طلاق سياسي بين ترامب ونتنياهو: ما أسباب الخلاف بينهما؟

طلاق سياسي بين ترامب ونتنياهو: ما أسباب الخلاف بينهما؟

طلاق سياسي وشيك، فالأمس كانوا حليفين، علاقتهما كانت محط أنظار العالم ودهشته واليوم الطلاق قاب قوسين أو أدنى، دونالد ترامب ونيتنياهو.. ما الذي يحدث بين الرجلين ؟ وما علاقة طهران بذلك الانفصال الوشيك؟

مكالمة تليفونية انتهت بخلاف كما العادة مؤخرًا 

في ساعات الصباح الأولى من يوم الثلاثاء الموافق 27 مايو، صوت الهاتف يعلوا في البيت الأبيض، فقد كانت مكالمة هامة بين دونالد ترامب وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والسبب النووي الإيراني. مكالمة أسفرت عن قطع العلاقات بين الرجلين تمامًا.وقع الصدام بعد أن أبدى ترامب تساهلًا مع إيران حول ملف تخصيب اليورانيوم، إلى جانب رفع العقوبات عن إيران في الوقت الذي تبدي فيه تل أبيب غيرة واضحة، فكما هو معروف أن العلاقات متوترة على أشدها بين طهران وتل أبيب .ما الذي جعل ترامب يغير وجهته؟منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولايته الأخيرة في يناير 2025 وهو يسعي إلى إجراء مفاوضات أمريكية إيرانية، وربما كانت جولة ترامب في الخليج مؤخرًا هي السبب في رفع العقوبات عن طهران؛ فكما فقد قال “علي فايز” الرجل الذي يدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية يقول أن الوضع قد اختلف تمامًا الآن عن ولاية ترامب الأولى حيث كانت دول الخليج سابقًا  تعارض بشدة أي اتفاق من قِبَل ترامب مع إيران.
وأضاف أن دول الخليج الآن وبعد الأحداث الدائرة في المنطقة يُحثون على توقيع اتفاقيات لتهدئة الوضع، مؤكدًا أن وصول الأزمة النووية إلى ذروتها، بالتالي سينتج ضحايا لأي مواجهة جادة بين إيران والولايات المتحدة.يظل السبب الرئيسي لرغبة ترامب في حدوث المفواضات غير واضح بشكل تام و حذّر من أنه سيدعم العمل العسكري إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قريبًا خاصة وأن ترامب يريد من إيران التخلي التام عن برنامجها النووي – وهو أمرٌ تؤكد طهران أنها لن تفعله أبدًا – أو السماح لها بتخصيب ما يكفي من اليورانيوم للاستخدام المدني .وفي سياق متصل صرَح المتحدث باسم الوكالة إسماعيل بقائي في مؤتمر صحفي ردا على سؤال بشأن التقارير التي تفيد بأن إيران قد تجمد تخصيب اليورانيوم لمدة ثلاث سنوات للتوصل إلى اتفاق قائلًا : “إيران لن تقبل ذلك أبدا”.وهذا ما يواجه معارضة من كبار المسؤولين في الإدارة والكونجرس.تظل محاولات ترامب لحدوث مفاوضات مجزيه إلى جانب تصريحات  المسؤولين الإيرانين بأن الجلسات التي تمت مع السياسيين الأمريكيين كانت مُبشره وتبدو أسلسل مما كانت من قبل.وتقابَل كل ذلك المفتاوضات باعتراض من نتينياهو ورفض لحدوث أي سلام مع إيران إذا لم يتم الاتفاق على عدم وجود للسلاح النووي في إيران كما قالت “كريستي نويم” بعد لقاءها مع نتينياهو في الأيام الأخيرة ولكنه أمر يبدو قابل للتفاوض عن ترامب مما يثير الخلافات بين ترامب وولده المدلل نتينياهو ولكنها لا تبدو الخلافات الأولى بين ترامب ونتينياهو منذ تولي ولاية أمريكا هذا العام.

طبيعة الخلاف بين ترامب ونيتنياهو

وتعمل سرد لطبيعة الخلافات بين ترامب ونينتياهو بعد ما تولى رئاسة مرة تانية، فعلى  الرغم من إعلان ترامب عن رغبته في إتمام الإتفاقات مع إيران، نتشر في الإعلام العبرى استعداد إسرائيل لضرب المؤسسات النووية في إيران.وأوضحت الوسائل العبرية أن مدة وقوة الضربات ستتوقف على ما ستتوصل إليه الاتفاقات الأمريكية الإيرانية، إذ يبدو أن الخلاف على أوجه بين واشنطن وتل أبيب خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها أمريكا بمفاوضات أو حتى زيارات مع أطراف غير مرغوب بهم من الجانب الإسرائيلي.يذكر أن الاستياء الإسرائيلي بدأ في مارس الماضي بالتراجع عن خطة تهجير الفلسطينين من غزه التي قد أعلنها وشجعها بقوه في فبراير الذي سبقه، ففي مارس كان ترامب هو من خرج ليؤكد التراجع عندما ظهر في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن، ليقول إنه “لا أحد يطرد أي فلسطيني من غزه”.تعقدت الأمور أكثر قليلا عندما قام البيت الأبيض بتأكيد تسريبات إعلامية أفادت بإجراء مباحثات مباشرة بين إدارة الرئيس ترامب وحركة حماس التي تقود المقاومة في قطاع غزة .وكان من ملفت حينها  أن هذه كانت أول محادثات مباشرة تجمع حماس بالولايات المتحدة التي تصنّفها “منظمة إرهابية” منذ عام 1997.أما في مايو 2025  استهدف الحوثيون مطار بن جوريون قرب تل أبيب في 4 مايو 2025 بصاروخ باليستي فرط صوتي يتجاوز مداه ألفي كيلومتر، وبعدما فشلت إسرائيل في اعتراضه جاء الرد الأميركي مختلفا ومفاجئا ومدويا على عادة ترامب، حيث أعلن ترامب في 6 مايو عن اتفاق مع الحوثيين يقضي بوقف الضربات العسكرية الأميركية مقابل التزام الجماعة بعدم استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر.
ولم يكتف ترامب بالاتفاق مع الحوثيين وإنما امتدحهم قائلا إن لديهم الكثير من الشجاعة والقدرة الكبيرة على تحمل الضربات، وهذا الموقف الأميركي الذي بدا منفردا ومتجاهلا لما يسمي بالفتاه المفضله لأمريكا بالشرق الأوسط “اسرائيل”.اختتم ترامب كل تلك الصدامات بينه وبين نتينياهو بإعلان إرادته للإتفاق مع الإيرانين مما يثير غضب نتنياهو ويجعل الصحف الأمريكية تقول أن ترامب الآن إن يدعم فهو يدعم إسرائيل وليس نتنياهو فهل كل ذلك بناءً على رؤيه من ترامب لمصلحة أمريكا وإسرائيل، أم أن هناك كواليس أخرى يفصح عنها المشهد السياسي في وقت لاحق؟.