زلزال كريت ينشط ذكريات المصريين.. والرياضة تتذكر كوابيس “زلزال 92”

ضرب زلزال قوي بلغت شدته 6.4 درجة على مقياس ريختر صباح اليوم الأربعاء جزيرة كريت اليونانية، لكن الهزة لم تقف عند حدود الدولة الإغريقية، بل تسللت ارتداداتها إلى الشواطئ المصرية، وشعر بها الملايين في القاهرة الكبرى والساحل الشمالي والدلتا، لتعود الذاكرة الجمعية تلقائيًا إلى مشهد مأساوي من التاريخ: زلزال 12 أكتوبر 1992.القلق، وإن كان لحظيًا، أعاد شريط ذكريات أليمة للشارع المصري، ليس فقط من الناحية الإنسانية، بل كذلك من الزاوية الرياضية، حين توقف كل شيء فجأة، كما لو أن الزمن جمد على وقع الزلازل.
توقفت الرياضة في مصر بسبب الأرض
قبل 32 عامًا، وتحديدًا في تمام الساعة الثالثة عصرًا من يوم 12 أكتوبر 1992، تغير كل شيء في مصر بعد زلزال بلغت قوته 5.8 درجة فقط، لكنه كان كافيًا لإحداث كارثة إنسانية، حيث قتل قرابة ألف شخص، وتشرد الآلاف بعد انهيار منازلهم.ورغم أن الزلزال لم يكن الأقوى من حيث القياس الزلزالي، إلا أن قلة الاستعداد، وسوء البنية التحتية، جعلاه من أسوأ الكوارث في تاريخ مصر الحديث، ومن القطاعات التي تأثرت بشدة حينها كانت الرياضة المصرية، وبالأخص كرة القدم.
الدوري يتوقف ثم يستكمل وسط الأحزان
في موسم 1992–1993، كانت الكرة المصرية قد انطلقت في موعدها الطبيعي يوم 25 سبتمبر 1992، لكن بعد مرور ثلاث جولات فقط، جاء الزلزال ليوقف كل الأنشطة الرياضية في مصر لمدة 14 يومًا تقريبًا.عاد الدوري مرة أخرى في أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر، تحديدًا بالجولة الرابعة، وكانت أول مباراة بعد الزلزال بين السكة الحديد والمصري والتي انتهت بالتعادل (1-1)، في أجواء حزينة ومشحونة.الأندية استكملت الدوري بروح منكسرة، الملاعب احتضنت مشاهد حزينة، والمدرجات خلت من الفرح، لكن البطولة استكملت حتى نهايتها، وخرج الزمالك منها بطلاً للدوري للمرة الثامنة في تاريخه.
قمة مؤجلة وزمالك يفرض هيمنته
في أعقاب الزلزال، كان من المفترض أن تقام مباراة القمة بين الأهلي والزمالك في الجولة الرابعة، لكنها أجلت لما بعد عدة أشهر، لتقام في 5 فبراير 1993، ويحقق الزمالك الفوز بهدف دون رد، قبل أن ينهي الموسم بفارق 6 نقاط عن الأهلي، جامعًا 45 نقطة (حين كانت كل مباراة تُحتسب بنقطتين).وكان هذا الجيل الذهبي للزمالك قد توج أيضًا في نفس العام بلقب دوري أبطال إفريقيا، ليجمع بين البطولة المحلية والقارية في موسم استثنائي رغم المحن.
