احمِ طفلك.. أطباء نفسيون يكشفون لـ «الجمهور» خطوات الوقاية الذهبية من المتحرشين

نعيش في زمن تكثر فيه الفتن والابتلاءات، ولكن ما شهدناه مؤخرًا يشيب له الوجدان، فقد سلط الإعلام الضوء مؤخرًا على قضية الطفل ياسين الذي لم يتجاوز عمره الـ6 سنوات، وتعرضه للتحرش وهتك العرض على يد سبعيني منعدم الرحمة والضمير، فكانت تجربته من أصعب وأقسى التجارب التي قد يعيشها إنسان، فما بالك بطفل صغير !؟.وما أن بدأ الأمل يُبعث في نفوسنا من جديد لاسيما بعد الحكم بالمؤبد على الجاني، إلا إننا فوجئنا بتزايد القضايا والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي والتي توضح تعرض العديد من الأطفال لمثل هذه التجارب الصعبة.فقد شهدت محكمة جنايات أسوان أمس، معاقبة عامل بالسجن المشدد 15 عامًا بعد إدانته باستدراج طفل وهتك عرضه في نطاق المحافظة. ووفقًا للمجلس القومي للطفولة والأمومة، فهناك حوالي 18% من الأطفال في مصر تعرضوا لتحرشات جنسية، موضحًا أن نسبة كبيرة من الحالات كان الجاني من الأقارب، ما يزيد من صعوبة اكتشاف الأمر والتبليغ عنه.وأكدت سارة عزيز، مدير مؤسسة “Safe Egypt” وعضو المجلس القومي للطفولة والأمومة، أن نحو 93 % من حالات التحرش بالأطفال تأتي من دوائر قريبة جدًا منهم، سواء من العائلة أو البيئة المحيطة، وأن السبب في ذلك غالبًا ما يكون غياب دور الأب والأم، أو ضعف التواصل بين الطفل ووالديه، مما يفتح المجال أمام المتحرشين لاستغلال تلك الفجوة.
كيفية حماية الأمهات لأطفالهن من التحرش
وتتساءل العديد من الأمهات عن كيفية حماية أطفالهن من التعرض لمثل هذه التجارب القاسية، وكيفية توعية ذويهم بشأن خصوصية أجسامهن، وهو ما سنوضحه في السطور التالية.حماية الأطفال من التحرش أو الاعتداءات الجسدية تبدأ من داخل الأسرة، من خلال تأهيلها نفسيًا وتربويًا للتعامل مع هذه القضايا الحساسة.
وأكد دكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، في تصريح خاص لموقع الجمهور الاخباري، مجموعة من النقاط يجب على كل أم وطفل مراعتها لحماية أطفالها من التعرض لتجربة التحرش وهي كالتالي:-نشر الوعي
-الإرشاد بعدم تقبل اللمس من أغراب
-عدم الذهاب لمكان بعيد عن الزملاء بالمدرسة
-عدم دخول الحمام مع أحد
-عدم الجلوس علي رجل أحد
-لا تسمح لأي شخص أن يقبلك
-عند التهديد يجب ابلاغ الأب والأم
-تعويد الطفل على أن يحكي كل شيء حدث بالمدرسة أو النادي ونستمع له

وأشار فرويز، إلى ضرورة تجنب التأنيب والتوبيخ حال تعرض الطفل لأي موقف وخوفه من التهديد، ناصحًا بضرورة الاحتواء وتقديم الرعاية والحب.
التعامل مع حالات التحرش الجنسي أو الاغتصاب
كما أكد الدكتور محمد فريد، أخصائي الصحة النفسية وتعديل السلوك، في تصريحات لموقع الجمهور الإخباري، أن التعامل مع حالات التحرش الجنسي أو الاغتصاب التي يتعرض لها الأطفال يجب أن يتم وفق خطوات متكاملة تضمن الأمان النفسي والجسدي والقانوني للطفل.
كيفية التعامل مع الطفل الذي تعرض للتحرش
وأوضح “فريد” أن الخطوة الأولى تتمثل في ضمان الحماية الفورية للطفل، من خلال إبعاده عن مصدر الخطر وعدم السماح بأي تواصل جديد مع المعتدي، بالإضافة إلى عرضه على طبيب مختص حتى في حال عدم وجود إصابات ظاهرة، بهدف الكشف عن أية آثار جسدية أو احتمالات لانتقال عدوى.
الدعم النفسي العاجل للطفل الذي تعرض للتحرش
وشدد على أهمية الدعم النفسي العاجل، موضحاً أن على الأسرة التحدث مع الطفل بلغة هادئة وداعمة دون إصدار أحكام، مع ضرورة الاستعانة بأخصائي نفسي متخصص في صدمات الإساءة الجنسية لدى الأطفال، لضمان تقديم علاج نفسي آمن وفعّال.