كيف تغيّر الشائعات والترندات حياتنا دون أن نشعر؟ استشاري صحة نفسية تجيب

كيف تغيّر الشائعات والترندات حياتنا دون أن نشعر؟ استشاري صحة نفسية تجيب

قالت نجلاء نادر استشاري الصحة النفسية بأن في هذا العصر، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولا يكاد يمر يوم دون أن نصحو على شائعة جديدة أو ننجرف خلف “ترند” يجذب انتباه الجميع. ولكن، هل فكرنا يومًا كيف تؤثر هذه الظواهر علينا نفسيًا واجتماعيًا؟ وهل نتوقف لحظة للتفكير قبل أن نصدق أو نشارك ما نراه ونسمعه؟
وقد أوضحت نجلاء نادر استشاري الصحة النفسية التأثيرات السلبية المتعلقة بتلك الشائعات، ومنها:  

أولًا: التأثير النفسي

عندما نسمع شائعة، خاصة إن كانت تحتوي على معلومات مخيفة أو تهديدات، يبدأ القلق والتوتر بالتسلل إلى نفوسنا. هناك من يعيش في حالة من الخوف والهلع بسبب أخبار لا أساس لها من الصحة.
أما “الترندات”، فقد تُشعر الكثيرين بأن عليهم مواكبتها حتى لا يُنظر إليهم بأنهم متأخرون أو خارج الدائرة، مما يسبب ضغطًا نفسيًا كبيرًا، لا سيما لدى فئة الشباب الذين يقارنون أنفسهم باستمرار بالآخرين.

ثانيًا: التأثير الاجتماعي

الشائعات قد تؤدي إلى تدمير العلاقات بين الأفراد، وتزرع الشك وتُشوه سمعة الأبرياء.
أما الترندات، ففي بعض الأحيان تخلق انقسامات، فلكل شخص رأي، وسرعان ما يتحول النقاش إلى جدال قد يصل إلى خلافات حادة. فننسى كيف نتحاور باحترام، ونفقد القدرة على تقبل الاختلاف.وقد إشارات استشاري الصحة النفسية نجلاء نادر إلى قصة الفتاة التي وُجدت في الشارع كمثال حي على الآثار السلبية والبلبه لتلك الشائعات والترنداتمنذ فترة، انتشر مقطع لفتاة صغيرة ضائعة في الشارع، وتم تصويرها ونشر الفيديو بشكل واسع. وانتشرت شائعة تقول إنها مصابة بالإيدز وعدت أكثر من مئة شاب، وادعى البعض أنها هاربة من عنف أو من جريمة ما.
الناس صدّقوا بسرعة دون تحقق، وبدأ سيل من التعليقات الجارحة والاتهامات ينهال عليها وعلى أسرتها. كثيرون ظنوا أنهم يساعدون بنشر المقطع، لكنهم في الحقيقة كانوا يؤذون.
اتضح لاحقًا أن الفتاة بخير، كانت فقط تائهة وتعاني من صدمة عصبية، وعادت لأهلها. كل ما قيل عنها كان كذبًا.
تخيلوا حجم الأذى النفسي الذي تعرضت له طفلة بريئة، والضرر الذي طال أسرتها، فقط لأن الناس تسرّعوا في الحكم وشاركوا دون تفكير.

ثالثًا: تغيّر القيم

مع تزايد الشائعات والانشغال بالترندات، بدأنا نفقد قيمًا كثيرة. أصبح التركيز على المظاهر لا على الجوهر، وأصبح من يظهر كثيرًا هو من يُسمع له، حتى وإن كان كلامه بلا معنى.
أصبحت الشهرة هدفًا، والصدق نادرًا، وهذا خطر كبير على المجتمع، وعلى الجيل القادم الذي يتعلّم منا.وأيضا أوضحت نجلاء نادر استشاري الصحة النفسية بأنه علينا أن نفكر جيدًا قبل أن نشارك أي محتوى، وأن نسأل أنفسنا: هل هذه المعلومة حقيقية؟ هل ستفيد أم ستضر؟
يجب أن نُربي أبناءنا على التحقق وعدم تصديق كل ما يرونه أو يسمعونه.
الوعي هو الحصن الحقيقي، والاحترام والتفكير الواعي هما السبيل لاستعادة قيمنا التي بدأت تتآكل.