لماذا يهدد السويدي «جيوكيريس»عرش «صلاح» في سباق الحذاء الذهبي؟

لماذا يهدد السويدي «جيوكيريس»عرش «صلاح» في سباق الحذاء الذهبي؟

بات الدولي المصري محمد صلاح جناح ليفربول مهددًا بسحب بساط المجد من تحت أقدامه بعد الموسم التاريخي الذي يقدمه الدولي المصري في «البريميرليج» والذي لم يألو فيه جهدا بتحطيم الأرقام القياسية هنا وهناك، ولكن في ظل الموسم الاستثنائي الذي يعيشه صلاح وتحقيق ليفربول للدوري الإنجليزي بفضل مساهماته التهديفية التي بلغت 28 هدف و18 صناعة تهديفية، كان هناك من تستشري موهبته في أقصى الجنوب الغربي للقارة العجوز وتحديدا بلاد منتخب الملاحين «البرتغال».فعلى عكس المتوقع من الإعلام الأوروبي الذي نسج أحلاما بظهور منافس للملك المصري محمد صلاح من جنبات الدوريات الخمس الكبرى، ولربما وقع الاختيار على البرازيلي فينيسوس جونيور جناح ريال مدريد تارةً ومواطنه رافينيا جناح برشلونة تارةً أخرى، ولربما ذهب البعض في بداية الموسم إلى اكتساح الظاهرة النرويجي ايرلينج هالاند مهاجم مانشستر سيتي المنافسة الأوروبية؛ ومال نحو وتحطيم –الوحش الكاسر– كافة الأرقام القياسية في أوروبا بعد بداية أذهبت عقل الجميع بتسجيله 7 أهداف في 3 مباريات من افتتاح الموسم الحالي، لكن الإصابة وسوء مستوى السيتيزنز حال دون ذلك.ونحن على أعقاب نهاية الدوريات الأوربية أزيح الستار عن واحدة من أكبر مواهب الموسم الكروي 2024-2025 بلا منازع وهو الدولي السويدي «فيكتور جيوكيريس» مهاجم فريق سبورتينج ليشبونة، الذي بات محط أنظار العالم بعد أن نفض الغبار عن نفسه واتخذ من الأرقام القياسية مرتعا يعبث بها متى يشاء كيفما أراد، بشكل جعل كبار القارة العجوز من لاعبين ومدربين ومادفعين وحراس يرتعدون خوفا لمجرد سماع اسمه.

فيكتور جيوكيريس ” width=”1200″ height=”675″>فيكتور جيوكيريس “>فيكتور جيوكيريس 

البداية.. ميجا هاتريك تمنحه صدارة السباق الأوروبي 

ظهر الدولي السويدي بمستوى متميز على مدار الموسم الكروي في البرتغال وانعكست أرقامه في منافساته القارية سواءا مع  سبورتينج في بطولة الكأس ذات الأذنين أو مع منتخب الساعات السويسرية؛ لكن البداية لم تكن منذ أمد بعيد، فذاع سيطه وانتشر اسمه بعد تسجيله أربع أهداف دفعة واحدة «ميجا هاتريك» في مباراة فريقه ضد بوافيشتا بالجولة الحادية والثلاثين من الدوري البرتغالي.ليلفت أنظار الجميع إلى موهبته الكروية ونجاعته الهجومية أمام مرمى الخصوم والتي منحته صدارة السباق الأوروبي في المنافسة على الحذاء الذهبي متخطيا محمد صلاح بفارق نقطة وحيدة؛ ليصل إلى النقطة رقم (57) متصدرا سباق الترتيب ويترك خلفه صلاح في المركز الثاني برصيد (56) نقطة وروبرت وليفاندوفسكي مهاجم برشلونة قابعًا في المركز الثالث برصيد (50) نقطة.

