الاقتصاد الأمريكي يفاجئ الأسواق.. نمو قوي في الوظائف يبدد مخاوف الركود

أظهر تقرير حديث صادر عن وزارة العمل الأمريكية تحسّنًا ملحوظًا في سوق العمل خلال أبريل، مع إضافة الاقتصاد عددًا من الوظائف يفوق توقعات المحللين، في مؤشر جديد على صمود الاقتصاد الأمريكي أمام التحديات المتزايدة.وتمكن الاقتصاد من توليد 177 ألف وظيفة جديدة خلال الشهر الماضي، متجاوزًا توقعات السوق التي أشارت إلى 135 ألف وظيفة فقط، رغم تعديل أرقام مارس بالخفض إلى 185 ألفًا بعد أن كانت التقديرات الأولية تشير إلى 228 ألفًا.وبقي معدل البطالة مستقرًا عند 4.2%، ما يعكس توازنًا نسبيًا في سوق العمل، وسط استمرار الضغوط التضخمية والتقلبات السياسية والتجارية.
الرعاية الصحية تقود النمو.. والحكومة تخسر وظائف
قاد قطاع الرعاية الصحية النمو بإضافة 51 ألف وظيفة جديدة، تلاه قطاع النقل والتخزين بـ29 ألفًا، بينما ساهم القطاع المالي بـ14 ألف وظيفة إضافية.
وفي المقابل، شهد القطاع الحكومي تراجعًا في الوظائف بنحو 9 آلاف فرصة.أما على صعيد الأجور، فقد ارتفع متوسط أجر الساعة بنحو 6 سنتات ليصل إلى 36.06 دولار، أي بنسبة 0.2%، وهو ما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي للتريث في خفض أسعار الفائدة، تحسبًا لاحتمال تصاعد الضغوط التضخمية.واستقر متوسط عدد ساعات العمل الأسبوعية عند 34.3 ساعة، ما يعزز من صورة الاستقرار النسبي في سوق العمل الأمريكي.
ضبابية في الأفق رغم الأرقام الإيجابية
ورغم هذه النتائج الإيجابية، لا تزال الآفاق الاقتصادية غير واضحة في ظل استمرار التوترات التجارية، والرسوم الجمركية، والقلق من تأثير السياسات الاقتصادية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
لكن حتى اللحظة، لم تظهر الشركات أي تغيير جذري في استراتيجيات التوظيف، وسط ترقب لما قد تحمله الأشهر المقبلة من تحولات في المشهد الاقتصادي العالمي.