السينما تتضامن مع فاطمة: مهرجان كان يتصدى للإبادة الجماعية

السينما تتضامن مع فاطمة: مهرجان كان يتصدى للإبادة الجماعية

في أجواء مشحونة سياسيًا وعاطفيًا، تنطلق بعد ساعات فعاليات النسخة الـ 78 من مهرجان كان السينمائي الدولي، وسط ترقب غير مسبوق، ليس بسبب الأفلام أو النجوم، بل بسبب الغضب المتصاعد تجاه موقف المهرجان من الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في غزة.ضغط متزايد يواجهه منظمو المهرجان بعد أن تصدرت رسالة احتجاج عالمية المشهد، وقّع عليها أكثر من 350 من أبرز صناع السينما في العالم، أعلنوا فيها رفضهم للصمت أمام ما وصفوه بـ”الإبادة الجماعية” التي يتعرض لها الفلسطينيون، خاصة بعد استشهاد المصورة الشابة فاطمة حسونة في قصف إسرائيلي على منزلها بمدينة غزة، هي وعشرة من أفراد أسرتها.الرسالة، التي أثارت ضجة كبيرة ونشرتها مواقع عالمية منها “ديدلاين”، حملت السينما مسؤولية أخلاقية وفنية، داعية إلى مواجهة القتل بالفن، واستعادة دور السينما كمنصة للدفاع عن المظلومين وصوت لمن لا صوت له. وجاء في ختامها:
“إلى فاطمة، وإلى كل من يموتون في صمت… على السينما أن تنقل رسائلهم، وتعكس واقعهم، فلنتحرك قبل فوات الأوان.”وقع على الرسالة أسماء لامعة مثل ريتشارد جير، سوزان ساراندون، رالف فاينز، بيدرو ألمودوفار، مارك روفالو، خافيير بارديم.ورغم محاولة إدارة مهرجان كان الالتزام بسياسة الحياد المعتادة، أصدرت بيانًا مقتضبًا نعت فيه فاطمة حسونة، معتبرة أن عرض الفيلم الوثائقي الذي شاركت فيه “ضع روحك على يدك وامشِ” للمخرجة الإيرانية سبيده فارسي يوم 15 مايو ضمن برنامج ACID، سيكون تكريمًا رمزيًا لذكراها.اللافت أن هذا الفيلم بات الآن محط أنظار العالم، ليس فقط لقيمته الفنية، بل لرمزيته الإنسانية، خاصة أن ترشيحه للمهرجان جاء قبل يوم واحد فقط من استشهاد فاطمة، مما أضفى على عرضه طابعًا مؤلمًا ومشحونًا بالأسى.مهرجان كان هذا العام لا يشهد فقط سباقًا على السعفة الذهبية، بل أيضًا صراعًا على مواقف أخلاقية، قد تعيد رسم علاقة السينما بالقضايا الإنسانية الكبرى، فهل تظل السجادة الحمراء حكرًا على الأزياء والعدسات؟ أم تتحوّل إلى منصة مقاومة في وجه الصمت والخذلان؟