هل ستستبدل وسائل النقل العامة الحديثة السيارات في المستقبل القريب؟

هل ستستبدل وسائل النقل العامة الحديثة السيارات في المستقبل القريب؟

وسط الزحام المتواصل في شوارع جاكرتا، العاصمة الإندونيسية التي تحتضن أكثر من 11 مليون نسمة، تجوب الآلاف من الحافلات الصغيرة الزرقاء والبيضاء أرجاء المدينة، حاملة ركابًا يصعدون ويغادرون دون الحاجة إلى مواقف ثابتة. هذه الشبكة العشوائية والمترابطة تُعد شريانًا حيويًا يُخفف من الاختناق المروري في واحدة من أكثر مدن العالم ازدحامًا.لكن جاكرتا ليست وحدها في هذا التحدي العالمي، فملايين الأرواح تُزهق سنويًا بسبب تلوث الهواء وحوادث المرور الناتجة عن المركبات، فيما تُشكل السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي ما يقرب من 10% من الانبعاثات الكربونية المسببة لتغير المناخ. ولسنوات، كان الحل التقليدي يتمثل في توسيع البنية التحتية للطرق، لكن ذلك لم يسفر سوى عن زيادة عدد المركبات على الطرق، وتفاقم الأزمة. 

مدن تلجأ للنقل العام المجاني

في المقابل، تتجه مدن حول العالم إلى وسائل بديلة وأكثر استدامة، أبرزها دعم النقل الجماعي وحتى جعله مجانيًا. في تالين، عاصمة إستونيا، قررت السلطات في عام 2013 جعل جميع وسائل النقل العام مجانية لسكان المدينة بعد استفتاء شعبي. ورغم أن التكاليف السنوية انخفضت إلى نحو 45 دولارًا للفرد، إلا أن النتائج جاءت مختلطة.أوضحت الباحثة ميرلين رحيمة من معهد ستوكهولم للبيئة أن نسبة مستخدمي وسائل النقل العام تراجعت من 42% إلى 30%، بينما ارتفع الاعتماد على السيارات بنسبة 5%. وأشارت إلى أن المجانية شجعت على استخدام الحافلات بدلاً من المشي أو ركوب الدراجات، دون أن تقلل من اعتماد السكان على المركبات الخاصة.