بديل البنزين.. الوقود الإلكتروني وكيف يمكنه تقليل انبعاثات السيارات؟

بديل البنزين.. الوقود الإلكتروني وكيف يمكنه تقليل انبعاثات السيارات؟

مع اقتراب حظر بيع السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين والديزل في عدة دول، يتزايد الجدل حول بدائل الوقود التي قد تكمل أو حتى تنافس الكهرباء في خفض انبعاثات قطاع النقل. وبينما تراهن بعض الشركات على الهيدروجين، يروج آخرون لحلَّين رئيسيين: الوقود الإلكتروني (e-fuels) والوقود الحيوي. فما هما؟ وكيف يُصنعان؟ وهل يمكن أن يصبحا خيارًا عمليًا؟ 

ما هو الوقود الإلكتروني؟

الوقود الإلكتروني، أو ما يُعرف بـ”الوقود الكهربائي”، هو وقود اصطناعي مصمم ليعمل في محركات الاحتراق الداخلي التقليدية مثل البنزين والديزل. الميزة الكبرى له أنه لا يحتاج إلى تغيير البنية التحتية للسيارات أو محطات الوقود، ما يجعله حلًا انتقاليًا جذابًا.يتم إنتاجه عبر استخدام الهيدروجين الأخضر (المستخرج من الماء باستخدام الكهرباء المتجددة) ودمجه مع ثاني أكسيد الكربون المُلتقَط من الهواء. عبر عملية تخليق كيميائي، يتم تحويل المادتين إلى وقود سائل يمكن تعبئته في خزانات السيارات الحالية. 

كيف ينتج الوقود الإلكتروني؟

تمر صناعة الوقود الإلكتروني بثلاث مراحل رئيسية:1. تحليل الماء كهربائيًا لفصل الهيدروجين والأكسجين باستخدام الطاقة المتجددة.
2. التقاط ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي أو من مصادر صناعية.
3. دمج الهيدروجين مع ثاني أكسيد الكربون من خلال التفاعل الكيميائي لإنتاج مركبات هيدروكربونية سائلة، تُعالج لاحقًا لتصبح مشابهة للبنزين أو الديزل.أما الوقود الحيوي، فهو يُستخرج من المواد العضوية مثل زيوت النباتات أو المخلفات الزراعية أو النفايات العضوية. ويعتبر أقل تعقيدًا من الوقود الإلكتروني من حيث الإنتاج، لكنه يواجه تحديات تتعلق بمدى استدامة استخدام الأراضي الزراعية لإنتاج الوقود بدلاً من الغذاء.رغم إمكانياتهما، يواجه الوقود الإلكتروني والوقود الحيوي عقبات كبيرة، أبرزها التكلفة العالية والإنتاج المحدود مقارنة بالطلب العالمي. ومع ذلك، ترى شركات كبرى مثل بورشه وإكسون موبيل أن الوقود الإلكتروني قد يلعب دورًا مهمًا في استدامة السيارات الرياضية والكلاسيكية والطائرات التي يصعب تحويلها إلى الكهرباء.في ظل هذه التطورات، يبدو أن المستقبل قد يشهد تنوعًا في حلول الطاقة، حيث تتكامل الكهرباء مع الوقود الإلكتروني والوقود الحيوي لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتقليل الانبعاثات، مع الحفاظ على مرونة الخيارات أمام المستهلكين.