«غوام».. جزيرة أمريكية في آسيا تهدد كوريا والصين ولا تملك حق اختيار الرئيس

«غوام».. جزيرة أمريكية في آسيا تهدد كوريا والصين ولا تملك حق اختيار الرئيس

هل تخيلت إلى أي مدى تمتد أراضي الولايات المتحدة الأمريكية، أو أن هناك جزيرة صغيرة تهدد بها أمريكا العالم وتفرض سيطرتها على الغرب والشرق، وتردع بها طموح العملاق الصيني أو تهدد صواريخ الزعيم الكوري الشمالي؟، إذًا دعنا نأخذك في جولة إلى إحدى الجزر بعيدًا عن عناء السفر وتكاليف تأشيرة الدخول إلى الأراضي الأمريكية.جزيرة جوام أو غوام، وهي أرض أمريكية في المحيط الهادئ، في المساحة المائية الممتدة بين شواطئ أمريكا الشمالية وشواطئ الصين وكوريا الشمالية، ما يجعلها في مرمى صواريخ بكين وبيونج يانج، وأقلعت منها الطائرات التي ألقت القنابل النووية على اليابان في الحرب العالمية الثانية، وتعتبرموقع استراتيجي عسكري للولايات المتحدة الأمريكية.

جزيرة “غوام”.. إقليم أمريكي في آسيا

جزيرة جوام هي “جنة الله على الأرض” تقع على بُعد حوالي 3300 ميل غرب جزيرة هاواي، و1500 ميل شرق الفلبين وجنوب اليابان، ويبلغ طول الجزيرة حوالي 36 ميلًا، وعرضها 6-12 ميلًا، وسكانها مواطنون أمريكيون لكن لا يملكون حقوقًا دستورية كاملة.تعتبر “جوام” مجتمع أمريكي بحت، كل شيء بها يؤكد أنك داخل مدينة أو ولاية أمريكية، يوجد بها العلامات التجارية الأمريكية، وسلاسل المحال التجارية والغذائية الشهيرة، وبها تنوع عرقي متعدد الثقافات، وتجذب الزوار من اليابان ودول آسيوية أخرى وأوروبا.

<strong alt=خريطة جزيرة غوام” width=”770″ height=”595″>خريطة جزيرة غوام”>خريطة جزيرة غوام

مواطنو جزيرة “غوام” يعدون مواطنين درجة ثانية، لا يحق لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية ولا اختيار الرئيس الأمريكي، ومع ذلك يحملون جوازات سفر ووثائق ميلاد أمريكية ويتمتعون بالجنسية الأمريكية، ويمثلهم ممثل في الكونجرس الأمريكي.السكان المحليون لجزيرة غوام من قبائل الشومورو، ويتحدثون لغة تشبه العديد من اللغات في الفلبين وتسمى “التشومورية”، بل هم أيضا متشابهون في الشكل والهيئة، ونجح الأمريكيون في استعادة الجزيرة من اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية.يمكن زيارة جزيرة جوام والدخول إليها بتأشيرة السفر الأمريكية، حيث تستقطب آلاف الزوار من اليابانيين والكوريين بكثرة نظرًا لقرب موقعها من البلدين، كما تتمتع بمناظر طبيعية ساحرة مطبوعة بجمال المحيط الهادئ لكن بنكهة أمريكية.

الأهمية الاستراتيجية والعسكرية لجزيرة غوام

تعتبر “جوام” موقعًا استراتيجيًا عسكريًا لأمريكا، وتلعب دورًا رئيسيًا في الدفاع عنها، لكنها في الوقت ذاته تمثل تحديًا كبيرًا لدول كبيرة في منطقة المحيط الهادئ أو بالقرب منه، فخلال الحرب العالمية الثانية أطلقت الجوية الأمريكية الطائرات التي حملت القنابل النووية التي قُذفت على اليابان وأحدثت دمارًا هائلًا على مدينتي هيروشيما وناجازاكي، وفي العصر الحالي تشكل تهديدًا صريحًا لكل من الصين وكوريا الشمالية.تملك الولايات المتحدة الأمريكية على جزيرة غوام الصغيرة، أكبر القواعد العسكرية الجوية والبحرية، وتبعد عن تايوان وكوريا والفلبين مسافة 3 ساعات فقط بالطائرة، كما تقع على مسافة قريبة جدًا من الصين، ما دعا الأخيرة إلى أن تستعد للرد بأسلحتها الفتاكة، بل أطلقت على أحد صواريخها اسم “قاتل غوام”.

