ملائكة الطرق.. المسعفون المصريون يصنعون المجد في الطوارئ

ملائكة الطرق.. المسعفون المصريون يصنعون المجد في الطوارئ

تعد هيئة الإسعاف المصرية من أقدم وأعرق الهيئات الطبية، التي تم إنشاؤها وكان رجالها دائمًا شهودا على وقائع تاريخية، ومساهمين بشكل أساسي في إنقاذ حياة المرضي والمصابين داخل الأراضي المصرية وخارجها.

مساهمة الهيئة في إجلاء مصابي غزة

ساهمت هيئة الإسعاف المصرية، في إجلاء العديد من مصابي الحرب الغاشمة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، حيث وصل 13 طفلًا من قطاع غزة مصابين بالسرطان بأمان إلى إسبانيا، عبر مصر، لتلقي العلاج المتخصص.

تم نقل الأطفال، برفقة 23 مرافقًا، على متن طائرة طبية سلوفاكية، وتمت هذه العملية بتيسير من وزارة الصحة والسكان المصرية، والحكومة الإسبانية، وتأتي ضمن جهود الإجلاء الطبي التي تنسقها الحكومة المصرية، ومنظمة الصحة العالمية، وآلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي.

ولا يزال ما يُقدر بين 11,000 إلى 13,000 شخص في غزة بحاجة ماسة إلى الإجلاء الطبي. وتدعو منظمة الصحة العالمية إلى الاستئناف الفوري لعمليات الإجلاء الطبي عبر جميع الطرق الممكنة.

تقدير وزير الصحة للطاقم الطبي بالعريش

قرر الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، صرف شهر مكافأة لجميع العاملين في مستشفى العريش، تقديرًا للانضباط في العمل والجهود المبذولة، وجودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وللأشقاء الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة.

واصطحب الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، والدكتور عمرو رشيد، رئيس مجلس إدارة هيئة الإسعاف المصرية، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتفقد جهود الإسعاف المصري في إغاثة الأشقاء من مصابي غزة المكلوم جراء العدوان الغاشم الذي عصف بهم، والذي دخل عامه الثاني.تضمنت الجولة شرحًا وافيًا من الدكتور خالد عبد الغفار لدور الإسعاف المصري المحوري في إغاثة وإجلاء الأشقاء الفلسطينيين من مصابي قطاع غزة إلى الداخل المصري لتلقي العلاج في مستشفيات وزارة الصحة والسكان، منذ اللحظات الأولى لاندلاع الأزمة وحتى الآن، عبر أكثر من 150 مركبة إسعافيه مجهزة كوحدة عناية مركزة، مدعومة بأكثر من 750 من أفراد أطقم الإسعاف والفرق الطبية.كما استعرض الدكتور عمرو رشيد خلال الجولة التجهيزات الطبية لأسطول الإسعاف المصري المرابط عند معبر رفح البري، ودوره خلال الأشهر الماضية في تخفيف وطأة الأزمة الإنسانية تجاه أهلنا في غزة عبر إجلاء الآلاف من المصابين والحالات الطبية الطارئة التي تستوجب رعاية طبية خاصة إلى الداخل المصري لتلقي العلاج.

وقد حرص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ختام جولته على توجيه الشكر للأطقم الاسعافيه على الدور الإنساني الاستثنائي الذي قدموه خلال هذه الأزمة الإنسانية التي ألمّت بقطاع غزة.

ماكرون يبعث رسالة دعم عبر الهلال الأحمر المصري

في لافتة إنسانية عقب تفقده مراكز الخدمات اللوجستية للهلال الأحمر المصري، المختصة بتجهيز المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعث الرئيس الفرنسي رسالة دعم إلى غزة عبر صناديق الهلال الأحمر المصري.وقع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على إحدى صناديق المساعدات الإغاثية التابعة للهلال الأحمر المصري، في رسالة دعم تحمل اسمه إلى أهالي قطاع غزة.وأكد ماكرون عبر توقيعه على دعمه الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر من أجل إغاثة أهالي غزة، ومحاولة التخفيف من حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشون فيها جراء الحرب.وجاء توقيع الرئيس الفرنسي على صندوق يحمل مساعدات إنسانية وطبية، وذلك خلال لقائه مع مسؤولي الهلال الأحمر المصري في العريش.