تخطى هالاند.. معدل تهديفي مرعب في الدوري البرتغالي

ومنذ تلك اللحظة بات صاحب الستة والعشرون عاما محط أنظار أندية أوروبا وأصبح هدفا للتعاقد معه لتدعيم صفوف فرق كبرى في أوروبا وتحديدا  مركز المهاجم الذي عانى الأمرين وخفت بريقه في الأونة الأخيرة في ظل ضعف المواهب الهجومية والاعتماد على مركز المهاجم الوهمي بصور أكبر في فرق عريقة كأرسنال وليفربول وريال مدريد.وبعد تسجيل جيوكيريس صاحب الطول الفارع (189 سم) لرباعية في شباك بوافيشا صار في جعبته (38) هدف ليتصدر بها سباق الدوري البرتغالي، ويفتح بابًا للمقارنة بينه وبين كبار المهاجمين في الحقبة الجديدة لكرة القدم – ما بعد عام 1992– ليتخطي أندي كول المهاجم الإنجليزي لفريق نيوكاسل الذي سجل 34 في موسم 1993-1994 ومواطنه “ألان شيرر” الذي سجل نفس عدد الأهداف مع فريق بلاكبيرن روفرز موسم 1994-1995، وبهذا الرقم تخطى رأس حربة سبورتينج لشبونة كل الهدافين التاريخيين لحقبة البريميرليج على رأسهم «الفايكينج» النرويجي إيرلينج هالاند الذي أنهى موسم 2022-2023 برصيد (36) هدف –الأكثر في تاريخ الدوري الإنجليزي–.مع الأخذ في الاعتبار أن جيوكيريس لازال يتبقى له 4 مباريات في الموسم المحلي أي أنه على أعتاب تحقيق إنجاز للتاريخ حال استمراره في التألق وتقديم نفس الأداء الذي يقدمه حاليا كأبرز اللاعبين في مركز المهاجم رقم (9) في جنبات القارة العجوز والعالم أجمع.

<strong alt=جيوكيريس وهالاند” width=”1200″ height=”827″>جيوكيريس وهالاند”>جيوكيريس وهالاند

تألق استثنائي وأرقام مرعبة تُجسد نجمًا لا يُوقف

فرض جيوكيريس نفسه بقوة لا تخطئها العين في دوري أبطال أوروبا، في ساحة لا ينجو فيها إلا المتألقون، حيث شارك في ثماني مواجهات نارية قدّم خلالها أداءً هجوميًا باهرًا، مُسجلًا ستة أهداف، ليصل بمعدله التهديفي إلى ما يقارب 0.75 هدف في كل مباراة، وهو رقم يُترجم موهبة تهديفية نادرة الحدوث في ميادين البطولة الأقوى على مستوى الأندية.أما على صعيد المنتخبات، فقد كان ظهوره مع منتخب «الساعات» بمثابة عاصفة هجومية عاتية، إذ خاض ست مباريات فقط، لكنه فجّر خلالها كل طاقاته، مسجلًا تسعة أهداف وصانعًا لخمس تمريرات حاسمة، ليصل إجمالي مساهماته الهجومية إلى (14) مساهمة مباشرة، بمعدل مذهل بلغ 2.33 مساهمة في كل مباراة.هذا المعدل لا يترك مجالًا للشك أننا أمام ماكينة هجومية متكاملة، تُرعب المدافعين، وتُربك الحراس، وتحوّل كل فرصة إلى خطر داهم.ما يقدمه جيوكيريس على المستطيل الأخضر ليس مجرد تألق؛ بل هو عرض كروي متكامل تتجسد فيه القوة، الذكاء، والدقة القاتلة، ليُسجّل اسمه بأحرف من ذهب في سماء الكرة الأوروبية.

جيوكيرسجيوكيرس

صراع العظماء.. أقدام تكتب المجد وأهداف تُشعل القارة

وفي السياق ذاته.. تشتعل المنافسة على جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي في موسم يُعتبر من أكثر المواسم غزارة تهديفية وإثارة في السنوات الأخيرة، حيث لا مكان للراحة ولا مجال للتراخي في هذا السباق المحتدم بين نخبة من أشرس المهاجمين على وجه القارة، أقدام ذهبية تُترجم كل لمسة إلى تهديد، وكل فرصة إلى رقم يُضاف إلى رصيد المجد الشخصي والجماعي.في صدارة هذا المشهد الناري، يعتلي فيكتور جيوكيريس مهاجم سبورتينج لشبونة البرتغالي القمة برصيد مذهل بلغ 38 هدفًا من ذهب، منحته 57 نقطة وضعت اسمه في واجهة الكرة الأوروبية كأكثر اللاعبين فتكًا هذا الموسم، خلفه مباشرة يقف الملك المصري محمد صلاح، الذي حافظ على تألقه المعتاد بقميص ليفربول بتسجيله 28 هدفًا، جامعًا 56 نقطة تؤهله لمواصلة الزحف نحو القمة.الأسطورة البولندية روبرت ليفاندوفسكي بدوره لا يزال حاضرًا بثقلٍ هجومي كبير مع برشلونة، مسجلًا 25 هدفًا منحته 50 نقطة، فيما يتساوى النجم الفرنسي كيليان مبابي، لاعب ريال مدريد الجديد، مع الإنجليزي هاري كين، مهاجم بايرن ميونخ، برصيد 24 هدفًا لكل منهما، في منافسة مشتعلة على المركز الرابع، ترتيب هدافي الحذاء الذهبي الأوروبي كالتالي:1- فيكتور جيوكيريس (سبورتينج لشبونة البرتغالي): 38 هدفا – 57 نقطة.2- محمد صلاح (ليفربول الإنجليزي): 28 هدفا – 56 نقطة.3- روبرت ليفاندوفسكي (برشلونة الإسباني): 25 هدفا – 50 نقطة.4- كيليان مبابي (ريال مدريد الإسباني): 24 هدفا – 48 نقطة.5- هاري كين (بايرن ميونخ الألماني): 24 هدفا – 48 نقطة.6- ماتيو ريتيجي (أتالانتا الإيطالي): 23 هدفا – 46 نقطة.7- ألكسندر إيزاك (نيوكاسل يونايتد الإنجليزي): 23 هدفا – 46 نقطة.

