طالبة تكشف أستاذها بسبب ChatGPT.. تأثير الذكاء الاصطناعي يخلق أزمة جديدة

طالبة تكشف أستاذها بسبب ChatGPT.. تأثير الذكاء الاصطناعي يخلق أزمة جديدة

منذ ظهور ChatGPT في أواخر عام 2022، بدأ القلق ينتشر في الأوساط التعليمية حول العالم بشأن الغش بمساعدة الذكاء الاصطناعي، حيث سارعت العديد من المدارس والجامعات إلى وضع قيود صارمة على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بين الطلاب.وفي الآوانة الأخيرة، منعت بعض المؤسسات التعليمية استخدام ChatGPT في الواجبات، ولا مقالات تولد آليا، وألزمت الطلاب بتقديم أعمال أصلية، وإلا فالنتائج ستكون صارمة. 

 

لكن ماذا لو استخدم الأساتذة نفس الأداة التي يمنع الطلاب من استخدامها؟

في حادثة غريبة وقعت بجامعة نورث إيسترن الأمريكية، حيث اكتشفت الطالبة إيلا ستابلتون، المتخصصة في إدارة الأعمال، أن أستاذها اعتمد على ChatGPT لكتابة ملاحظات المحاضرات، واليوم، تطالب ستابلتون باسترداد رسومها الدراسية التي تجاوزت 8,000 دولار، معتبرة أن ما حدث خرق واضح لمبدأ الشفافية والمساواة.ووفقا لما نشرته صحيفة نيويورك تايمز، لاحظت ستابلتون في فبراير الماضي وجود عبارة غريبة ضمن ملاحظات محاضرة في مادة “السلوك التنظيمي”، وجاء فيها: “وسع كل الجوانب، كن أكثر تحديدا وتفصيلا”، وهي عبارة تبدو كتعليمات موجهة مباشرة إلى ChatGPT.تقول ستابلتون: “توقفت فجأة وقلت لنفسي: هل نسخ الأستاذ ردا من ChatGPT؟”لكن القصة لم تتوقف عند هذا الاكتشاف، فقد بدأت الطالبة في فحص الشرائح والمحتوى التعليمي بدقة، لتجد مزيدا من الأدلة على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك صورا مولدة آليا تحتوي على أصابع زائدة، خطوط مشوشة، وأخطاء إملائية.بالنسبة لستابلتون، كان استخدام الأستاذ لهذه الأدوات بينما يمنع الطلاب من نفس الأمر بمثابة تناقض غير مقبول، خاصة في مؤسسة تعليمية مرموقة وبتكلفة دراسية مرتفعة، وقدمت شكوى رسمية لإدارة كلية الأعمال، مطالبة باسترجاع رسوم تلك المادة.وأضافت في تصريحها للصحيفة: “يطلب منا ألا نستخدم الذكاء الاصطناعي، بينما هو يستخدمه دون أن يخبرنا”.لكن هذه الحادثة ليست معزولة، فمواقع تقييم الأساتذة مثل Rate My Professors بدأت تمتلئ بتعليقات من طلاب يشتكون من شرائح دراسية ضعيفة، تغذية راجعة آلية، ومحاضرات وصفوها بأنها “تشبه ما يقوله ChatGPT”.في المقابل، يرى بعض الأساتذة أن استخدامهم لأدوات الذكاء الاصطناعي يساعدهم على تنظيم الوقت وتبسيط التحضير للمحاضرات، ما أثار جدلا واسعا حول الشفافية في التعليم.ويطالب عدد متزايد من الطلاب اليوم بأن يلزم الأساتذة بالإفصاح عند استخدام الذكاء الاصطناعي في إعداد موادهم التعليمية، أسوة بما يطلب من الطلاب أنفسهم.