من حسين حجازي إلى زيزو.. صفقات أشعلت الصراع بين الأهلي والزمالك عبر التاريخ

على مدار تاريخ كرة القدم المصرية والذي يمتد لأكثر من 120 عامًا، كان الصراع بين القطبين الأهلي والزمالك على أشده، فبعد إنشاء القلعة الحمراء عام 1907 والقلعة البيضاء عام 1911، بدا وكأن القدر قرر أن يكون الأحمر والأبيض هما محور اللعبة الشعبية الأولى في العالم خلال السنوات القادمة بعد أول لقاء جمع بينهما وكان وديًا في مارس 1917، فيما تواجها رسميًا للمرة الأولى في مارس أيضًا ولكن عام 1924 بنصف نهائي بطولة كأس السلطان حسين.
صراع تاريخي بين الأهلي والزمالك على أبرز النجوم
ويبدو أن الصراع الذي نشأ بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك قبل أكثر من 100 عام، ليس صراعًا من أجل فرض الزعامة والسيطرة ومن يكون منهما العنصر الأقوى تاريخيًا والأكثر تتويجًا بالبطولات والألقاب محليًا وقاريًا، ولكنه أيضًا صراع على من يستطيع أن يظفر بأكبر عدد ممكن من النجوم، سواء كانوا من أندية آخرى، أو من أحدهما.ولعل صراع الصفقات التاريخي بين الأهلي والزمالك قد بدأ مبكرًا للغاية على ضم أبرز نجوم اللعبة على مدار أكثر من 100 عام، على اللاعبين المحليين والأجانب داخل وخارج القارة، وبذل كل نادي منهما الغالي والنفيس من أجل منح نفسه التفوق ليس في ملاعب كرة القدم الخضراء فحسب، ولكن في ملعب الصفقات أيضًا.
الأهلي ينجح في ضم زيزو من الزمالك
ويمكننا أن نقرأ المشهد الرياضي الحالي في مصر جيدًا، فالأهلي برئاسة محمود الخطيب نجح في أن يواصل تفوقه التاريخي على الزمالك داخل ملاعب كرة القدم وخارجها في ملعب الصفقات، بعدما حصل على توقيع أحمد مصطفى زيزو لاعب الزمالك ونجمه خلال السنوات الماضية وأحد هدافيه التاريخيين، بعد ما يقرب من سنة من الجدل والمماطلة وعدم حسم الأمور من قبل مجلس إدارة القلعة البيضاء برئاسة حسين لبيب، ليصبح زيزو معشوق جماهير الفارس الأبيض لاعبًا في المارد الأحمر بدءً من بطولة كأس العالم للأندية 2025 والتي كانت كلمة السر في نجاح الأهلي في الظفر بـ «صفقة القرن» الحقيقية وليست المضروبة التي أعلن عنها مرتضى منصور رئيس الزمالك السابق.
الأهلي يفوز بـ«صفقة القرن» على غرار «نهائي القرن»
وكما فاز الأهلي بـ«نهائي القرن» في 27 نوفمبر 2020 على الزمالك، ليحصد لقب دوري أبطال إفريقيا للمرة التاسعة في تاريخه، فإن المارد الأحمر على مدار تاريخه في ملعب الصفقات مع الزمالك، كان هو الطرف الأقوى والمنتصر دومًا في النهاية، البداية كانت بصفقة انتقال مدوية ومن العيار الثقيل، بانضمام حسين حجازي أسطورة الأهلي والكرة المصرية للزمالك عام 1919 بعد 4 سنوات كاملة بالقميص الأحمر وهو ما سبب صدمة كبيرة لجماهير المارد الأحمر وقتها، لذلك فإن توقيع زيزو للنادي الأهلي ربما يشبه صدمة رحيل أبو الكرة المصرية وأسطورة الجزيرة إلى الزمالك لأسباب عدة أهمها، أن اللاعبين كانا في أوج تألقهما وقت الانضمام للغريم التقليدي.

من حسين حجازي إلى زيزو.. صراع الأهلي والزمالك مستمر في ملعب الصفقات
وخلال أكثر من 100 عام، تصارع الأهلي والزمالك على مئات بل آلاف اللاعبين من أندية مصرية وعربية وأجنبية، لكن تبقى قصص 37 لاعبًا ارتديا قميصا الأحمر والأبيض بالتبادل هي الأكثر إثارة للجدل والصراع بين الفريقين والتنافس بين جماهيرهما.البداية كانت بانتقال حسين حجازي من الأهلي للزمالك عام 1919، وفي العام التالي أيضًا رحل السيد أباظة من المارد الأحمر إلى لفارس الأبيض ليلحق بزميله الأسطورة، وبعد 4 أعوام وبالتحديد عام 1924 انضم علي الحُسني من ميت عقبة إلى الجزيرة، وبعدها بـ7 سنوات قرر لبيب محمود لاعب الفارس الأبيض ومدرب الأهلي التاريخي فيما بعد ارتداء القميص الأحمر، وهو ما كرره عبد الكريم صقر عام 1935 ولكن من الأهلي إلى الزمالك، ولعل بعض هؤلاء اللاعبين ربما تكون قصص انتقالهم بين القطبين مختلفة، فحجازي وأباظة والحُسني انضموا للزمالك بعد الأهلي أو العكس، وعادوا لتكرار الانتقال بين الفريقين عدة مرات.

