نور أسامة: هذا التصرف من الأهل يدمر حياة الطفل طول العمر

أكد الدكتور نور أسامة، استشاري نفسي وتعديل سلوك، أن العنف الأسري، سواء كان جسديًا أو معنويًا، من أخطر أنواع العنف التي تترك تأثيرًا طويل الأمد على الطفل، وقد تؤدي إلى مشاكل نفسية وسلوكية يصعب معالجتها لاحقًا.
النمو النفسي والاجتماعي
وأشار الاستشاري النفسي وتعديل السلوك، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج “البيت”، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، إلى أن العنف الذي يتعرض له الطفل من أقرب الأشخاص إليه، مثل الأهل أو الأقارب في سنواته الأولى، يُعد من أخطر العوامل التي تؤثر على نموه النفسي والاجتماعي.وقال: “العنف الذي يتعرض له الطفل في السنوات الأولى من حياته، خاصة من الأشخاص الأقرب إليه، يترك أثرًا عميقًا في نفسه قد يمتد معه طوال حياته، العنف قد يكون جسديًا مثل الضرب أو معنويًا مثل الصراخ المستمر، وتلك الأساليب تؤثر بشكل سلبي على نمو شخصية الطفل وتسبب مشاكل سلوكية قد تلاحقه في المستقبل”.https://www.youtube.com/watch?v=9e4817v9qtQوأضاف: “المرحلة العمرية من صفر إلى أربع سنوات هي الأساس في بناء شخصية الطفل، إذا لم يتلق الطفل دعمًا عاطفيًا ونفسيًا صحيًا في هذه الفترة، فقد يظهر في سلوكياته لاحقًا في المدرسة أو مع أقرانه. على سبيل المثال، قد يواجه الطفل صعوبة في التركيز، أو يظهر عليه علامات قلة الثقة بالنفس”.وتابع : “من المهم أن يدرك الأهل أن التعامل مع الطفل في هذه المرحلة يحتاج إلى حرص شديد، فالتعامل بالحب والتفاهم والاحترام له تأثير كبير في تكوين شخصيته، بينما الصراخ والعنف في هذه الفترة يتركان أثرًا نفسيًا عميقًا يصعب محوه مع مرور الوقت”.وأشار إلى أن شخصية الطفل تبدأ بالتشكل بوضوح بعد سن خمس سنوات، حيث تبدأ السمات الشخصية في الظهور، مثل الجرأة أو الخجل، والاعتمادية، والثقة بالنفس، وذلك بناءً على البيئة التي نشأ فيها الطفل.وأضاف: “في سن خمس سنوات، يمكن تحديد السمات الشخصية للطفل، ولكن ذلك يعتمد بشكل كبير على التنشئة الاجتماعية والتعامل معه في السنوات الأولى، إذا تم دعم الطفل بشكل صحيح منذ ولادته، فسيكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات في حياته الاجتماعية والعاطفية”.وتابع: “على الأهل أن يتحملوا مسؤولية كبيرة في هذه المرحلة المبكرة من حياة أطفالهم، حيث إن التربية السليمة والمبنية على الحب والاحترام هي التي ستؤثر بشكل إيجابي في شخصية الطفل في المستقبل”.