تاريخ إنشاء هيئة الإسعاف المصرية 

أنشأت الهيئة بشكلها الحالي بقرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 139 لسنة 2009، إلا أن خدمات الإسعاف بدأت في مصر بإنشاء جمعية الإسعاف المصرية سنة 1902 بمدينة الإسكندرية، ثم أنشأت عدة جمعيات مماثلة للإسعاف في عدة محافظات مصرية، وظلت كذلك حتى تم إعادة هيكلة وتنظيم وإنشاء هيئة الإسعاف الحالية سنة 2009، والخط الساخن للهيئة هو 123.

الإيطالي بيترو فازاى صاحب فكرة الإنشاء

بدأت فكرة إنشاء مؤسسة لمواجهة الطوارئ في 21 يوليو 1902 بقيادة الإيطالي بيترو فازاي، والذي قام بنشر نداء موجه إلى الجنسيات والملل المقيمين في مصر من أجل توحيد الجهود لإقامة هذه المؤسسة، وفي نفس السنة داهم مرض الكوليرا مدينة الإسكندرية فتشكلت لجنة مؤقتة بهدف بحث الوسائل الفعالة للحد من انتشار المرض وأيضًا لتحقيق هدف إنشاء المؤسسة.في 1 أغسطس 1902 قامت اللجنة المؤقتة بدعاية واسعة على صفحات الصحف بين أعضاء الجاليات الأجنبية والمصريين تناشدهم فيها الحضور إلى اجتماع مخصص لإقامة مؤسسة اجتماعية دولية خاصة بالإسعاف بدار الجامعة الشعبية الحرة في 3 أغسطس، وكان المقر الأول للإسعاف بالإسكندرية عبارة عن مجموعة من الدكاكين بشارع الكنيسة الأمريكية، حيث بدأت العناصر الأولى للمتطوعين تمارس دورها، تحت اسم “الجمعية الدولية للإسعافات الصحية العاجلة”.

الملك فؤاد الأول أسس اتحادا خاصا بالإسعاف

وخلال السنوات التالية تأسست عدة جمعيات إسعاف متفرقة في مدن القاهرة، طنطا، والمنصورة، وظلت تعمل بشكل منفصل حتى 14 ديسمبر 1924 عندما تأسس اتحاد في العاصمة القاهرة برعاية الملك فؤاد الأول يضم جميع هذه الجمعيات، وأٌطلق عليه “الاتحاد الملكي لجمعيات الإسعاف العمومية بالقطر المصري”، وأُسند إلى الهيئة المركزية للاتحاد مهمة تنظيم العلاقة بين جمعيات الإسعاف داخل مصر.

في سنة 1952 بدأت وزارة الشئون الاجتماعية في تنظيم عمل الجمعيات بإصدار القانون رقم 4، والقانون رقم 357 لسنة 1952 الخاص بالجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية حيث بدأ عمل الاتحاد تحت منظومة قانون الجمعيات، وبصدور اللائحة الخاصة بإدارة الإسعاف بالقرار الجمهوري رقم 346 لسنة 1961 عقب تطبيق الحكم المحلي أنيط بلجنة الإدارة بالهلال الأحمر المصري إدارة الإسعاف وتصريف شئونه.في سنة 1966 انتقلت تبعية الإسعاف إلى وزارة الصحة بالقانون رقم 6، وضُمت مواردها المالية ومرافقها إلى مجالس المحافظات، وأصبحت المحافظات هي المسئولة عن الإسعاف في حدود السياسة العامة لوزارة الصحة، والتي تقوم من خلال الإدارة المركزية للرعاية العاجلة والحرجة التابعة لها بمتابعة الأداء والدعم الفني والمالي للمرافق بالمحافظات المختلفة، وظل مرفق الإسعاف على هذا الوضع حتى صدور رئيس الجمهورية رقم 139 لسنة 2009 الخاص بإنشاء هيئة حكومية ذات شخصية اعتبارية تابعة مباشرة لوزارة الصحة والسكان.