الحذاء الذهبيالحذاء الذهبي

كيف يتم احتساب الهداف؟.. حين لا تتساوى الكفة في ميزان الحذاء الذهبي

عند إلقاء نظرة متأنية على الترتيب الحالي لسباق الحذاء الذهبي الأوروبي، يبرز تساؤل مشروع يفرض نفسه بقوة.. كيف يمكن للاعب سجل 38 هدفًا أن يحصد 57 نقطة، بينما يحصد لاعب آخر أحرز 28 هدفًا قرابة نفس الرصيد من النقاط؟، الفارق الصارخ في النقاط لا يعكس فقط عدد الأهداف، بل يعكس معيارًا أكثر عمقًا يرتكز على جودة المنافسة ومستوى الدوري الذي تُسجل فيه تلك الأهداف.وفقًا للوائح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «UEFA»، فإن الدوريات الخمسة الكبرى في القارة – وهي إنجلترا، فرنسا، ألمانيا، إسبانيا، وإيطاليا – تُعتبر الأكثر تنافسية وشراسة على مستوى الأداء التكتيكي والبدني، والأصعب من حيث اختراق الدفاعات وتسجيل الأهداف، ولهذا، يعتمد الاتحاد الأوروبي نظام ترجيح يمنح نقطتين لكل هدف يُسجل في هذه الدوريات الكبرى.أما الأهداف المُسجلة في الدوريات المصنفة خارج هذا النطاق، والتي تقل في المستوى من حيث قوة التنافس، فإن كل هدف فيها يُحتسب بـ 1.5 نقطة فقط، مما يؤدي إلى فارقٍ واضح في حصيلة النقاط النهائية، حتى وإن تفوّق لاعبٌ من خارج الدوريات الكبرى بعدد الأهداف.هذا النظام لا يهدف إلى التقليل من شأن الهدافين في الدوريات الأخرى، بل يسعى إلى العدالة التنافسية، بوضع الأهداف في سياقها الواقعي، وتقدير حجم التحدي الذي يواجهه اللاعب في كل مباراة، من هنا نفهم كيف يتساوى لاعب أحرز (28) هدفًا في الدوري الإنجليزي الممتاز تقريبًا مع آخر أحرز (38) هدفًا في دوري أقل تصنيفًا الدوري «البرتغالي».

الاتحاد الأوروبي لكرة القدمالاتحاد الأوروبي لكرة القدم

صلاح ضد جيوكيريس.. معركة المجد وصناعة التاريخ

في مشهدٍ كروي لا يرحم، تتقاطع مسارات النجم المصري محمد صلاح والهداف السويدي فيكتور جيوكيريس في سباق لا يشبه غيره، سباق لا تُحسب فيه الأهداف فحسب، بل تُوزن فيه الأحلام، وتُقاس فيه الأساطير، صلاح، أيقونة ليفربول ووجه الكرة العربية المشرق في أوروبا، يشق طريقه بثبات نحو قمة المجد، جامعًا 28 هدفًا بدم بارد وذكاء قاتل في أقوى دوري في العالم، ليؤكد أن الزمن لا يُقاس بالعمر، بل بما تصنعه الأقدام من ذهب.أما جيوكيريس، هذا الهدّاف المنفجر مع سبورتينج لشبونة، فقد فرض اسمه على العناوين الكبرى، وسرق الأضواء من تحت أقدام كبار اللعبة بـ38 هدفًا، ينهش الشباك خصمًا تلو الآخر، مُطلقًا رسالة واضحة: لست مجرد مهاجم عابر، بل مشروع أسطورة تُصنع في صمت. وبين جحيم أنفيلد وهدير مدرجات «خوسيه ألفالادي»، تدور رحى معركة لا تقبل القسمة على اثنين، معركة الحذاء الذهبي.. معركة من سيُخلّد اسمه أولاً في سجل الخالدين.