آمال زيلينسكي تواجه “تحالف روسي أمريكي”.. ماذا يُتوقع من محادثة ترامب وبوتين؟

تترقب الأزمة الروسية الأوكرانية انفراجة محتملة اليوم الاثنين، بعد مكالمة متوقعة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين؛ في محاولة لإيجاد سبلًا لإنهاء الصراع الدائر بين موسكو وكييف والذي أوشك على عامه الرابع.وبعدما أعلن ترامب عن اتصال مع بوتين، تتوجه الأنظار نحو كل من واشنطن وموسكو؛ حيث يعلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي آمالًا كبيرة على الوساطة الأمريكية، لكن هل ينصفه ترامب أم يخزله كما فعل في محادثات إسطنبول؟وبعد غيابهما عن المفاوضات، أشار تقرير لـ CNBC، إلى أن بوتين وترامب تركا زيلينسكي في موقف حرج بتخطي محادثات السلام مع تركيا، التي كان من المقرر أن يحضرها بوتين لكنه أعلن في اللحظات الأخيرة عن تشكيل وفد “رفيع المستوى” بدلًا عنه، بينما ظل ترامب يمنّي “زيلينسكي” بحضوره لكنه تركه وحيدًا لأردوغان.

آمال أوكرانية تصطدم بـ”حلف روسي أمريكي”

يرى الخبراء في الداخل الروسي، أن مكالمة بوتين وترامب قد تساهم في تهدئة الأوضاع في أوكرانيا للبدء في مرحلة المفاوضات في ظل عمليات ومواجهات عسكرية بين روسيا وأوكرانيا، وقد تكون محطة للتصعيد ونسف المفاوضات بين موسكو وكييف، لكن الأجواء إيجابية في موسكو حتى هذه اللحظة.  وفي الوقت نفسه، مواقف ترامب مع زيلينسكي لا تبشر بأي خير للرئيس الأوكراني، فعلى الرغم من تأكيده مرارًا على حضور محادثات إسطنبول التي استضافتها تركيا الخميس والجمعة الماضيين، أنهى ترامب جولته في الخليج وعاد مرة أخرى إلى واشنطن.وتقدم الإدارة الأمريكية مؤشرات على أنها تتفهم الهواجس الأمنية لروسيا، لكن هذا الشيء لا يعني أن الأزمة الروسية الأوكرانية قاب قوسين أو أدنى من الحل، لكنه يعني في الوقت ذاته، وجود مفاوضات وجولات ستحتاج إلى وقت طويل لأن الفجوات بين الجانبي الروسي والأوكراني لا تزال كبيرة للغاية، في ظل التمسك الأوكراني بالمقاطعات الأربع.

أما عن موقف بوتين تجاه محادثات السلام، نقلت بلومبرج عن مصدرين مقربين من الكرملين، قولهما إن الرئيس الروسي يرفض إعلان هدنة مع الجانب الأوكراني، على الرغم من الضغط الأمريكي ورغبة ترامب.وأضافت “بلومبرج” عن المصدرين بالكرملين، أن بوتين مستعد لحرب طويلة الأمد إذا كان ذلك مطلوبا لتحقيق أهدافه، مؤكدين أن الرئيس الروسي يحاول المناورة لضمان استمرار المفاوضات بالتزامن مع الهجوم العسكري.

تفاصيل مكالمة بوتين وترامب بشأن أوكرانيا

بينما كشف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، عن تفاصيل جديدة بشأن المحادثة الهاتفية المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين؛ من أجل إنهاء الصراع مع أوكرانيا.وقال “بيسكوف” إن المحادثة الهاتفية مع ترامب ستجري في الساعة 17:00 بتوقيت موسكو، مؤكدًا أنه سيتم التطرق إلى نتائج المفاوضات في إسطنبول.وأضاف متحدث الكرملين ردا على سؤال لوكالة “تاس”، أن روسيا تفضل تحقيق أهداف المنطقة العسكرية المركزية بالوسائل الدبلوماسية، وأنه “يجب أن يكون اللقاء بين بوتين وترامب مثمرًا، ولهذا يجب الإعداد له جيدًا” بحسب تصريحه.وأعرب متحدث الكرملين، عن تقدير روسيا الكبير لجهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة في أوكرانيا؛ مشددًا على أن اللقاء بين بوتن وترامب يعتمد على التواريخ التي يحددها الزعيمان.

موقف زيلينسكي من المفاوضات بوساطة ترامب

وبعدما خزلته الإدارة الأمريكية، سار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في اتجاه مغاير، مستغلًا “الدين” في إيجاد حل للأزمة التي نشبت منذ قرابة 4 سنوات، ولعب على “وتر حساس” باستعطاف بابا الفاتيكان الجديد البابا ليو الرابع عشر لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني.وفي خطاب ألقاه قبل مفاوضات إسطنبول، أعرب زيلينسكي عن امتنانه لبابا الفاتيكان الجديد البابا ليو الرابع عشر؛ بعدما أعلن عن استعداد الفاتيكان للعب دور الوسيط في استعادة السلام العالمي، موضحًا أن السلام أمنية ملايين الأوكرانيين وجميعهم يأمل في سلام دائم.

وجدد زيلينسكي طلبه بوساطة بابا الفاتيكان لإنهاء الحرب في أوكرانيا، حين التقى البابا ليو الرابع عشر عقب مراسم تنصيبه أمس في روما، وقال إن البابا يُعدّ رمزًا للأمل في السلام بالنسبة لملايين الناس حول العالم، ويمكن لسلطة الكرسي الرسولي وصوته أن يلعبا دورًا هامًا في إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.كما اتهم الرئيس الروسي بإطالة أمد الحرب ويواصل قصف أوكرانيا “في الوقت الذي ينتظر فيه العالم “نعم” بسيطة من بوتين ردًا على عرض المحادثات المباشرة”.وأكد زيلينسكي إصراره على وقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار وإرساء الأسس اللازمة للدبلوماسية، قائلا: “لا نخشى المحادثات المباشرة مع روسيا ومن المهم ألا تطيل موسكو أمد الحرب”.والساعات القليلة المقبلة ستكشف عن تفاصيل المحادثات بين ترامب وبوتين وزيلينسكي أيضًا، إذ من المقرر أن يجري ترامب محادثة مماثلة مع الرئيس الأوكراني عقب اتصاله ببوتين، ثم مع عدد من أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)؛ وقف “حمام الدم” الذي يُودي بحياة ما يزيد عن 5000 جندي روسي وأوكراني أسبوعيًا، بحسب منشور ترامب على “تروث سوشيال”.