فضلها. وأضاف أن الصلاة على النبي تؤثر بشكل كبير في قلوب المؤمنين وتزيد من حبهم له.أما الأمر الثالث الذي يساهم في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، فهو تتبع ما ورد عنه في القرآن الكريم. حيث ذكر الدكتور علي جمعة أن القرآن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بأوصاف كثيرة وليس فقط باسمه، مما يساعد المؤمنين على تصور صورته بشكل أعمق وأوضح.
الخشوع في الصلاة
كما تطرق إلى مسألة الخشوع في الصلاة، حيث شدد على أن البعض أساء فهمه، حيث يظنون أن الخشوع يتجسد في مجرد النظر إلى موضع السجود، بينما الخشوع الحقيقي يتمثل في استحضار القلب لله في الخضوع والسجود، وأن هذه العلامات هي أدوات مساعدة على الخشوع وليست جوهره.واختتم بتوضيح أن الحب الحقيقي للنبي صلى الله عليه وسلم ليس مجرد مشاعر عاطفية، بل يتجسد في الاتباع الكامل له في جميع جوانب الحياة.