المسعف الذي حمل أخاه إلى الموت.. فاجعة طريق أبو غالب

في مشهد مليء بالحزن والألم كان المسعف عبدالمنعم موسى يعمل كعادته في نقطة الإسعاف على طريق أبو غالب بالجيزة، حيث يواجه كل يوم حالات إنقاذ وإسعاف للمصابين ولكن في ذلك اليوم فاجأه قدر مرير، حين تلقى بلاغا بحادث تصادم على نفس الطريق الذي اعتاد أن يعمل عليه.توجه عبدالمنعم مسرعا مع زملائه إلى موقع الحادث، غير مدركين أن هذا اليوم سيكون نقطة تحول مأساوية في حياته كانت الأضواء خافتة والظلام يحيط بالمنطقة وعندما وصلوا إلى موقع التصادم لم يكن لديهم أي فكرة عن هوية المصابين، كانت السيارة الملاكي التي تعرضت للاصطدام محطمة لدرجة أنها كانت بالكاد واضحة المعالم لكن شيئا ما كان يثير القلق في قلبه فصوت الأنين من داخل السيارة كان غريبا عليه، لكنه لم يشك في لحظة أن الضحايا هم من أقرب الناس إليه.فتح المسعف باب السيارة ليجد مشهدا صادما، كان أشقاؤه الثلاثة الذين تربى معهم في نفس المنزل مغمورين في دمائهم وكأن الموت يلفهم في كل زاوية أحدهم كان في حالة حرجة للغاية وكان يئن من شدة الألم، حمل عبدالمنعم شقيقه على يديه بسرعة ونقله إلى سيارة الإسعاف في محاولة يائسة لإنقاذه لكنه شعر في تلك اللحظة أن الموت كان أقرب من أي وقت مضى وبينما كان يحاول بكل قوته أن ينعش شقيقه، توفي الأخير بين يديه.وبينما كانت الدموع تسيل من عينيه تابع زملاؤه نقل الشقيقين الآخرين إلى المستشفى في محاولة لإنقاذهما لكن الذهول الذي أصاب المسعف لم يكن له حدود، كان قد خسر جزءا من قلبه في تلك اللحظة حيث أصبح الواقع الذي يعيشه أكثر مرارة من أي وقت مضى.تلك اللحظات تظل في ذاكرته تلاحقه كلما تذكر كيف كان يسعى لإنقاذ الأرواح ولكنه في ذلك اليوم فقد أغلى الناس على قلبه.
تفاصيل الواقعة
وكانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، قد تلقت بلاغا يفيد بوقوع حادث تصادم بجوار كارتة أبو غالب، وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن لمكان الواقعة، وتبين اصطدام سيارة نقل بأخرى ملاكي، ووفاة شاب وإصابة شقيقيه وتم نقل الجثمان والمصابين لمستشفى الشيخ زايد التخصصي.
ويقوم رجال المباحث بسماع أقوال الشهود وإجراء التحريات وتفريغ كاميرات المراقبة لمعرفة ملابسات الواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وتحرر المحضر اللازم وأخطرت النيابة العامة لتباشر التحقيقات.