رضا عبد العال يشعل الصراع مجددا بين الأهلي والزمالك
وبعد انتقال عبد الكريم صقر من الأهلي إلى الزمالك عام 1939، خفت الصراع وهدأ التنافس بين القطبين، حتى عاد مجددًا بعد 44 عامًا بانضمام جمال عبد الحميد هداف الأهلي إلى الزمالك بعد 5 سنوات في قلعة الجزيرة، ثم كانت الصفقة الأكثر إثارة للجدل هي انضمام رضا عبد العال من الزمالك للأهلي عام 1993 وما أحدثته في الشارع الكروي من زيادة للصراع بين الجماهير والتنافس بين إدارات الناديين، بعدها وفي عام 1995 انتقل أيمن شوقي ومحمد عبد الجليل من الأهلي للزمالك وانضم مجدي طلبة من الزمالك للأهلي.

التوأم حسن «صفقة القرن» للزمالك في ملعب الصفقات أمام الأهلي
وفي العام 2000، كانت صفقة انتقال التوأم حسام وإبراهيم حسن من الأهلي للزمالك «صفقة القرن»، واحدة من أقوى الصفقات التي أعطت التفوق للفارس الأبيض حينها داخل ملاعب كرة القدم وفي ملعب الصفقات، وفي العام التالي تبع الثنائي الأقرع، زميلهما السابق الغاني أحمد فيليكس أبواجي إلى ميت عقبة، وفي العام 2004، انضم إبراهيم سعيد من الأهلي للزمالك بعد واقعة هروبه الشهيرة ليواصل الفارس الأبيض تفوقه، ورد الأهلي بخطف إسلام الشاطر من الزمالك.

وخلال الأعوام التالية، ضم الأهلي خمسة لاعبين من الزمالك هم نادر السيد والثنائي طارق السعيد ومحمد صديق ثم معتز إينو وهاني العجيزي وجمال حمزة لكنه قرر فسخ تعاقده بعد أيام وصبري رحيل، ورد الزمالك بضم محمد عبد الله وحسن مصطفى وحسين ياسر المحمدي وعصام الحضري الحارس التاريخي للمارد الأحمر وأحمد حسن قائد منتخب مصر ودومينيك دا سيلفا.

مؤمن وكهربا وإمام وبن شرقي يعيدون التفوق للأهلي على حساب الزمالك
ورغم هدوء الأوضاع بين القطبين، إلا أن صفقة انضمام مؤمن زكريا ومن بعدها كهربا وبينهما أحمد حمودي وياسر إبراهيم، أعادت التفوق للأهلي على الزمالك في ملعب الصفقات وأشعلت الأجواء على الساحة الكروية، قبل أن تثير صفقة انتقال إمام عاشور للأهلي الجدل مجددًا بين القطبين والجماهير، ليرد الزمالك بثلاث صفقات متتالية ضم على إثرها عبد الله السعيد وناصر ماهر وأحمد حمدي، ليعود الأهلي لتخطي كل التوقعات بإعلان انتقال المغربي أشرف بن شرقي لصفوفه، فيما ينتظر الجميع الإعلان عن انتقال زيزو للنادي الأهلي ليستمر التفوق الأحمر في ملعب الصفقات.

من حسين حجازي إلى زيزو.. صفقات مباشرة أشعلت الأجواء بين الأهلي والزمالك
ولعل الأكثر إثارة وسخونة ضمن 37 لاعبًا ارتدوا قميصا الأحمر والأبيض «19 من الجزيرة لميت عقبة و18 من ميت عقبة للجزيرة»، هي تلك الصفقات التي انتقلت بشكل مباشر من الأهلي للزمالك أو من الزمالك للأهلي «20 صفقة»، فعلها 11 لاعبًا أهلاويًا أبرزهم حسين حجازي والسيد أباظة وعبد الكريم صقر وجمال عبد الحميد وأيمن شوقي ومحمد عبد الجليل وإبراهيم سعيد وحسن مصطفى وحسين ياسر المحمدي وأحمد حسن ودومينيك دا سيلفا، و9 لاعبين زملكاويين أبرزهم علي الحُسني ولبيب محمود ورضا عبد العال وإسلام الشاطر ومحمد صديق وطارق السعيد ومعتز إينو وصبري رحيل وأخيرًا زيزو.