<strong alt=القواعد العسكرية الأمريكية في غوام” width=”1110″ height=”740″>القواعد العسكرية الأمريكية في غوام”>القواعد العسكرية الأمريكية في غوام

على متن جزيرة غوام، يوجد 6 آلاف جندي، وفي نهاية العام الماضي 2024، بدأت الولايات المتحدة في نقل آلاف من جنود مشاة البحرية “المارينز” من جزيرة أوكيناوا اليابانية، بعد عقود من شكاوى السكان المحليين في الجزيرة من هذا الوجود العسكري الأمريكي.بدأت عملية النقل بمجموعة صغيرة بلغت نحو 100 جندي من مشاة البحرية للدعم اللوجستي، تم نقلها إلى إقليم جزيرة غوام الأمريكية في المحيط الهادئ، ليضافوا إلى آلاف الجنود في الجزيرة التي تهدد دول آسيا.

<strong alt=القواعد العسكرية الأمريكية في جزيرة غوام” width=”1024″ height=”540″>القواعد العسكرية الأمريكية في جزيرة غوام”>القواعد العسكرية الأمريكية في جزيرة غوام

“جوام” خط الدفاع الأول في الصراع الأمريكي الصيني 

تراهن الولايات المتحدة على الموقع الاستراتيجي لجزيرة جوام في المحيط الهادئ، في كسب نقاط قوة خلال صراعها مع الصين وكوريا الشمالية، بالتخطيط لتكثيف وجودها العسكري في الجزيرة.وفي ظل المنافسة الاستراتيجية مع الصين خلال عام 2022، عملت الولايات المتحدة على تعزيز قدرتها على تشغيل الغواصات انطلاقًا من جزيرة جوام، حيث وسّعت البحرية الأمريكية وجود غواصاتها الهجومية في جزيرة جوام كإجراء وقائي ضد الأسطول الصيني المتنامي.وحينها قال قائد قوات الغواصات الأمريكية في المحيط الأدميرال جيفري جابلون: بعد إرسال غواصة الهجوم النووي من فئة لوس أنجلوس يو إس إس سبرينغفيلد (SSN-761) إلى جوام في وقت سابق من عام 2022، ستقضي البحرية السنوات الخمس إلى العشر القادمة في بناء قدراتها في الصيانة والتدريب على الأراضي الأمريكية.

<strong alt=الغواصة الأمريكية في جزيرة غوام – مارس 2022″ width=”1200″ height=”800″>الغواصة الأمريكية في جزيرة غوام – مارس 2022″>الغواصة الأمريكية في جزيرة غوام – مارس 2022

وبعد شهرين من انفجار توتر بين الصين والولايات المتحدة حول جزيرة تانوان (أغسطس 2022) هبطت القاذفات الأميركية “بي-1بي”، في غوام في أكتوبر، في ثاني نشر للقاذفات الثقيلة الأسرع من الصوت ذلك العام بتلك المنطقة.ووفق مجلة “إيكونوميست” البريطانية، فإن الصين” لا تخفي أن غوام في مرمى نيرانها؛ بل وتطلق على صاروخ “DF-26” الذي يبلغ مداه 4 آلاف كيلومتر، اسم “قاتل غوام”.

تهديد كوري شمالي لجزيرة جوام

هددت كوريا الشمالية بتنفيذ خطة تتضمن إطلاق صواريخ متوسطة إلى طويلة المدى على قواعد وأهداف استراتيجية أمريكية في جزيرة جوام، وكان ذلك في عام 2017 خلال الولاية الأولى لـ دونالد ترامب في رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية.

ليرد الرئيس الأمريكي على تهديدات ضرب القواعد العسكرية الأمريكية في جزيرة جوام من قِبَل كوريا الشمالية قائلا: “سيندم من يفعل ذلك”، كما غرّد حينها، قائلاً إن الترسانة النووية الأمريكية “أقوى من أي وقت مضى”، لكنه أضاف أنه يأمل “ألا نضطر أبدًا إلى استخدام هذه القوة”. 

<strong alt=علم جزيرة غوام” width=”800″ height=”430″>علم جزيرة غوام”>علم جزيرة غوام